أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الجمعة 24 يناير 2020 / 12:31

المحور التركي القطري يزعزع استقرار المنطقة

ساد عنف طائفي منطقة الشرق الأوسط، في السنوات الأخيرة، وخلف قتال بين السنة والشيعة ضحايا ودماراً، إلا أن ما زاد الأمور تعقيداً، بفي أي أيكان إرديمير، العضو السابق في البرلمان التركي، ومدير البرنامج التركي لدى "معهد الدفاع عن الديمقراطيات"، هو انقسام العالم السني إلى محورين متنافسين.

أصبحت تركيا وقطر أخوة في السلاح وهما تنفذان مشاريع مشتركة تتعلق بتمويل غير مشروع، ودعم الإسلام السياسي، ومناصرة إيديولوجيات متطرفة

وكتب على موقع "ناشونال إنترست"، أن مجموعات سنية تتنافس على النفوذ في المنطقة، من العراق إلى ليبيا، ما يضيف مزيداً من التعقيد إلى منطقة مشتعلة أصلاً.

تركيا في سوريا

ويعطي الكاتب أحدث مثال عن كيفية استنزاف تلك المنافسات المريرة، بالإشارة للعملية التركية في أكتوبر( تشرين الأول)2019، عبر الحدود في شمال شرق سوريا.

فقد دعمت قطر، إلى جانب حماس وباكستان، الحملة التي واجهت تنديداً دولياً. وعلى نفس المنوال، عندما قاطعت السعودية، والبحرين، والإمارات، ومصر قطر، في يونيو( حزيران) 2017، سارعت تركيا لإرسال شحنات جوية من الأغذية وغيرها من السلع.

وفيما تعتبر تركيا وقطر حلفاء لأمريكا ظاهرياً، وتستضيفان قواعد أمريكية كبرى، فإنهما تعملان معاً على الترويج لأجندة إسلامية مزعزعة لاستقرار الشرق الأوسط.

جوهر المحور
ويرى كاتب المقال، في الإسلام السياسي، خاصةً عقيدة الإخوان المسلمين، جوهر المحور التركي القطري.

وارتباط حزب أردوغان العدالة والتنمية معروف على نطاق واسع، بجماعة الإخوان المسلمين، إذ تبنى الحزب فكر الجماعة بعد تعزيز سلطته في تركيا. ورغم أنه لا مساحة متاحة للإخوان المسلمين للعمل داخل قطر، إلا أن الدوحة تعمل بنشاط على الترويج لإيديولوجية الجماعة ومصالحها في الخارج.

وأصبحت تركيا وقطر معاً، بلدان متساهلان مع مجموعة من التنظيمات الإسلامية، ما دفع وزارة الخزانة الأمريكية لمعاقبة أفراد وكيانات داخل تركيا وقطر تدعم، وتحرض حماس والجهاد الإسلامي والقاعدة، وتنظيمات أخرى.

ووفقاً للكاتب، تضم قائمة إسلاميين مشهورين محل ترحيب واستضافة في قطر وتركيا، مثل يوسف القرضاوي، من جماعة الإخوان المسلمين الذي شجع على تنفيذ هجمات انتحارية ضد القوات الأمريكية في العراق، وخالد مشعل، القيادي في حماس، الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين، وصالح العاروري، قائد الجناح العسكري لحماس، ووجدي غنيم، المتطرف الذي وصف الحرب ضد داعش بـ "حملة صليبية".

ملاذات لممولي الإرهاب
وحسب كاتب المقال، عملت تركيا وقطر مثل فريق متعاون لتوفير ملاذات آمنة لممولي الإرهاب، وغالباً ما كان ذلك بانتهاك صارخ لعقوبات أمريكية ودولية. وعندما تعرضت إحدى الدولتين لضغط لطرد شخص ما، استضافته الثانية، وهو نمط تكرر مراراً.

وعلى سبيل المثال، عندما أجبر خالد مشعل على مغادرة قطر لمدة وجيزة في 2012، توجه إلى تركيا، ثم عاد إلى قطر في 2015، وشوهد عام 2017، يؤدي الصلاة بجانب القرضاوي.

وعندما تعرضت تركيا لضغوط بسبب استضافتها للعاروري الذي أقام هناك أعواماً، انتقل إلى قطر.

مجالات واسعة
ويلفت الكاتب لتطور الشراكة التركية القطرية عبر مجالات واسعة، بما فيها تعاون عسكري وارتباطات عسكرية، وفي مجالات الإعلام، والطاقة، والخدمات المصرفية. فقد أنشأت تركيا قاعدة عسكرية في قطر في 2015. وفي المقابل، سارعت قطر لدعم تركيا عندما تعرضت عملتها لأزمة في أغسطس (آب) 2018، وقدمت لها رزمة مساعدات شملت مشاريع اقتصادية، وودائع مالية واستثمارات، فضلاً عن مبادلة لليرة التركية بـ 3 مليارات دولار، لوقف تدهورها، وهو مبلغ رفعته قطر إلى 5 مليارات في الشهر الماضي.

وحسب كاتب التقرير، فإن ما يجعل أجندة التحالف التركي القطري الإسلامية المزعزعة لاستقرار المنطقة، أمراً يثير قلق واشنطن، ؟أن البلدين حليفين للولايات المتحدة، أقله على الورق، ويستضيفان  قواعد أمريكية، كما توجد في تركيا، العضو في الناتو، قاعدة إنجرليك الجوية التي تضم أسلحة نووية أمريكية، ومركز قيادة للقوات الجوية الأمريكية.

إخوان في السلاح
إلى ذلك، تبرتبط تركيا وقطر بأخوة في السلاح وتنفذان مشاريع مشتركة تتعلق بتمويل غير مشروع، ودعم الإسلام السياسي، ومناصرة إيديولوجيات متطرفة.

ولذلك يبرز الكاتب حاجة واشنطن لتطوير رد فعل متعدد الجوانب، ينطوي على مشاركة حلفاء أوروبيين وشركاء في المنطقة لإجبار أنقرة والدوحة على ضبط سلوكهما الخبيث.