الإثنين 18 نوفمبر 2019 / 12:53

هل خسرت إيران نفوذها في الشرق الأوسط؟

24 - إعداد: ريتا دبابنه

تساءلت الخبيرة في الشأن الإيراني، مايا كارلين، ما إذا كان الغضب الشعبي في كل من لبنان والعراق، سيؤدي بشكل حتمي إلى إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة.

أطاحت الاحتجاجات بالحكومتين، حيث أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، استقالته، فيما صرح رئيس العراق برهم صالح أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وافق أيضاً على الاستقالة من منصبه بمجرد اتخاذ قرار بشأن خلفه المحتمل.


ورطة
تشير كارلين في تقرير لصحيفة "جيروساليم بوست"، إلى أنه في كل من العراق ولبنان، تقسم الفصائل السياسية على حسب الأديان والطوائف، وتم تصميم هذه الأنظمة الحكومية للحد من النزاعات الطائفية من خلال ضمان تقاسم السلطة لمختلف المجتمعات. ومع ذلك، في كلا المنطقتين، ترتبط الأحزاب الشيعية البارزة ارتباطاً وثيقاً مع النظام الإيراني. وبما أن المحتجين يطالبون بوضع حد لنظام تقاسم السلطة في حكومتهم، فإن طهران في ورطة.

أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي عبر حسابه على تويتر، يوم الخميس، أن "المحتجين لديهم مطالب لها ما يبررها، لكن يجب أن يعلموا أن مطالبهم لا يمكن الوفاء بها إلا ضمن الهيكل القانوني والإطار القانوني لبلدهم. عندما يتم تعطيل الهيكل القانوني في أي بلد، لا يمكن القيام بأي إجراء".


حزب الله
ولفتت الخبيرة في مركز السياسة الأمنية في واشنطن، إلى أن حزب الله هو بالتأكيد الذراع الإقليمي الأكثر نجاحاً لإيران، فعلى مدار أكثر من عقدين من الزمن، لعبت طهران دور "سيد الدمى" في بيروت، في محاولة لمواجهة تأثير أعدائها الولايات المتحدة وإسرائيل. وتجلى نفوذ حزب الله المهم في المنطقة خلال حرب 2006 مع إسرائيل، وتدخل فيلق الحرس الثوري الإسلامي في الصراع السوري.

وعلى الرغم من أن الجناح العسكري لحزب الله أدرج على لائحة الإرهاب في أبريل (نيسان) الماضي من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن الأجنحة العسكرية والسياسية للمنظمة تعمل جنباً إلى جنب لتصدير أجندة النظام الخبيثة.


ففي 2017، كشفت وزارة الخارجية الأمريكية أكثر من 250 فرداً و150 كياناً على علاقات واسعة بحزب الله، والعام الماضي، كشفت تفاصيل "مشروع كاساندرا" عن تطور واتساع مشروع حزب الله الإجرامي في المنطقة والعالم.

احتجاجات ضد طهران
وبما أن طهران تستثمر بكثافة في دور حزب الله على الصعيد العالمي، فإنه، بحسب كارلين، هذه الاحتجاجات لا تبشر بالخير بالنسبة لنظام الملالي، من الواضح أن القيادة الإيرانية تدرك حجم هذه المظاهرات، حيث حاول مسؤولوها تصويرها على أنها مظاهر للتدخل الأجنبي، واتهم خامنئي "أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية"، بتدبير هذه الاحتجاجات.


في العراق، ظهرت بشكل جلي المشاعر المعادية لإيران خلال المظاهرات، ففي الأسبوع الماضي في بغداد، صور المتظاهرون وهم يحرقون العلم الإيراني. ويوم الأحد، ألقوا قنابل البنزين على القنصلية الإيرانية في كربلاء.

وتدخلت القوات شبه العسكرية الموالية لإيران بعنف في المظاهرات الأخيرة. منذ 1 أكتوبر (تشرين الأول)، ذكرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية أن أكثر من 300 متظاهر قتلوا، وجرح الآلاف.


ومع استمرار طهران في رفض هذه الاحتجاجات، بزعم أنها "غير حقيقية وتحت قيادة أجنبية"، سيكتسب المتظاهرون المزيد من الزخم، بينما تتصارع إيران مع العواقب الاقتصادية لحملة ترامب القصوى، فإنها قد لا تكون قادرة على الصمود في وجه الهجمة المزدوجة لهذه الاحتجاجات، خاصة في الوقت الذي تشهد فيها عدة مدن إيرانية احتجاجات عارمة ضد قوانين جديدة تتعلق برفع أسعار الوقود.