زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن (أرشيف)
زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن (أرشيف)
الخميس 7 نوفمبر 2019 / 22:25

بريطانيا: استقالة الرجل الثاني في حزب العمال وتهم بمعاداة السامية ضد حملة كورين

شهدت حملة زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن للانتخابات التشريعية المبكرة بداية صعبة، فبعد استقالة الرجل الثاني في الحزب الأربعاء، دعا نائبان سابقان للتصويت للمحافظين، وكشفا نقاط ضعف كوربن في بريكست، ومعاداة السامية.

وأعلن توم واتسن، المسؤول الثاني في حزب العمال والمؤيد لبقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، استقالته وقرر رفض الترشح لانتخابات 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وقال في رسالة: "هذه الاستقالة شخصية وليست سياسية". لكن توقيت الاستقالة تزامناً مع بدء الحملة الانتخابية رسمياً، لا يمكن أن يكون مجرد مصادفة.

وصباح الخميس دعا الوزير العمالي السابق، ايان اوستين بوضوح الناخبين للتصويت لحزب المحافظين معتبراً في تصريحات نقلتها قنوات، وصحف المحافظين، أن كوربن "غير قادر" على تولي منصب رئيس الوزراء خاصةً بسبب معاداة السامية، التي قال إنها تسمم حزب العمال. وتبعه في ذلك جون وودكوك، وهو نائب عمالي سابق.

يذكر أن واتسن كان قريباً جداً في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، من الاقالة من منصب مساعد الرئيس في مؤتمر الحزب.

وقال كوربن الذي يوصف بأنه أكثر قادة حزب العمال يسارية منذ 2015، أنه لم يكن يعلم بهذه المناورة التي صدرت من المقربين منه.

وواتسن المعارض لبريكست والمعتدل، وجد نفسه في مواجهة كوربن الذي رفض بإصرار إعلان موقفه من المسالة، وذلك بعد حملة غير مقنعة لبقاء المملكة في الاتحاد الأوروبي، أثناء استفتاء 2016 حين أيد 52% من البريطانيين الانسحاب من التكتل الأوروبي.

وأطلق كوربن حالياً حملة في مواجهة رئيس الوزراء بوريس جونسون، يؤكد فيها أنه سيعيد التفاوض مع بروكسل على اتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي، ينص على اتحاد جمركي مع  مراعاة المسائل الاجتماعية والبيئية، أكثر مما ورد في الاتفاق المبرم مع جونسون.

ثم سيعرض نتيجة المفاوضات على استفتاء، مع خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي. لكنه امتنع عن إعطاء تعليمات تصويت، ويحرمه تردده هذا من دعم من الجانبين، أنصار بريكست وخصومه.

وتهدف انتخابات 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، إلى تجديد البرلمان على أمل انبثاق غالبية تتيح تنفيذ بريكست الذي تأجل ثلاث مرات، وبات الآن مقرراً في 31 يناير (كانون الثاني) 2019.

أما ايان اوستن فكان أكثر وضوحاً.

وقال الوزير السابق في حكومة غوردن براون والنائب العمالي السابق لبي بي سي: "لست محافظاً لكني لا أقول إن بوريس جونسون عاجز عن تولي مهام رئيس الوزراء لكني أقول ذلك عن جيريمي كوربن".

وأضاف أن واتسن مثله "صُدم" بسبب "فضيحة معاداة السامية التي تسمم الحزب بقيادة كوربن" منذ 2015، وهو سبب استقالته من الحزب في فبراير(شباط) 2019".

أما جون وودكوك النائب المستقل الذي انسحب من حزب العمال في 2018 بعد اتهامات بتحرش جنسي نفاها، فإن الوسيلة الوحيدة لمنع كوربن من تولي الحكم هي "التصويت للمحافظين".

واتهم جون ماكدونيل المكلف بمالية حزب العمال، ايان اوستن بالعمل لحساب حزب المحافظين، وذلك بعد تعيينه في يوليو(تموز) الماضي، مبعوثاً تجارياً بريطانياً لدى إسرائيل.

ووجهت نشرة "جويش كرونيكل" المتحدثة باسم يهود بريطانيا الخميس، نداءً نادراً للناخبين غير اليهود تدعوهم إلى "التحرك باستخدام تصويتهم" ضد "العنصرية" ورفض التصويت لكوربن.

وتلاحق هذه المسألة الزعيم العمالي منذ سنوات، وأدت إلى سلسلة استقالات لنواب. وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استقالت لويز ايلمان واتهمت كوربن بترك معاداة السامية تتفاقم داخل حزب العمال معتبرة أنه لا يصلح لمنصب رئيس الوزراء.

وأقر كوربن في 2018 بأن الحزب يشهد مشكلة معاداة للسامية "حقيقية" وأنه "تأخر كثيراً" في إنزال عقوبات بالحالات المؤكدة بهذا الصدد، وأكد أن أولويته ستكون "ترميم الثقة" مع يهود بريطانيا.

لكن يبدو أن الهدف لم يتحقق، وحسب استطلاع أوردته "جويش كرونيكل" فإن 87% من يهود بريطانيا يعتبرون كوربن، معادياً للسامية.