الإثنين 18 نوفمبر 2019 / 11:32

كشف حسابات المسؤولين الإيرانيين سيعمّق مأزق النظام

24- زياد الأشقر

تناول جيمس دورسو في مقال نشره موقع ذا هيل الأمريكي انتقال عدوى التظاهرات من لبنان والعراق إلى إيران، قائلاً إن العقوبات على طهران حققت نجاحاً في وقت يدعو وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.

المستهدفون بهذه المعلومات قد يكونون عائلة خامنئي والرئيس حسن روحاني والحكومة الإيرانية ومجلس الشورى وأعضاء مجلس الرقابة على الدستور ومجلس تشخيص مصلحة النظام وقادة القوات المسلحة والحرس الثوري ووزارة الاستخبارات

ورأى الكاتب أن على الولايات المتحدة أن تمضي في سياسة "الأسوأ، هو الأفضل" وأن تستخدم الاحتجاجات في العراق ولبنان ضد النظام الإيراني من أجل إيجاد رافعة إضافية ضد نظام رجال الدين. وتسلط الاحتجاجات الضوء على الطريقة التي تتدخل فيها إيران في هذين البلدين لتعزيز مواقع رجالها، لكن جوقة منسقة من المسؤولين الأمنيين والمسؤولين داخل النظام، ستسعى إلى قمع الحشود الشابة التي تتوق إلى العدالة وتكافؤ الفرص الاقتصادية.

المغامرات الخارجية
وأشار الكاتب إلى أن إيران تنفق الأموال على المغامرات الخارجية بينما تتجاهل المقومات الأساسية لشعبها مثل تردي النظام الصحي وجفاف المياه الصالحة للشرب وبيئة متدهورة. وفي سوريا، أنفقت إيران 15 مليار دولار (وقتل 2300 جندي إيراني) لدعم نظام بشار الأسد. ويحصل حزب الله على 830 مليون دولار سنوياً، وحماس على نحو 360 مليون دولار سنوياً. والميليشيات المدعومة من طهران في العراق تحصل على ما يصل إلى مليار دولار سنوياً. وفي اليمن، يحصل الحوثيون على وقود بـ30 مليون دولار شهرياً من إيران.

سرقة المال العام
وينقل الكاتب عن كارولين غليك، أن العقوبات الأمريكية التي هي جزء من حملة "الضغوط القصوى" التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد خفضت من الموازنة العسكرية لإيران، الأمر الذي دفع الموالين لإيران في العراق ولبنان إلى سرقة المال العام وانتزاع الأموال من الناس بهدف تمويل عملياتهم. وإذا ما كانت هذه هي الحال، فهذا يعتبر نجاحاً مهماً لنظام العقوبات، الذي أقام تحالفاً بين مصالح المحتجين والأمريكيين من دون مناشدة أمريكية علنية حيال المحتجين.

وفي السنوات الأخيرة، كان المحتجون في طهران يهتفون "اتركوا سوريا، وفكروا بنا" و"اتركوا غزة، واتركوا لبنان، حياتي من أجل إيران". هذا، لأن الشعب الإيراني غير مقتنع بأعذار يوردها النظام لتحويل أموال الخدمات الاجتماعية ونفقات البنى التحتية لمقاتلة الصهيونية و"الاستكبار العالمي". وفي دليل على أن نظام الملالي يأخذ الاضطرابات على محمل الجد، اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بالمسؤولية عن التظاهرات في العراق ولبنان.

المعاملات المالية
ورأى الكاتب أن الولايات المتحدة يمكنها مساعدة الشعب الإيراني بأقوى سلاح محتمل، ألا وهو كشف معلومات عن المعاملات المالية التي يبرمها قادة النظام الإيراني. ويتعين على أمريكا بدء الإفراج عن بعض المعلومات الاستخباراتية المفصلة عن الإيرانيين المستفيدين في العراق وسوريا ولبنان واليمن. إن بعض أموال "المساعدات" قد سقطت عن الطاولة وهناك فرصة جيدة بأن تكون الولايات المتحدة تعلم في أي جيوب سقط هذا المال. وقد يكون الإيرانيون لهم مصلحة في معرفة مَن مِن المسؤولين الإيرانيين يملك حسابات في الخارج.

 والمستهدفون بهذه المعلومات قد يكونون عائلة خامنئي والرئيس حسن روحاني والحكومة الإيرانية ومجلس الشورى وأعضاء مجلس الرقابة على الدستور ومجلس تشخيص مصلحة النظام وقادة القوات المسلحة والحرس الثوري ووزارة الاستخبارات والمدراء البارزين في شركات تملكها الدولة وشركة ستاد إجرايي حضرت إمام البالغ رأسمالها 95 مليار دولار، وهي امبراطورية عقارية قامت على أملاك مصادرة يشرف عليها حصرياً خامنئي.

واعتبر الكاتب أن الاحتجاجات في لبنان والعراق هي فرصة للولايات المتحدة كي تضيف المزيد من المتاعب للنظام الإيراني وتحول أنظار القيادة الإيرانية وأن تمكن المواطنين الإيرانيين من التأكد من فساد نظامهم.