الأحد 3 نوفمبر 2019 / 15:59

تظاهرات العراق ولبنان تقلق خامنئي.. هل يغيّر دور قواته؟

وصف الباحث الزائر في معهد دول الخليج العربية ومقره واشنطن علي ألفونه التظاهرات المناهضة للحكومة في لبنان والعراق بأنها نار انتشرت كالهشيم في أمبراطورية إيران التي بنتها بشق الأنفس.

تشبيه الأزمة السياسية في لبنان بالتمهيد للحرب الأهلية في اليمن وتسمية المتظاهرين بعناصر من حزب البعث هي كلمات مشؤومة تعكس مخاوف طهران من التظاهرات

وكتب في صحيفة "ذي اراب ويكلي" اللندنية أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي يدرك جيداً الظروف الخطرة وهو مضطر لاتخاذ موقف مستحيل: استخدام موارد إيران الاقتصادية الشحيحة لتعزيز حلفائه ووكلائه في المنطقة لكن مع المخاطرة بازدياد سوء الظروف والاضطراب الاجتماعي في إيران، أو أن يستخدم الموارد داخل إيران مع ترك حلفائه ووكلائه يتدبرون أمرهم.

إعادة تحديد أدوار
إنّ رد خامنئي المبدئي يشير إلى أنه يتجه إلى الخيار الأول لكنه يبدو أنه يعيد أيضاً تحديد أدوار الجيش الإيراني التقليدي لحماية النظام. ففي 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وخلال كلمة في أكاديمية ضباط الدفاع الجوي، توجه خامنئي إلى "الحريصين على العراق ولبنان" قائلاً: "إنّ الأولوية الأساسية هي معالجة غياب الأمن. يجب على الناس في هاتين الدولتين معرفة أن العدو يحاول خلق فراغ عبر تعطيل الأطر القانونية. المسار الوحيد للناس لتحقيق مطالبهم الشعبية هو اتباعها ضمن الأطر القانونية." وأضاف: "كان لدى الأعداء مخططات مشابهة لإيران العزيزة لكن، لحسن الحظ، دخلت الأمة اليقِظة الحلبة في الوقت (المناسب). كانت القوى المسلحة مستعدة وتم تحييد المؤامرة."

إشارة مفاجئة
كانت إشارة خامنئي إلى استعداد "القوات المسلحة" مفاجئة، بما أنّ إيران وخلال 40 سنة لم تستخدم الجيش النظامي لقمع الاضطرابات الداخلية. أمّن الحرس الثوري، عوضاً عن الجيش النظامي، نجاة النظام في وجه المعارضة الداخلية. وتابع ألفونه أنّ الأوقات اليائسة تستدعي تدابير يائسة وقد تعكس تصريحات خامنئي نيته بالانفصال عن احتكار الحرس الثوري مسألة قمع المعارضة في الداخل وربما حتى احتكار الحرس العمل خارج الحدود الإيرانية. إنّ حديث خامنئي عن "المهمة الخاصة للقوات المسلحة" يعكس تغييراً في دور الجيش النظامي: "على القوات المسلحة أن تكون حذرة من الفتنة وأن يكون لديها الموقف اللازم والاستعداد لمواجهتها... لأنّ الفتنة أشد من القتل".

خامنئي ليس الوحيد القلق
يذكر ألفونه أن القيادة الإيرانية تشترك مع خامنئي في قلقه إزاء التطورات في لبنان والعراق. خلال حديث إلى وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري، حذر المحلل السياسي حسن هاني زاده في 30 أكتوبر من "مؤامرة ضد محور المقاومة" في إشارة إلى حلفاء طهران في لبنان والعراق. وادعى أنّ "أيدياً من عناصر نظام البعث والتيارات الشيعية المعتمدة على السفارة الأمريكية (في بغداد) هي مرئية بالكامل في التظاهرات والتجمعات الحديثة في العراق".

وفي 29 أكتوبر، شبّه مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان التطورات بالمسار الذي أدى إلى الحرب الأهلية في اليمن واتهم الولايات المتحدة والسعودية بالانخراط في "الإرهاب السياسي". من جهته، قال نائب قائد مقر ثار الله التابع للحرس الثوري في 27 أكتوبر: "في لبنان والعراق، لدى الناس مطالب شرعية، لكن الولايات المتحدة والسعودية والنظام الصهيوني لديهم أشخاصهم ضمن المتظاهرين" ويريدون تحريفها عن مطالبهم.

هل يمكن إطفاؤها؟

يشرح ألفونه أن تشبيه الأزمة السياسية في لبنان بالتمهيد للحرب الأهلية في اليمن وتسمية المتظاهرين بعناصر من حزب البعث هي كلمات مشؤومة تعكس مخاوف طهران من التظاهرات. وهذه الأخيرة هي كالحرائق التي لا تستطيع طهران تجاهلها لأنها قد تطالها. وليس بإمكان طهران إطفاء هذه الألسنة بسبب الحالة المتدهورة للاقتصاد الإيراني. ويضيف الباحث أنّه يمكن أن يكون خامنئي مراهناً على جيش إيران النظامي هذه المرة، لكنّ الحريق قد يثبت أنه هائل للغاية حتى بالنسبة إلى القوتين المجتمعتين للحرس الثوري والجيش النظامي.