الخميس 31 أكتوبر 2019 / 14:43

"كتدبير احتياطي".. مجموعة شعرية جديدة للتونسي عبد الوهاب الملوح

صدرت أخيراً مجموعة شعرية بعنوان "كتدبير احتياطي" للشاعر التونسي عبد الوهاب الملوح. تقع المجموعة في 100 صفحة، وتضم 40 قصيدة، ضمن سلسلة "الإبداع العربي" التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب.

ويبرز في القصائد هاجس البحث والتجريب في الشعرية، ومحاولة فتح آفاق جديدة للنص الشعري.

ورغم أن بعض قصائد المجموعة كتبت وفق نظام التفعيلة، فإنها جاءت وفق خطة اعتمدها الشاعر في مجمل أعماله الشعرية، وهي البحث عن جمالية الشعر من خلال التنويع على الإيقاع، باعتبار أنه مرقى فني يسعى إليه كل فنان.

وتنفلت قصائد المجموعة من أسر الموضوع الواحد والمضامين الجاهزة، توجه القارئ نحو الأسئلة الكونية، من قبيل الحرية والتحرر والحب والأمل والإنسان في جوهره، متحاشية أن تقدِّم أجوبة عن الأسئلة لتستفز القارئ نحو المزيد من التعمق والتأمل، ذلك أن الشاعر يؤمن أن القصيدة لا تكتمل إلا بالقارئ، فهو شريك معه في بنائها.

يذكر أن عبد الوهاب الملوح شاعر وروائي ومترجم تونسي، تنوعت إصداراته بين الشعر والرواية والدراسات الأدبية والترجمة والمسرح، وهذه هي مجموعته الشعرية الحادية عشرة، فمن إصداراته السابقة: "رقاع العزلة الأخيرة"، "الواقف وحده"، "أنا هكذا دائماً"، سعادة مشبوهة"، "الليل دائماً وحده"، "راقص الباليه"،" كتاب العصيان".

كما أصدر روايتين، وفي الترجمات أصدر: "الحديقة الباذخة لهنري ميشو"، "رسائل للحبيبة فرناندو بيسو"، "بورتريه سوزان لرولان توبور"، و"يوميات الحداد لرسولنا بارت"، وفي البحوث الأدبية له كتاب بعنوان "فخاخ الدهشة"، وكتب مسرحيات عديدة أهمها "سوس"، "انتلجنسيا"، "نو عشية".

ومن المجموعة:

"وليلٌ يُروضني بصفاء النجوم؛
أباغته بالدموع محايدة كالبياض معتَّقة كالغياب؛
يُحاصرني بأصابعه تبادلني صخباً أو صداعاً يُقلِّل عزلتها؛
أطارده بالتداعي ومُكنسة القهقهات.
هي الجدران؛
كفاتورة غير مدفوعة الأجر تتكاثر في حيضها
ومن واجبي أن أنظف شعرها-
أنظف إبط الكون من قرف الآخرين
هو الليل رغوة صابون أمزجة النزوات،
يُبرِّئ
عتمته من عمى الأيدولوجيا
وانتهاكات صمت ابن رشد؛
علَّني في الحقيقة ليل تعفف ليلا؛
يُقمِّط ليل السواد البهيم".