مسجد الشيخ زايد.(أرشيف)
مسجد الشيخ زايد.(أرشيف)
الإثنين 16 ديسمبر 2019 / 19:57

يقسون ولا نلين

في ظل حملات كراهية منظمة ضد الوطن والقيادة، تبرز من هنا وهناك، من الابن الضال، ومن الجار القريب، ومن الأخ البعيد، ومن العدو المتربص فإن عام التسامح علمنا أن نتجاهل

لي صديق من العالم الافتراضي لم أكن قد رأيته حين دعوته لزيارة الإمارات، لكني لمست في قلمه جمالاً وفي كلامه بياناً، خاصة وأنه قد بدأ للتو يشق طريقه في الحياة بعد تخرجه من الجامعة في أحد أقطار المغرب العربي. فبدا لي أن استضيفه في الإمارات خلال فترة معرض الكتاب ونستثمر الفرصة لنعمل معاً على منتج أدبي لتعزيز اللغة العربية عبر الفضاء الإلكتروني.

لم أتردد في هذا الأمر أبداً رغم أن صفحته على الفيسبوك كانت تحوي منشورات تحمل تحاملاً على الدولة وتروج لما تدفع فيه وله الحملات المغرضة التي تستهدف الإمارات ومشروعها الحضاري الكبير.

رحبت فيه في الإمارات، وقضى فيها أسبوعين، متنقلاً بين جامع الشيخ زايد وصرح القائد المؤسس وقصر الحصن وجزيرتي السعديات وياس، وغادر بروح غير التي أتى بها، وبفكر غير ما كان يعتقده، فليس من رأى كمن سمع.

ما زلت أتابع حساباته في التواصل الاجتماعي لأكتشف أنه حذف منشوراته، وأن الحنين يعاوده كل أسبوع لهذه الأرض فيضع في صفحته صوراً له بين معالم الإمارات.

حدث هذا رغم أني لم أناقشه أبداً في قناعاته، ولم أجبره على اعتناق فكر ما، بل لم أتحدث معه فيها إطلاقاً. كل ما فعلته هو أني جعلته ينظر ويحكم بنفسه، ولأنه كان منصفاً فقد وصل إلى الحقيقة.

هذا قدرنا في الإمارات. بل هو قدر كل العظماء. نساعد ولا يشكرون، ونضحي فلا يقدرون. نبذل وينكرون، فلا يزيدنا الإنكار إلا بذلاً. ونصل ويقطعون، فلا تزيدنا القطيعة إلا براً. ونعطي فيشتمون، ولا تزيدنا الشتيمة إلا لطفاً. لكننا لا نلين حتى وإن قسوا، ولا نقسو أيضاً لأننا ندرك أن القوة الإماراتية هي قوة ناعمة. وهي أجدى وأقوى.

هذا نهجنا الذي غرسه زايد وأرساه. وهذا قدرنا. ففي ظل حملات كراهية منظمة ضد الوطن والقيادة، تبرز من هنا وهناك، من الابن الضال، ومن الجار القريب، ومن الأخ البعيد، ومن العدو المتربص فإن عام التسامح علمنا أن نتجاهل، ونهج القيادة رسم لنا خطة عمل تتمثل في الاستعداد للخمسين عاماً القادمة. نستعد بفكر وحب. ونغير العالم بالقوة الناعمة. واقفين خلف القيادة صفاً واحداً شاكراً. ولمن قال: "البيت متوحد"، نقول: "شكراً محمد بن زايد".