متظاهرون حول سيارة محترقة في أحد شوارع طهران (تويتر)
متظاهرون حول سيارة محترقة في أحد شوارع طهران (تويتر)
الأحد 17 نوفمبر 2019 / 00:03

الاحتجاجات على أسعار البنزين في إيران تأخذ منحىً سياسياً

ذكرت وكالات أنباء إيرانية ومواقع تواصل اجتماعي أن شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن اشتبكت مع متظاهرين في طهران، وعشرات المدن الإيرانية الأخرى اليوم السبت، في الوقت الذي تحولت فيه احتجاجات على ارتفاع سعر البنزين، إلى مظاهرات سياسية.

وقالت التقارير، إن المتظاهرين رددوا هتافات مناوئة للحكومة في مختلف أنحاء البلاد بعد يوم من زيادة سعر لتر البنزين العادي إلى 15 ألف ريال (0.13 سنت أمريكي) من 10 آلاف، وتقنينه.

وقال التلفزيون الرسمي، إن الشرطة اشتبكت مع من وصفهم "بمثيري الشغب" في بعض المدن وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة اليوم السبت، عن مسؤول محلي قوله، إن قتيلاً سقط في مدينة سيرجان في إقليم كرمان، وأصيب عدد آخر أمس الجمعة.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية لرسمية: "هاجم الناس منشأة لتخزين الوقود، وحاولوا إشعال النار فيها".

وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع للتواصل الاجتماعي في إيران، إشعال محتجين النار في مبان واشتباكهم مع قوات مكافحة الشغب.

وفي مقاطع فيديو أخرى أغلق محتجون الطرق، وأشعلوا حرائق في شوارع بطهران، ومدن أخرى. وردد البعض هتافات ضد كبار المسؤولين.

ولم يتسن التحقق من صحة مقاطع الفيديو، والصور الأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال شاهد، في اتصال هاتفي طالباً حجب اسمه: "الناس غاضبون جداً جداً هنا في شيراز. سمعت طلقات رصاص. المئات في الشوارع. أحرقوا سيارة شرطة صباح اليوم".

وأكدت وسائل الإعلام الإيرانية، أن الاحتجاجات امتدت إلى 40 مدينة وبلدة على الأقل اليوم السبت.

وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، شرطة مكافحة الشغب تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين في عدد من المدن.

وأظهر مقطع فيديو نشر على تويتر، محتجين يشعلون النار في أحد البنوك.

واتهم التلفزيون الذي تديره الدولة "وسائل إعلام معادية" بمحاولة تضخيم المظاهرات من خلال "الأخبار ومقاطع الفيديو الكاذبة، على مواقع التواصل الاجتماعي".

وقال المدعي العام محمد جعفر منتظري للتلفزيون الرسمي، إن المتظاهرين الذين أغلقوا الطرق واشتبكوا مع قوات الأمن "لهم جذور قطعاً خارج البلاد".

وتحدثت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي عن بطء سرعة الإنترنت وتقييدها، في محاولة من السلطات فيما يبدو للحد من الاتصالات بين المحتجين.

مزيد من الضغوط المعيشية
يرى كثير من الإيرانيين، أن البنزين الرخيص في الدولة المنتجة للنفط حقٌ، وأشعلت زيادة سعره مخاوف من المزيد من الضغوط المعيشية، رغم تأكيدات السلطات أن عائد الزيادة سيستخدم في مساعدة الأسر الفقيرة.

وباتت قدرة الإيرانيين على شراء لوازمهم أضعف بوضوح منذ العام الماضي، عندما انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق 2015 النووي الذي وقعته مع القوى الكبرى، وعودة العقوبات الأمريكية عليها.

وبالإضافة إلى ارتفاع التضخم، وزيادة البطالة، وانخفاض الريال، واستشراء الفساد ألحقت سياسة الضغوط القصوى التي تنتهجها واشنطن المزيد من الضرر بالاقتصاد الإيراني.

ويتوق رجال الدين الذين يحكمون إيران إلى منع تكرار الاضطرابات التي حدثت في أواخر 2017، في 80 مدينة وبلدة، بسبب تدني مستوى المعيشة، وترددت فيها دعوات لرجال الدين ليتركوا الحكم. وقال المسؤولون الإيرانيون، إن 22 شخصاً لقوا حتفهم في تلك الاحتجاجات.

وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية، أن النواب سيناقشون قرار زيادة أسعار البنزين غداً الأحد، مضيفةً أن بعضهم يُعد على عجل مشروع قانون لإلزام السلطات بمراجعة قرارها.

ويتنقل الإيرانيون في المدن والبلدات بسيارات خاصة، أو سيارات أجرة في الغالب. ونقلت تقارير إعلامية عن الحكومة قولها إن تعريفات سيارات الأجرة، ووسائل النقل العام، لن يطرأ عليها تعديل.

وتوقعت الحكومة أن تبلغ حصيلة زيادة الأسعار نحو 2.55 مليار دولار سنوياً ستضاف إلى الدعم الذي تستفيد منه 18 مليون أسرة، أي نحو 60 مليون مواطن من محدودي الدخل.