الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بين رجال أمن أتراك.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بين رجال أمن أتراك.(أرشيف)
الجمعة 27 ديسمبر 2019 / 15:27

عائلة أردوغان تؤسس جيشاً من المرتزقة

ذكر الصحافي ليفنت كينيز كيف يسعى المسؤولون الأتراك إلى تأسيس شركة للتعاقد القتالي من أجل تدريب الجنود الأجانب.

كان هذا ما أعلنه المساعد الأبرز للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال مرات عدة هذا الشهر إن بإمكان بلاده إرسال مقاتلين متعاقدين إلى ليبيا كما فعلت مجموعة فاغنر الروسية. وأعاد أردوغان الفضل في هذه الإمكانية إلى الاتفاق العسكري الذي وقعته تركيا مع حكومة الوفاق الوطني في ليبيا أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

المرتزقة نافعون
وذكر كينيز في موقع "نورديك مونيتور" أنّ كبير المستشارين العسكريين عدنان تانريفردي الذي يملك أساساً مجموعة سادات الأمنية الخاصة دعم فكرة إنشاء شركة من المرتزقة الذين يعملون في الخارج وفصّل كيفية تشكيل هكذا جيش خاص في حديث إلى موقع إندبندنت تركيا. يعتقد كثر أن سادات هي بحكم الأمر الواقع قوة شبه عسكرية موالية لأردوغان. وقال تانريفردي: "تماماً، تحتاج تركيا إلى شركة خاصة مثل بلاكووتر أو فاغنر" مشيراً إلى أنها ستكون أداة جديدة في السياسة الخارجية.

ادعى تانريفردي أن بإمكان تركيا إرسال قوات إلى الخارج عبر هكذا شركة من دون المرور بأي آلية دولية. واعتقد أن القوة القتالية للجيش الخاص ستكون بارزة لأنها ستتشكل من جنود متقاعدين ذوي خبرة بشرط أن تتمتع بقيادة ناجحة، مضيفاً أن الأسلحة سيؤمنها الجيش التركي. ورأى أن إرسال المرتزقة إلى الخارج نافع من الناحية الاقتصادية، عوضاً عن نشر القوات والضباط من الجيش التركي.

مراوغة ونقل جهاديين
قال النائب التركي والسفير السابق إلى إيطاليا أيدين عدنان سيزجين في 21 ديسمبر الحالي خلال نقاش حول الاتفاق الدفاعي بين تركيا وليبيا إن بنود الاتفاق كانت مصممة لتخطي القانون الذي ينظم إرسال القوات إلى الخارج. وأشار إلى أن في الاتفاق مراوغة عبر استخدام عبارات "منظمات الأمن والدفاع" و "مدنيين من منظمات دفاعية" وهو جهد لإخلاء الساحة أمام مجموعة سادات. واتهم سيزجين حكومة أردوغان بالبحث عن طرق لنقل جهاديين من إدلب إلى ليبيا.

محاربة الحلفاء في الناتو
وتحدث مشرع آخر، وهو سفير سابق إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أحمد كامل أروزان عن الفرق في العبارات بين ما ورد في النسخة التركية من الاتفاق عن النسختين التركية والإنكليزية. وقال خلال الجلسة نفسها إن النسخة التركية تتضمن "مدنيين من منظمات أمنية". لكن تمت الإشارة إلى أن النص الإنكليزي هو الذي يحكم في حال تضارب النصوص.

في هذا الوقت، رحب حزب الوطن القومي المتطرف وشريك أردوغان الخفي في التحالف بفكرة تأسيس شركة للمرتزقة لأن ذلك سيمكن تركيا من شن حرب وكالة ضد دول في حلف شمال الأطلسي وهو أمر سيكون مستحيلاً مع الجيش التركي.

فبركة ذريعة للحرب
يعتقد اسماعيل حقي بكين وهو الرئيس السابق لدائرة الاستخبارات في هيئة الأركان العامة والحليف المقرب من رئيس حزب الوطن دوغو بيرينجيك أن هنالك العديد من المتقاعدين العسكريين بمن فيهم من قوات خاصة سينضمون إلى الجيش الخاص ويقاتلون من أجل المال.

وكشف بكين من دون قصد أن السلطات التركية ناقشت تأسيس وحدة شبه عسكرية خاصة ستجمع المعلومات وتفاوض الأعداء وتختطف أو تسكت النقاد في سوريا حين اندلعت الحرب الأهلية سنة 2011. وذكر كينيز أنه تسرب تسجيل صوتي سنة 2013 أكدت إحدى المحاكم التركية صدقيته، وقد سُمع فيه صوت مسؤولين أتراك بارزين وهم يناقشون احتمال التدخل في سوريا بناء على عملية مدبرة من جهاز الاستخبارات التركي أم آي تي.

وقال رئيس الجهاز هاكان فيدان في التسجيل: "إذا كان هنالك حاجة، سأرسل أربعة رجال إلى سوريا. ]عندها[ سأجعلهم يطلقون ثمانية قذائف مورتر على الجانب التركي وخلق ذريعة للحرب".

أموال بتصرف أردوغان
تدير تركيا حالياً جيشاً خاصاً مثيراً للجدل يعرف بالجيش السوري الحر أو الجيش الوطني السوري، لكن الوكالة الحكومية التي تمول هؤلاء المقاتلين غير معروفة بعد. قال وزير الدفاع خلوصي آكار للنواب خلال نقاش الموازنة إن وزارته لا تدفع رواتب المقاتلين. وكذلك الأمر بالنسبة إلى وزارة الخارجية.

يدعي خبراء أن الزيادة غير الطبيعية في موازنة جهاز الاستخبارات خلال السنوات القليلة الماضية يعني أن تركيا تدعم الجيش الحر بأموال لا يمكن تقفي أثرها. وبتصرف أردوغان حوالي ملياري دولار كأموال سرية عن سنة 2020 "من أجل حاجات الدولة التي تتضمن الخدمات الدفاعية والاستخبارات السرية، الأمن القومي والمصالح العليا للدولة، أهداف سياسية واجتماعية وثقافية، وخدمات استثنائية" وفقاً لتنظيم تم تفعيله سنة 2018.

فرص مربحة

بحسب الصحافي نفسه، لن يكون خاطئاً افتراض أن تأسيس جيش خاص سيؤمن فرصاً مربحة لعائلة أردوغان وحلقته الضيقة، بما أن أردوغان يسيطر على جميع الوكالات الحكومية المنخرطة في إنتاج وتوفير الأسلحة. يملك سلجوك بيرقدار، أحد صهري أردوغان، شركة تصنّع طائرات بلا طيار وقد أرسِلت إلى القوات الليبية المدعومة من تركيا. تم بيع شركة بي أم سي لتصنيع المركبات العسكرية بثمن منخفض إلى رجل الأعمال إتهيم سانجاك الذي أعلن ولاءه لأردوغان، فيما تم دفع ديون الشركة من قبل دافعي الضرائب.

سهولة التجنيد ودعم بوكو حرام
بيرات البيرق، صهر أردوغان الآخر، هو وزير الخزانة. كشفت ويكيليكس سنة 2016 آلاف الرسائل الإلكترونية من البيرق تثبت روابطه بتهريب النفط من العراق إلى تركيا مروراً بداعش. ابن أردوغان البكر بوراك رجل أعمال يملك عدداً كبيراً من شركات الشحن مع زوج شقيقته ضياء إيلجان. وابن أردوغان الأصغر بلال منخرط في نشاطات تعليمية ومنظمات غير حكومية تروج الآيديولوجيا الإسلاموية للأجيال الصاعدة. ورأى الصحافي أن الجيش الخاص لن يجد صعوبة في تجنيد الشبان من تلك المنظمات.

وختم كينيز أنه ليس سراً دعم حكومة أردوغان لمجموعات مسلحة خارج سوريا أيضاً. تم الكشف سنة 2014 عن أن طائرة تابعة للخطوط التركية نقلت أسلحة إلى متشددي بوكو حرام في نيجيريا.