الخميس 23 يناير 2020 / 12:58

ليس غورباتشيف... خامنئي في انفصال متزايد عن الواقع

وصف الباحث في "معهد دول الخليج العربية في واشنطن" علي آلفونه المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بالمعزول والمنفصل عن الواقع بشكل متزايد. وذكر أن المتظاهرين في ضواحي طهران الجنوبية الفقيرة، يهتفون بألفاظ نابية لا يمكن تخيلها ضده في تظاهراتهم المطالبة بلقمة العيش.

الظروف التي تواجهها إيران اليوم غير مختلفة كثيراً عن ظروف تلك الفترة، لكن مع هذا التحليل حول انهيار الاتحاد السوفياتي، يرجح آلفونه أن يلجأ خامنئي للقوة عوضاً عن الإصلاح لتثبيت النظام

وفي الجامعات، يكرر الطلاب الألفاظ القاسية نفسها ضده عند مطالبتهم بالحرية أو حين يحتجون على إسقاط الحرس الثوري الطائرة الأوكرانية.

يضيف آلفونه في صحيفة "ذي آراب ويكلي" اللندنية أن في شمال طهران الثري، حضت البرلمانية السابقة وابنة الرئيس الإيراني الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، فائزة رفسنجاني، خامنئي على الاستقالة. وبدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني ينتقد خامنئي دون أن يذكر اسمه. ويطرح الكاتب التساؤل التالي: "كيف وصل خامنئي إلى هنا وما هي خياراته؟".

الفرق بينه وبين سلفه

ويجيب الباحث قائلاً إن على خامنئي ألا يلوم إلا نفسه على المأساة التي وجد نفسه فيها. وأضاف أن سلف خامنئي، الخميني، امتنع عموماً عن التدخل في الشؤون اليومية للدولة، لكنه تحمل دوماً المسؤولية السياسية عن القرارات الحكومية، حتى ولو لم يكن موافقاً عليها شخصياً.

في المقابل، يتدخل خامنئي في جميع الشؤون الصغيرة للدولة فيحصل على كل الفضل في النجاحات ويحمل الآخرين اللوم حين تسوء الأمور.

النخب الإيرانية تتحرك
وحسب آلفونه، لو اتبع خامنئي سياسة سلفه في القيادة الاستراتيجية عوض التدخل الإداري في التفاصيل، لبقي فوق الانتقادات اليوم. لكن بسبب تدخله في شؤون الدولة، يحمله الجمهور الإيراني المسؤولية شخصياً عن كل إخفاقات وتقصير النظام. واللافت أكثر أن النخبة الحاكمة، وفي استباق لموت خامنئي أو نهايته السياسية، تبتعد تدريجياً عن المرشد، لحماية نفسها ومسيرتها.

إصرار على أفكار من حقبات سابقة
في 13 يناير(كانون الثاني) الجاري، نشرت فائزة رفسنجاني ملفاً صوتياً على الشبكة العنكبوتية، توجهت فيه مباشرةً إلى خامنئي قائلة: "سيد خامنئي، أنت الوحيد القادر على إدخال تغييرات بكلفة الحد الأدنى إلى الناس والمجتمع، تغييرات تشبه ما فعله ميخائيل غورباتشيف حين فهم أن النظام كان يتعرض للإفناء." ودعت خامنئي للاستقالة من القيادة "رأينا نتيجة 30 عاماً من حكم خامنئي... الآن هناك حاجة لتغيير. الظروف تغيرت وعلينا مجاراة التطورات لكننا لا نزال مصرين على سياسات من حقبات سابقة، وكانت خاطئة في السابق!".

روحاني يلمّح
في اجتماع وزاري عقد في 15 يناير(كانون الثاني) الجاري، لم يطالب روحاني باستقالة خامنئي غير أنه طالب بتغييرات ستضعف عملياً موقع المرشد الأعلى. وفي تعليق على استبعاد مجلس صيانة الدستور عدداً من المرشحين لانتخابات 21 فبراير(شباط) المقبل، قال روحاني: "يريد الشعب التنوع. دعوا كل المجموعات والأفرقاء يشاركون في الانتخابات، لا يستطيع أحد إدارة البلاد بفصيل سياسي واحد فقط. البلاد ملك لجميع الإيرانيين".

مرعب لخامنئي

ويشير آلفونه، إلى أن خامنئي ليس ميخائيل غورباتشيف، ووصف مجلس صيانة الدستور انتقاد روحاني للاستبعاد الواسع النطاق للمرشحين النيابيين بـ"خطوة مناهضة للوطن".

ومن المرجح أن ذكر إصلاحات غورباتشيف أمر مرعب لخامنئي الذي قال إن إصلاحات الأعوام  الأخيرة في الاتحاد السوفياتي سبب انهياره. ووفق هذا التحليل، وتحت الضغط الاقتصادي العنيف وعجز غورباتشيف عن الحصول على قروض خارجية، بدأ مساراً من اللبرلة السياسية والاقتصادية أضعف سلطة الدولة على المجتمع وسرعت المطالبات الشعبية بالمزيد من الإصلاحات، ولأنه لم يكن راغباً فيها، أو كان عاجزاً عن تحقيق هكذا إصلاحات، انهار الاتحاد السوفياتي.

إن الظروف التي تواجهها إيران اليوم غير مختلفة كثيراً عن ظروف تلك الفترة، لكن مع هذا التحليل عن انهيار الاتحاد السوفياتي، يرجح آلفونه أن يلجأ خامنئي للقوة عوضاً عن الإصلاح لتثبيت النظام.