رضا بهلوي، ابن شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي
رضا بهلوي، ابن شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي
الأحد 15 ديسمبر 2019 / 14:44

رضا بهلوي: حل الأزمة الإيرانية في نظام ديمقراطي علماني

24- زياد الأشقر

أبلغ رضا بهلوي، آخر أبناء شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي الذي لا يزال على قيد الحياة إلى مجلة "نيوزويك" أن "المجزرة" تظهر اليأس وعدم الرحمة من النظام. ولفت إلى أن الاضطرابات الحالية هي دليل على اتساع نطاق الغضب من الحكومة في طهران، وأن الطريقة الوحيدة هي في نظام يقوم على الديمقراطية والعلمانية، بصرف النظر عن مشاركته أو لا.

الاحتجاجات في بلادنا تحركها رغبة متجذرة لتغيير هذا النظام. إن رفع أسعار الوقود بنسبة ٢٠٠ في المئة هو الفتيل الذي أشعل الجولة الأخيرة

كتب الصحافي ديفيد برينان أن إيران تعاني وضعاً هو الأسوأ منذ 40 عاماً، إذ أن هناك مدناً مشلولة بسبب الاحتجاجات. ومع أن الاحتجاجات الأخيرة قد أشعلها ارتفاع أسعار الوقود، فإنها كانت تختمر منذ زمن طويل. ففيما يعيش الإيرانيون تحت نير نظام استبدادي، فإنهم يعانون من تدني مستويات المعيشة لديهم واقتصاد مترنح، زادت صعوباته العقوبات الأمريكية المشكلة، الرامية إلى كبح البرنامج النووي الإيراني والنفوذ الإقليمي لطهران.

مقتل أكثر من 1000 شخص
واستناداً إلى السلطات الأمريكية، فإن أكثر من ألف شخص لقوا مصرعهم في الشوارع برصاص مسلحين تابعين للنظام. واتهمت منظمات حقوق الإنسان الحكومة الإيرانية بإخفاء جثث القتلى لحجب العدد الحقيقي للقتلى، بينما قطعت خدمة الإنترنت كي تمنع الناس من التواصل مع بعضهم البعض.

رضا بهلوي
وينقل الكاتب عن رضا بهلوي أن "المجزرة" تظهر اليأس وعدم الرحمة من النظام. ولفت إلى أن الاضطرابات الحالية هي دليل على اتساع نطاق الغضب من الحكومة في طهران، وأن الطريقة الوحيدة هي في إعادة نظام يقوم على الديمقراطية والعلمانية، بصرف النظر عن مشاركته أو لا.

وقال "إن الاحتجاجات في بلادنا تحركها رغبة متجذرة لتغيير هذا النظام. إن رفع أسعار الوقود بنسبة 200% هو الفتيل الذي أشعل الجولة الأخيرة من الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد، لكن هذا لم يقترب من الإمساك بجوهر الآمال التي يصبو إليها الشعب. هذه التظاهرات تعبر عن رفض للنظم بكامله، وتتجاوب مع رغبة بوضع حد لـ40 عاماً من القمع الذي يمارسه رجال الدين. وكل ما يتعين على المرء فعله هو أن يصغي إلى أصوات مواطنيه في الشوارع".

خامنئي برا
وأضاف رضا بهلوي: "إن هؤلاء لم يهتفوا من أجل الإصلاحات، ولا من أجل أسعار الوقود، لقد هتفوا: لا نريد الجمهورية الإسلامية وخامنئي أخرج برا، بينما ضحى المئات بحياتهم من أجل قضية الحرية". ورأى أن الجيل الشاب من الإيرانيين يتطلع إلى بلدان أخرى حيث السيادة هي روتين يومي في مجتمعات ليبرالية وحرة، وهم يرغبون في أن تكون لهم الفرص نفسها وأيضاً الحق في تقرير المصير.
وسئل عما إذا كان ثمة معارضة شرعية يمكن الوثوق بها بعدما كان المسؤولون الأمريكيون قد دعموا في وقت سابق منظمة مجاهدين خلق، أجاب رضا بهلوي المقيم في الولايات المتحدة إن "أمنيتنا الوطنية هي أن يكون لدينا ديمقراطية علمانية، والشعب الإيراني سيقرر أي مجموعات أو أحزاب أو أشخاص يمكن أن يحققوا مستقبلاً لأمتنا. إن مستقبل إيران يجب أن يقرره الإيرانيون ولا مستشارو أي زعيم أجنبي".

وعما إذا كان يريد العودة إلى إيران والانخراط في العملية السياسية، أجاب: "أتوق للعودة وأود أن أكون هناك للدفاع عن الحقوق الأساسية لشعبنا في وجه القوى الأجنبية والمحلية. أعتزم المساعدة بأي طريقة أستطيعها في المرحلة الانتقالية لأمتنا إلى ديموقراطية علمانية".

الضغط الأقصى
وعن حملة "الضغط الأقصى" التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران، أجاب: " من سوء حظ الشعب الإيراني أن النظام تسبب بعداء الكثير من جيراننا وكذلك العالم الحر".

وبالنسبة لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي، قال أنه لا يريد أن يقول للأمريكيين كيف يجب أن يديروا بلادهم، و"أن أي اتفاق مع النظام لا يأخذ في الاعتبار رغبات ومطالب الشعب الإيراني سيكون غير شرعي". وحذر من أن "المحاولات السابقة للانخراط في مفاوضات مع النظام كانت لها آثار كارثية على الشعب الإيراني والمنطقة. وعوض ذلك يجب الانخراط مع الشعب الإيراني ومعارضته العلمانية. ومثلاً الودائع المجمدة يجب أن تعود إلى أصحابها الشرعيين، أي الشعب الإيراني". واعتبر أن الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع طهران كان "كارثياً للشعب الإيراني ومعارضته العلمانية".

وحض على استخدم الأصول المجمدة لهذا النظام وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين أي الشعب واستخدمه لدعم صندوق يوفر للإيرانيين القدرة على شن ضربات جماعية وتركيع هذا النظام من خلال عصيان مدني واسع النطاق وسلمي.
وكمثال إضافي، قال إنه "يجب على الإدارة اتخاذ تدابير لتعزيز وحماية الوصول دون انقطاع إلى الإنترنت والحد من قدرة النظام على الترويج للدعاية الخاصة به بينما يمنع وصول شعبنا إلى المعلومات".