الخميس 23 يناير 2020 / 16:14

الإمارات تشارك العالم الاحتفالات بـ "اليوم الدولي للتعليم" غداً الجمعة

تشارك الإمارات غداً العالم احتفاله بـ "اليوم الدولي للتعليم"، الذي يوافق 24 يناير(كانون الثاني) من كل عام، لتأكيد أهمية التعليم، أكبر مورد متجدد للإنسانية، وحق أساسي من حقوق الإنسان.

ويشكل الاحتفال بـ "اليوم الدولي للتعليم"، مناسبة لتسليط الضوء على مراحل التطوير، والتقدم التي قطعتها العملية التعليمية في الإمارات، حتى وصلت إلى ماهي عليه اليوم من مواكبة لتطورات العصر، وحاجات سوق العمل المحلية والعالمية.

ضمان حق التعليم
وتضمن الإمارات حق التعليم لكل مواطنيها، وتتكفل بالإنفاق عليهم في كل المدارس والمؤسسات التعليمية الحكومية، وتنص قوانينها على إلزامية التعليم حتى المرحلة الثانوية، كما تلزم القائمين على رعاية الطفل بمتابعة انتظامه واستمراره في التعليم، وفق المواعيد التي تحددها وزارة التربية والتعليم.

وتعتبر الإمارات ضمن قائمة أوائل دول العالم التي تشهد معدلات مرتفعة في طلبات الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، وبشكل عام يلتحق حوالي 95% من الطالبات، و80% من الطلبة بمؤسسات التعليم العالي بعد حصولهم على شهادة الثانوية العامة.

مرتكزات الأجندة الوطنية
ويعد توفير نظام تعليمي رفيع المستوى أحد مرتكزات الأجندة الوطنية لتحقيق رؤية الإمارات 2021، حيث تضمنت عدداً من المؤشرات الوطنية لتحقيق ذلك، ومنها تأكيد أن يكون طلاب دولة الإمارات من بين الأفضل في العالم في القراءة، والرياضيات، والعلوم، ومعرفة قوية باللغة العربية.

واستثمرت دولة الإمارات ما يقارب 17% من الموازنة الاتحادية في 2020 في برامج التعليم العام والعالي والجامعي 10.41 مليار درهم من إجمالي الميزانية التي بلغت 61.35 مليار درهم، وبهذه النسبة المرتفعة، تعتبر الإمارات في مصاف الدول الرائدة، في نسبة إنفاقها من إجمالي الناتج المحلي، على قطاع التعليم.

50 مبادرة
وحرصاً من الإمارات على توفير أفضل مستوى للتعليم للأجيال المستقبلية، طورت وزارة التربية والتعليم استراتيجية 2010-2020، والتي تضم 50 مبادرة تنفذ من خلال خطة طويلة المدى تستغرق 10 سنوات، ومن أبرز هذه المبادرات، برنامج القيادات المدرسية، ومشروع الألعاب الأولمبية المدرسية، وترخيص المعلمين والقيادات المدرسية، واختبار الإمارات القياسي، وإعادة هيكلة التعليم الثانوي والارتقاء بالمنهج التعليمي ليتلاءم مع متطلبات التعليم العالي في الدولة.

ونجحت الإمارات في الفترة الماضية في مواكبة الاتجاهات الحديثة في التعليم المرتكزة على التقنيات الذكية، إذ تتيح العديد من جامعاتها إمكانية التعلم عن بعد باستخدام وسائل التواصل الحديثة.

تسخير التكنولوجيا 
وتعتبر الإمارات من أوائل الدول التي سعت لتسخير تكنولوجيا وسائل الاتصال الحديثة لنشر التعليم والمعرفة على المستوى العربي والدولي، مستهدفة بالدرجة الأولى الفئات التي حالت ظروفها المعيشية دون حصولها على القدر الكافي من التعليم.

مبادرة مدرسة
وفي هذا الإطار تأتي مبادرة "مدرسة"، وهي عبارة عن منصة تعليمية إلكترونية مجانية، دشنتها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لتؤكد التزام الإمارات بتنمية رأس المال البشري لا على مستوى الدولة فحسب، وإنما على المستوى الدولي، وذلك بدعم مهارات العلوم والرياضيات لدى المتحدثين باللغة العربية حول العالم.

وتوفر" مدرسة"، محتوى عالي الجودة من العلوم والرياضيات، على شكل مقاطع فيديو بالعربية، ما يساعد في سد فجوة واسعة في مجال التدريب على مواد العلوم، والرياضيات للناطقين باللغة العربية، وتجاوز عدد مستخدمي موقع المبادرة بحلول مارس (آذار) الماضي 1.5 مليون طالب، في أكثر من 20 دولة.

دعم تعليم اللاجئين
ويعتبر اللاجئون في العالم الفئة الأكثر معاناة من الحرمان من فرص التعليم، إذ يوجد أكثر من 7.1 ملايين طفل لاجئ في العالم ممن هم في سن الدراسة، منهم نحو 3.7 ملايين طفل "أي أكثر من النصف" لا يرتادون المدرسة، وذلك وفقاً لبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وأمام هذا الواقع المرير تبذل الإمارات جهوداً حثيثة بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين لتوفير التعليم المناسب للاجئين حول العالم، والمساهمة في تنمية المهارات التي يحتاجونها لضمان مستقبلهم على المدى الطويل.

وتسهم المبادرات والمساعدات المادية والعينية التي تقدمها الإمارات للمنظمات الدولية المعنية ولحكومات الدول المستقبلة للاجئين، في التخفيف من حدة أزمة حرمان اللاجئين من فرص التعليم، وعلى سبيل المثال بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها في قطاع التعليم، استجابة للأزمة السورية والمتضررين منها بين 2012 ويناير(كانون الثني) 2019، نحو 190.1 مليون درهم "51.8 مليون دولار".

وتشكل استجابة الإمارات لضمان حصول اللاجئين السوريين في كل من الأردن، ولبنان، وغيرها من الدول، على فرص التعليم المناسبة، تجربة فريدة تستحق التوقف عندها مطولاً لاستخلاص الدروس والعبر في كيفية إدارة الأزمات الإنسانية، والتخفيف من حدة آثارها السلبية.

دعم برامج "الأونروا"
وعلى الصعيد الفلسطيني، تعد الإمارات من أهم الدول المساندة لجهود وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" لإعانتها على تنفيذ برامجها التعليمية للطلاب والطالبات وضمان حصولهم على حقوقهم من التعليم، ووفقاً لـ"الأونروا" استحوذ التعليم على أكثر من 80% من قيمة الدعم الإماراتي للوكالة بين 2014 و2019، والتي فاقت 164 مليون دولار.

التضامن مع أوغندا
وتنفيذاً للتعهد الذي أعلنته الإمارات في "مؤتمر التضامن مع أوغندا حول اللاجئين"، الذي عقد في 2017، قدمت الدولة تمويلاً بنحو 5 ملايين دولار لتنفيذ مشاريع تنموية في أوغندا، تشتمل على إنشاء المدارس وبناء قدرات المعلمين، وغيرها من المهارات المهنية، ما يعود بالنفع على نحو 600 ألف لاجئ من جنوب السودان، بإضافةً إلى المجتمع المضيف في شمال البلاد.