الأحد 10 نوفمبر 2019 / 13:02

إيران تتجرع في العراق ولبنان سُماً أذاقته لآخرين

كتب الباحث الزائر في معهد دول الخليج العربية علي ألفونه، أن إيران اعتمدت في 4 نوفبمر(تشرين الثاني) الجاري، نفس الإجراءات التي اتبعتها في العام الماضي والتي تتبعها كل عام "تجمعات عفوية" مصممة بدقة، تجمع تلاميذ مدارس وموظفين عموميين في الشوارع للهتاف "الموت لأمريكا"، في طقوس حرق العلم الأمريكي، في ذكرى 4 نوفمبر(تشرين الثاني) 1979، تاريخ استيلائها على السفارة الأمريكية في طهران واختطات الديبلوماسيين الأمريكيين فيها رهائن.

ينظر العديد من العراقيين إلى سياسييهم المنتخبين كجواسيس وإلى طهران كراعية لهم

وأشار ألفونه في مقاله الذي نشرته صحيفة "ذي اراب ويكلي" إلى تزامن ذكرى "الثورة الثانية" وفقاً لتعبير المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، هذا العام مع هجمات عنيفة ضد القنصلية الإيرانية في كربلاء. في 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، قُتل فيها ثلاثة متظاهرين على يد القوات الأمنية حين حاولوا إنزال العلم الإيراني من على القنصلية.

وفي حديث إلى قناة العالم الإيرانية بالعربية، أعلن القنصل العام مير مسعود حسينيان، أن "القوات الأمنية تسيطر على الوضع، وأن الظروف حول القنصلية عادت إلى طبيعتها".

لكن إصدار القنصلية في اليوم نفسه تحذيراً للحجاج الإيرانيين من السفر إلى المدينة المقدسة، يُظهر بوضوح أن الظروف لم تعد إلى طبيعتها.

تخبط الآلة الدعائية الإيرانية
يضيف ألفونه، أنّ الآلة الدعائية الإيرانية تجد صعوبة في التعامل مع المظاهرات في لبنان والعراق. لقد تظاهر عشرات الآلاف من العراقيين في بغداد والمدن ذات الغالبية الشيعية في جنوب العراق غضباً من انتشار الفساد، وارتفاع معدلات البطالة، وضعف الخدمات العامة، ورغم أن إيران تقدم نفسها راعية للمجتمع الشيعي العالمي، إلا أن المتظاهرين أخذوا وبشكل متزايد يُسلطون غضبهم على إيران التي يتهمونها بالتدخل في الشؤون العراقية الداخلية.

واتهم محلل شؤون الشرق الأوسط والموفد الإيراني السابق إلى منظمة التعاون الإسلامي صباح زنكنة لائحة طويلة من المحركين الأجانب بمحاولة تقسيم المجتمع الشيعي. وتضمنت لائحة زنكنة أتباع آية الله محمود السرخي، وأتباع آية الله الراحل محمد الحسيني الشيرازي، و"بقايا حزب البعث"، ودول عربية، إضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.

للتعلم من تجاربهم
نصح ألفونه الإيرانيين بالتعلم من تجاربهم الماضية، عوض مطاردة المحركين الأجانب وخلايا التجسس الحقيقية أو الوهمية.

لقد رأى الجمهور الإيراني في العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة ونظام الشاه، علاقة راعٍ بزبون، لعب فيها الرؤساء الأمريكيون دور الراعي، بينما كان محمد رضا شاه بهلوي جاسوساً. لكن بالطبع، هذا الأمير غير صحيح على الإطلاق.

تمتع رؤساء أمريكيون مختلفون بعلاقات متنوعة مع الشاه الذي كان زعيماً قومياً. لقد قربتهم عقلية الحرب الباردة من بعضهم، الأمر الذي دفع المعارضة الإيرانية إلى لوم الراعي، أي الولايات المتحدة، على أخطاء نظام الشاه، خاصةً في مجال الحرية السياسية، وانتهاكات حقوق الإنسان.

راعٍ وزبون
اليوم، يرى العديد من العراقيين في سياسييهم المنتخبين جواسيس، وفي طهران راعية لهم. قد يكون المتظاهرون على حق عند اعتبار بعض المجموعات ضمن النخب الحاكمة، حليفة أو وكيلة أو زبونة لدى طهران، لكن ليس كل سياسي عراقي خاضع لإمرة إيران.

ورغم ذلك، لا يمكن للمتظاهرين الاهتمام بالفروق الدقيقة، وينسبون جميع أوجه القصور في الحكومة العراقية إلى الدولة التي يرون أن راعيتها، إيران.

ويضيف ألفونه أن النظام الإيراني تجنب السيطرة على مقراته الديبلوماسية في العراق، لكن بعد أربعة عقود من الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز الديبلوماسيين الأمريكيين رهائن، تكاد إيران تتجرع سمّها.