قاذفة أمريكية.(أرشيف)
قاذفة أمريكية.(أرشيف)
الجمعة 1 نوفمبر 2019 / 15:59

حان الوقت لإخراج الأسلحة النووية الأمريكية من تركيا

يرى ستيفن بيفر، زميل بارز ومدير مبادرة الحد من التسلح لدى مؤسسة بروكينغز في واشنطن، أن مسألة الاحتفاظ بأسلحة نووية في قاعدة إنجرليك في تركيا، باتت أمراً مريباً.

يقال إن 50 من تلك القنابل موجودة داخل منشأة أمريكية في قاعدة إنجيرليك الجوية التركية

وأشار بيفر، ضمن موقع "ناشونال إنترست"، لتردي العلاقات الأمريكية – التركية من جديد. فقد اقترح، في الشهر الأخير، سناتور جمهوري بارز تعليق عضوية تركيا في حلف الناتو، فيما لمحت وزارة الخارجية الأمريكية إلى استعدادها لاستخدام القوة العسكرية ضد حليف أمريكا المشاكس.

علاقة متدهورة
وفي مثل هذه الظروف، يرى كاتب المقال أنه لم يعد هناك حاجة لوجود أسلحة نووية في تركيا، وأنه آن الأوان لإعادتها إلى أمريكا.
ومن الصعب، حسب الكاتب، عدم ملاحظة مؤشرات علاقة متوترة ومتدهورة. فقد ابتعد رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، زعيم تركيا الذي يزداد استبداداً، عن أوروبا والولايات المتحدة. وعوض ذلك، يقوم بتطوير علاقة وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما دلت عليه ثمانية لقاءات جمعت بينهما في العام الجاري.

ورفض أردوغان شراء صواريخ باتريوت الدفاعية الأمريكية لصالح منظومة صواريخ S-400 الروسية غير المتطابقة مع نظام الدفاع الجوي المتكامل لحلف الناتو. ونتيجة له، استبعدت الولايات المتحدة تركيا من المشاركة في البرنامج المشترك للمقاتلة F-35، مما يجعل مصير الجيل الثاني من المقاتلات التركية مجهولاً.

وكما يفيد الكاتب، بعد قرار متسرع اتخذه الرئيس الأمريكي ترامب بشأن سحب قوة عسكرية صغيرة من شرق سوريا، أطلق أردوغان هجوماً عسكرياً كبيراً ضد تلك المنطقة من دون مراعاة لقوات كردية بذلت جهوداً كبيرة مع الجيش الأمريكي لتدمير داعش، وفقدت في سبيل ذلك قرابة 10 آلاف من مقاتليها الأكراد. وعند نقطة ما، طوقت المدفعية التركية موقعاً كانت ما تزال تشغله قوات أمريكية. وهدد ترامب بفرض عقوبات، وكرر استعداده لـ" تدمير" الاقتصاد التركي.

قضية مقلقة
ويرى الكاتب أن هناك قضية أخرى تدعو للقلق ناتجة عما قاله أردوغان بشأن رغبته بالحصول على أسلحة نووية. ففي سبتمبر(أيلول)، قال لحزبه السياسي: "لدى بعض الدول صواريخ برؤوس نووية. لكن الغرب يصر على أننا لا نستطيع الحصول عليها. هذا ما لا أستطيع قبوله".
ولذا يعتقد كاتب المقال، أن تركيا ليست مكاناً مناسباً لاستضافة أسلحة نووية أمريكية.

وحسب اتحاذ العلماء الأمريكيين، يحتفظ الجيش الأمريكي في أوروبا بـ 150 قنبلة من نوع B51، كي تستخدم في نزاع مع الولايات المتحدة وقوات جوية حليفة محددة. ويقال إن 50 من تلك القنابل موجودة داخل منشأة أمريكية في قاعدة إنجيرليك الجوية التركية (وتؤوي قواعد في ألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا 100 قنبلة أخرى).

ومنذ خمسينيات القرن الماضي، نشرت الولايات المتحدة أسلحة نووية في أوروبا، رغم أن عددها يقل اليوم بكثير عن أوج ما وصلت إليه لأكثر من سبعة آلاف في السبعينات. وكان الهدف المعلن لنشر تلك الأسلحة هو المساعدة في ردع هجوم ضد دول في أوروبا أعضاء في الناتو، مع طمأنة حلفاء أوروبيين بالتزام أمريكا بالدفاع عنهم.

هدف سياسي
ويرى كاتب المقال أن واشنطن والناتو يريان حاجة لوجود أسلحة نووية أمريكية في أوروبا. وفيما قد يكون لاستخدام أسلحة نووية أثر عسكري، بات الحلف ينظر إلى تلك القنابل باعتبار أنها تخدم هدفاً سياسياً: الردع. وفي حال فشل الردع واندلع صراع، فإن التلويح باستخدامها يعني بأن الأمور على وشك أن تتصاعد إلى مستويات مرعبة، وبالتالي إنهاء صراع. 

إلى ذلك يرى الكاتب أن وجود 100 B61 قنبلة في قواعد لدول في حلف الناتو سوى تركيا يؤدي ذلك الغرض. وفيما يتوفر لكل من القوات الجوية الأمريكية والألمانية والهولندية والبلجيكية قدرات معتمدة على حمل أسلحة نووية، وطواقم مدربة على تسليم تلك الأسلحة، طرحت تساؤلات منذ بعض الوقت عما إذا كان ذلك ينطبق على القوات الجوية التركية.

ويخلص الكاتب إلى أنه لم يعد من جدوى لوجود أسلحة نووية أمريكية في قاعدة إنجرليك التركية، وأنه آن الأوان لإعادتها إلى أمريكا.