ليبيون تحت علم بلادهم (أرشيف)
ليبيون تحت علم بلادهم (أرشيف)
الجمعة 13 ديسمبر 2019 / 10:22

حسابات تركيا في ليبيا: طمع في الغاز وخوف من العزلة

تسعى تركيا بتوقيعها اتفاقيات مع حكومة طرابلس، بدءاً باستعدادها لنشر جنود وصولاً إلى توقيع اتفاق بحري مثير للجدل، إلى تجاوز خصومها الإقليميين في ليبيا، وفي شرق البحر المتوسط الغني بالهيدروكربونات، وفق محللين.

وتعد أنقرة من أكبر حلفاء حكومة الوفاق الوطني الليبية في طرابلس، وتعززت العلاقة في التصدي لهجوم للسيطرة على العاصمة الليبية، يشنه الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر منذ أبريل (نيسان) الماضي.

وتطورت المسألة مجدداً بعد أن استقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج في اسطنبول في 27 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، لتوقيع اتفاقيات عسكرية وبحرية.

وقال مدير معهد صادق للأبحاث في طرابلس، أنس القماطي، إن "تركيا وجدت لنفسها حليفاً طبيعياً في حكومة الوفاق الوطني. فهما يتشاركان الخصوم أنفسهم في أماكن مختلفة"، مشيراً إلى الأسباب "التجارية والسياسية" للدعم الذي تقدمه أنقرة.

وأضافت أليسون بارغيتر خبيرة شؤون ليبيا في جامعة كينغز كولدج "ليس لدى السراج قوة حقيقية، إنه في حاجة ماسة للدعم التركي ليكون قوة موازنة لحفتر".

والاتفاق البحري، الذي يقسم جزءاً كبيراً من شرق بحر المتوسط بين تركيا وليبيا، مهم بشكل خاص نظراً إلى الاكتشافات الأخيرة لكميات الغاز الكبرى التي تسببت في التهافت على التنقيب بين الدول المحاذية وشركات النفط العالمية.

وردت اليونان بغضب على الاتفاق التركي الليبي، وطردت السفير الليبي، وحضت الأمم المتحدة على إدانة الاتفاق.

وتتعرض تركيا أساساً لعقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على خلفية سفن التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص، والتي لا تعترف تركيا بحكومتها.

ويقول المحللون إن الاتفاق هو رد على استبعاد تركيا من دول أخرى في المنطقة.

في وقت سابق هذا العام، اتفق وزراء الطاقة في قبرص، واليونان، ومصرن وإسرائيل، والأردن، وإيطاليا، والأراضي الفلسطينية على إقامة "منتدى غاز شرق المتوسط" الذي لا يضم تركيا.

وقال إيجي سيتشكين الخبير بشؤون تركيا في مركز آي.إتش.إتس ماركيت: "تخشى تركيا أن تكون محاصرة من الجهة الجنوبية، في ظل خطط لخط أنابيب غاز مستقبلي يربط حقول الغاز القبرصية بالأسواق الأوروبية".

وأضاف "الحدود البحرية التي رسمت بموجب الاتفاق تغطي مساحة من جنوب غرب تركيا إلى شمال شرق ليبيا، عبوراً بالطريق المقرر لهذا الأنبوب".

وحكومة الوفاق الوطني الليبية هي الشريك الدولي الوحيد الداعم لحدود أنقرة البحرية.

وقال سيتشكين: "إذا كسب حفتر الحرب الأهلية في ليبيا، فإن تركيا ستجد نفسها دون أي غصن تتمسك به في شرق المتوسط".

ولقطع الطريق أمام هذا الاحتمال، قال إردوغان في وقت سابق هذا الأسبوع، إنه مستعد لإرسال جنود إذا طلبت حكومة السراج ذلك.

وأعلن إردوغان أن تركيا قد تسير دوريات في المتوسط، واعتبر سيتشكين أنها يمكن أن تشمل المياه المحيطة بجزيرة كريت اليونانية.

وأمر حفتر قواته في السابق باستهداف شركات تركية، واعتقال أتراك. وأوقفت قواته ستة بحارة أتراك فترة وجيزة في الصيف.

وكان إردوغان أعلن إنه لا يتمنى أن "يؤدي الوضع في ليبيا إلى سوريا أخرى" أين تقف أنقرة وموسكو على ضفتين مختلفتين في النزاع المستمر منذ 8 أعوام رغم جهود مشتركة لإنهاء الحرب.