الأحد 10 نوفمبر 2019 / 14:51

لماذا يدافع البنتاغون عن مهمة غامضة بسوريا؟

كيف يدافع البنتاغون عن مهمة غامضة في حقول النفط السورية؟ سؤال تطرحه لارا سيليغمان، مراسلة موقع "فورين بوليسي" لدى وزارة الدفاع الأمريكية.

هل للقوات الأمريكية سلطة قانونية لمهاجمة قوات روسية أو سورية أو إيرانية قد تحاول الاستيلاء على تلك الحقول؟

حاول مسؤولون عسكريون أمريكيون الدفاع، ضمن مؤتمر صحافي يوم الخميس الماضي، عن قرار نشر مئات من جنود المشاة والعربات المدرعة لحراسة حقول غنية بالنفط في شمال شرق سوريا، بدعوى أن البعثة ضرورية لمواصلة الحملة المستمرة لتقويض داعش، رغم تساؤلات عن شرعيتها ومصداقيتها.

وقال المسؤولون إن الهدف الرئيسي من استمرار الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والمتمثل في محاربة التنظيم المتشدد، لم يتغير، رغم أن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أقر بأن الهدف من انتشار القوات، حماية حقول النفط ليس من داعش وحده، ولكن أيضاً من قوات روسية وسورية.

مصداقية
لكن خبراء يشككون في مصداقية البعثة الأمريكية خاصةً بعد سحب الرئيس الأمريكي ترامب قوات من الحدود السورية التركية قبل التوغل التركي، في 9 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي،، في شمال شرق سوريا.

واعتُبرت الخطوة، على نطاق واسع مؤشراً على تخلي الولايات المتحدة عن حليفها الرئيسي في الحرب على الإرهاب في سوريا، قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد قسد، لتقتلهم أنقره التي تعتبرهم تهديداً إرهابياً.

في هذا السياق، قالت ميليسا دالتون، الزميلة البارزة لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "في شمال شرق سوريا، تزداد بعثتنا والسلطة الفعلية التي تعمل تحت لوائها ضعفاً. وبالانسحاب الأخير ثم إعادة نشر قوات، بأي مصداقية يمكننا مواصلة البقاء هناك؟".

تفويض
وتشير الكاتبة إلى انخراط الجيش الأمريكي في القتال في سوريا بناءً على تفويض صدر في 2001 استخدام القوة العسكرية لمحاربة جماعات مسلحة غير رسمية مثل داعش،أو القاعدة.

لكن وبعد تعهد أولي بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا على أساس إلحاق هزيمة بخلافة داعش، وافق ترامب رسمياً أخيراً على توسيع البعثة العسكرية في سوريا، مرسلاً مئات الجنود الآخرين في عملية ذات أهداف غامضة فيما يتنافس على السلطة عدد آخر من اللاعبين في المنطقة.

وقال الأدميرال وليام بيرن، نائب مدير هيئة الأركان المشتركة في المؤتمر الصحافي يوم الخميس الماضي، إن المهمة الشاملة للبعثة العسكرية الأمريكية في سوريا، هي ضمان هزيمة دائمة لداعش، وأن العمل على حماية حقول النفط "مهمة تابعة لتلك البعثة".

وفي أوج قوته، سيطر داعش في 2014 على تلك الحقول، وكان يضخ قرابة 45 ألف برميل من النفط يومياً، ويحصد عائدات بملايين الدولارات أسبوعياً.

وقال جوناثان هوفمان، المتحدث باسم البنتاغون: "مثلت تلك الموارد التي وصلت إلى 500 مليون دولار سنوياً، مصدر تمويل رئيسي لعمليات داعش الإرهابية ليس في سوريا أو في المنطقة فقط، بل في أوروبا وسائر أنحاء العالم".

التفاف
وحسب كاتبة المقال، يطرح هنا سؤال رئيسي عما إذا كانت للقوات الأمريكية سلطة قانونية لمهاجمة قوات روسية، أو سورية، أو إيرانية تحاول الاستيلاء على تلك الحقول، خاصةً أن تفويض  عام 2001، لا يخول قوات أمريكية إطلاق النار على قوات دول، ما لم يكن دفاعاً عن النفس.

وتشير الكاتبة إلى محاولة المسؤولين البنتاغون، الالتفاف بحذر على القضية.

وقال بيرن: "هناك قنوات فض اشتباك" لضمان معرفة مختلف الأطراف الفاعلة في مكان وجود القوات الأمريكية، ومنع الاشتباكات. ولفت إلى أن لدى القوات الأمريكية تعليمات حول كيفية "منع تصعيد الوضع" إذا اقتربت منها قوات معادية. ولكنه أكد أن القوات الأمريكية، ستدافع عن نفسها، أذا اقتضى الأمر.

وقال هوفمان إن ريع النفط سيحول إلى قوات قسد، لا للولايات المتحدة، كما ألمح غلى ذلك ترامب سابقاً. وستستخدم قسد الأموال لتعزيز حملتها ضد تنظيم داعش.

ولكن خبراء يتساءلون عما إذا كان داعش في وضعه الحالي، يشكل خطراً حقيقياً على حقول النفط، ويفترضون أن الهدف الحقيقي للحفاظ على الوجود العسكري في دير الزور، هو حرمان القوات السورية والروسية أو الإيرانية من مصدر دخل كبير.