الثلاثاء 7 يناير 2020 / 13:21

كيف يمكن تجنب حرب جديدة في الشرق الأوسط؟

كتبت كيلي ماغسامين، نائبة رئيس سياسة الأمن القومي والدولي لدى مركز التقدم الأمريكي، في مجلة "فورين أفيرز" أن اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ربما كان أكثر قرارات دونالد ترامب الخارجية خطورة، وقد تستمر تداعياته لأيام وشهور وربما سنوات. لكن شكل تلك التداعيات، يعتمد على ما ستقرره الإدارة الأمريكية.

ينبغي أن تنسق واشنطن مع حلفاء أمريكا، وأن تحاول فتح قناة ديبلوماسية مع طهران عبر طرف ثالث، إذا اقتضت الضرورة

وترى كاتبة المقال أن أعمال إيران الانتقامية سوف تتكشف بمرور الوقت، وغالباً ستتم بوسائل لا يتوقعها أحد، ولن تقتصر على العراق أو حتى على الشرق الأوسط. ولذا على إدارة ترامب الاستعداد لمجموعة كاملة من الاحتمالات: هجمات إلكترونية وإرهابية خارج الولايات المتحدة وداخلها، ومحاولات اغتيال مسؤولين أمريكيين، وشن مزيد من الهجمات ضد حقول نفط سعودية.

كذلك، يتوقع أن تتخذ إيران خطوات استفزازية أخرى بشأن برنامجها النووي. وفي حقيقة الأمر، من المتوقع فعلياً أن يعلن هذا البلد عن آخر خطواته للتخلي عن الاتفاق النووي لعام 2015.

وبرأي الكاتبة، يحتاج ترامب إلى استراتيجية تقوم على أكثر من مجرد الرد علي خطوات إيران التكتيكية عند وقوعها. ويجب أن يقرر كيف يريد حل هذه الأزمة والعمل انطلاقاً من تلك النقطة.

إلى ذلك، ينبغي أن يتركز هدف الولايات المتحدة على خفض التصعيد، وتجنب حرب أوسع، والعمل على ذلك بطريقة تجعل الأمريكيين أكثر أماناً على المدى الطويل. ولأجل هذه الغاية، على الإدارة توجيه رسائل واضحة ومتسقة لا استفزازية بالضرورة، بالتوازي مع العمل بهدوء لضمان أمن وسلامة مواقع ديبلوماسية أمريكية.

تنسيق مع الحلفاء
ووفقاً لكاتبة المقال، ينبغي أن تنسق واشنطن مع حلفاء أمريكا، وأن تحاول فتح قناة ديبلوماسية مع طهران عبر طرف ثالث، إذا اقتضت الضرورة. ومن شأن أي شيء أقل من ذلك أن يخاطر بإغراق الولايات المتحدة في مغامرة مكلفة أخرى في الشرق الأوسط.

وفي المدى المنظور، ترى الكاتبة أن الرد الإيراني على اغتيال سليماني سيشهد قرارات حاسمة: هل ستواصل الولايات المتحدة ضربات انتقامية؟ وهل تصعد، عبر نشر مزيد من القوات وبواسطة تنفيذ عمل عسكري آخر؟ أم تحاول التهدئة من خلال فتح قناة ديبلوماسية، على سبيل المثال؟. وعلى إدارة ترامب أن تجد أفضل وسيلة للدفاع عن ديبلوماسييها في مواقع ضعيفة، والتفكير في ما إذا كانت ستخلي أمريكيين من أماكن محددة. ومن شأن بعض الخطوات- كإرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط – أن ترسم خطاً بين الردع والتصعيد. ويحتمل إساءة تفسير أية خطوة.

وبرأي الكاتبة، عند كل قرار، لن يكون أمام ترامب سوى خيارات سيئة لينتقي من بينها. فقد ترك نفسه دون قنوات ديبلوماسية، وأمام مجتمع دولي منقسم، وكونغرس مرتاب. فمن المستحيل تقريباً الحفاظ على مستوى منخفض من العمليات الانتقامية، لأنه يتوقع مزيد من الحسابات الخاطئة من كلا الجانبين – كما جرى مؤخراً عند تنفيذ أمريكا هجمات انتقامية رداً على هجمات شنتها تنظيمات مدعومة من إيران ضد أهداف أمريكية.

دعم محلي
وفي الوقت نفسه، فإن مزيداً من التصعيد يعني خوض حرب تقليدية أوسع.
وباعتقاد الكاتبة، من أجل التصدي لتداعيات الغارة ضد سليماني، تحتاج إدارة ترامب إلى دعم داخلي. ولكن الرئيس الأمريكي نفذ الضربة دون استشارة الكونغرس، أو تحضير الشعب الأمريكي أو حلفاء الولايات المتحدة لما سيحدث لاحقاً. وسيكون ترامب وفريقه في حاجة، في الأيام المقبلة، لكسب ثقة الشعب الأمريكي ولإقناعه بأن معلومات استخباراتية بررت ذلك القرار.

ولن تكون تلك مهمة سهلة بالنسبة لأي رئيس بعد حرب العراق، وخصوصاً بالنسبة لترامب الذي يحتاج إلى توضيح خطة إدارته من أجل تجنب حرب أخرى في الشرق الأوسط يرفضها الشعب الأمريكي. وسيحتاج ترامب للعمل على كل ذلك، فيما ينتظر محاكمة عزل وشيكة ناشئة عن قراره بتفضيل مصالحه السياسية الشخصية على الأمن القومي الأمريكي.