الأربعاء 6 نوفمبر 2019 / 11:36

كيف تستعدّ إسرائيل لحرب مع وكلاء إيران؟

فيما تصعد طهران استفزازاتها في المنطقة، تستعد إسرائيل لحرب مع وكلاء إيران، الأمر الذي يدفع مايكل أورين، سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة إلى التساؤل عن موقف الولايات المتحدة في حال اندلعت حرب.

الولايات المتحدة سوف تتدخل وخاصة عند الأخذ بعين الاعتبار تنفيذ الجيشين الأمريكي والإسرائيلي، كل عامين، تدريبات مشتركة تحمل اسم "جونبر كوبرا" لتقوية الدفاعات الجوية الإسرائيلية

وعقد الأسبوع الماضي اجتماعان حضرهما كبار الوزراء في الحكومة الإسرائيلية للبحث في احتمالات نشوب حرب مفتوحة مع إيران. ووضع هؤلاء الوزراء في اعتبارهم خطة إيرانية، وضعت في أغسطس (آب)، لتنفيذ هجوم بواسطة طائرة دون طيار تنطلق من سوريا، ولكن غارة جوية إسرائيلية احبطتها، في اللحظة الأخيرة.

وهناك أيضاً حاجة إيران لصرف الأنظار عن احتجاجات شعبية واسعة يشهدها لبنان ضد حكم حزب الله. كما بحث الوزراء المعنيون الهجوم الأخير بواسطة طائرات إيرانية دون طيار وصواريخ كروز، ضد منشأتين نفطيتين سعوديتين، ويقال إنهم خلصوا إلى أن هجوماً مماثلاً قد ينفذ ضد إسرائيل انطلاقاً من العراق.

خطة للطوارئ
ويشير أورين، ضمن موقع "ذا أتلانتيك"، لتبني الجيش الإسرائيلي خطة للطوارئ، أطلق عليها اسم "الزخم"، لتوسيع قدرة إسرائيل على الدفاع الصاروخي، وقدرتها على جمع معلومات استخباراتية حول أهداف العدو، وإعداد جنودها لحرب المدن.

إلى ذلك، وضعت قوات إسرائيلية، وخاصة في المنطقة الشمالية، على أهبة الاستعداد. وبدأت إسرائيل تعد نفسها للأسوأ، وتتصرف على افتراض أن القتال قد يندلع في أي وقت.

وبرأي كاتب المقال، ليس من الصعب تخيل كيف يمكن أن تنشب تلك الحرب، لأنها كعدد كبير من صراعات الشرق الأوسط، قد تشتعل من شرارة واحدة.

وبالفعل، نفذت مقاتلات إسرائيلية مئات من الغارات ضد أهداف إيرانية في لبنان وسوريا والعراق. ولأن إسرائيل تفضل ردع طهران عوضاً عن إرباكها، هي نادراً ما تعلق على مثل تلك الأنشطة. لكن لربما تخطئ إسرائيل في تقدير عواقب عملية ما، أو تصيب هدفاً ذا أهمية خاصة، أو لربما يقر ساسة بحقيقة ما جرى. وقد تكون النتيجة ضربة إيرانية مضادة باستخدام صواريخ كروز التي قد تخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وتحطم أهداف مثل كيرياه، المقر المماثل للبنتاغون في إسرائيل. وعندها قد تنتقم إسرائيل عبر مهاجمة عدد من مقرات حزب الله في بيروت، فضلاً عن ضرب عشرات من مرابضه على طول الحدود اللبنانية. وبعد تبادل واسع لإطلاق النار، قد تبدأ الحرب الحقيقية.

ويقول كاتب المقال إن صواريخ يحمل معظمها أطناناً من مادة TNT قد تنهمر على إسرائيل، فضلاً عن احتمال تحطم طائرات دون طيار في مرافق عسكرية ومدنية بالغة الأهمية.

خطر أشد فتكاً
لكن الكاتب يرى أن تزايد امتلاك إيران لصواريخ موجهة بدقة يمثل خطراً اًشد فتكاً، وخاصة لأن توجيهها بواسطة أجهزة تحكم، يجعل من الممكن تغيير وجهاتها أثناء طيرانها. ويمكن نظرياً، لنظام ديفيد سلينغ، الذي طور سوياً مع الولايات المتحدة، وقفها. لكن لم يجرب هذا النظام في القتال. كما يكلف كل من صواريخه الاعتراضية مليون دولار. ولذا حتى لو لم تدمر إسرائيل، فهي ستستنزف اقتصادياً.

إلى ذلك، سترد إسرائيل على النيران بواسطة طائراتها ومدفعيتها، وستحشد قواتها البرية في أقل من 24 ساعة (تزيد عن ضعفي حجم الجيشين الفرنسي والبريطاني معاً)، فضلاً عن استدعاء عشرات الآلاف من ضباط الاحتياط المخضرمين.

ويعتقد الكاتب أنه حتى في حال نجحت كل تلك الإجراءات المضادة في احتواء النيران الصاروخية، فهي ستوقع آلافاً من المدنيين. وهذا ما تريده إيران بالضبط، لأن وكلاءها سيمنعون السكان من مغادرة مناطق القتال بهدف اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب.

وفي الوقت عينه، قد ينظم الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة احتجاجات عنيفة ستقمعها إسرائيل بقسوة، ما يمهد لصدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يشجب استخدام إسرائيل لقوة عشوائية وغير متناسبة، مع دعوة مجلس حقوق الإنسان الدولي لجمع أدلة من أجل عرضها على المحكمة الجنائية الدولية.

سيناريوهات
ويرى الكاتب أنه ما لن تستطيع إيران وحلفاؤها تحقيقه في ساحة المعركة، يستطيعون إنجازه عبر مقاطعة وعزل وخنق إسرائيل.

إلى ذلك ليست تلك سيناريوهات مستبعدة بالنسبة لأبرز الوزراء الإسرائيليين. لكن يلوح أمامهم سؤال هام: كيف سترد الولايات المتحدة؟

ويقول الكاتب إن الإجابة على السؤال السابق مهمة لعدة أسباب، تبدأ بدور أمريكا في تعجيل احتمال نشوب الصراع من خلال إضعاف خصوم إيران من قوى سنية – القضاء على صدام حسين في العراق ومحاربة طالبان وداعش، أو التوقيع على الصفقة النووية، وانسحاب عسكري سريع من سوريا، ما اعتبره البعض خطوة أمريكية أخرى تعزز طهران.

ولكن في حال أدت تطورات لتهديد وجود الدولة اليهودية، يرى كاتب المقال أن الولايات المتحدة ستتدخل وخاصة عند الأخذ بعين الاعتبار تنفيذ الجيشين الأمريكي والإسرائيلي، كل عامين، تدريبات مشتركة تحمل اسم "جونبر كوبرا" لتقوية الدفاعات الجوية الإسرائيلية.