الأربعاء 29 يناير 2020 / 16:29

الإمارات.. خطى ثابتة نحو تبوء الصدارة العالمية بالابتكار

يؤكد زخم الفعاليات المتنوعة التي يشهدها شهر الإمارات للابتكار الذي تنطلق فعالياته يوم السبت المقبل، أن الإمارات تسير بخطى واثقة نحو تحقيق هدفها المنشود بأن تصبح الدولة الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم.

وتتضمن أجندة فعاليات شهر الابتكار 2020 ما يزيد عن 1000 فعالية مبتكرة تقيمها أكثر من 120 جهة حكومية وخاصة، ويشارك فيها نحو مليون شخص، مما يعكس نجاح دولة الإمارات في تحويل الابتكار إلى ثقافة حياة ونهج إداري لتطوير العمل الحكومي وتعزيز التنمية الاقتصادية.

عام الاستعداد للخمسين
ويتزامن شهر الابتكار هذا العام مع إعلان الإمارات عام 2020 "عام الاستعداد للخمسين"، والذي يستهدف وضع استراتيجية عمل وطنية تمتد لنصف قرن من الزمن لمواجهة أيّ تحديات في عالم سريع التغير، عبر تهيئة كل القطاعات الحيوية في الدولة لمرحلة ما بعد النفط، وبناء اقتصاد معرفي أساسه الابتكار والعلوم الحديثة.

وتتبنى دولة الإمارات خطة طموحة لتعزيز مكانتها ضمن أفضل الدول ابتكاراً، ورفع تصنيفها على مؤشر الابتكار العالمي، ونجحت في التربع على مركز الصدارة عربياً في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2018 فيما حلت في المرتبة 36 عالمياً على الترتيب العام للمؤشر.

خطط واستراتيجيات
ولم تكن النتائج التي حققتها الإمارات في مجال الابتكار وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة تخطيط دقيق واستراتيجية واضحة المعالم في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار تتضمن 100 مبادرة وطنية، وميزانية تزيد على 300 مليار درهم حتى 2021، كما تشمل أيضاً مجموعة سياسات وطنية جديدة في المجالات التشريعية، والاستثمارية والتكنولوجية والتعليمية والمالية بهدف تغيير معادلات الاقتصاد الوطني ودفعه بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية، وتحقيق نقلة علمية ومعرفية متقدمة لدولة الإمارات خلال السنوات المقبلة.

تمكين المواطنين
وتهدف سياسة الابتكار في الدولة إلى الاستثمار في المواطن الإماراتي والارتقاء بمعارفه في مجال العلوم والتكنولوجيا، كما ترمي إلى دعم عدد من المجالات من أبحاث الفضاء وصناعات الطيران المتخصصة والصناعات الدوائية العالمية، ودعم أبحاث الطاقة الشمسية والطاقة النووية السلمية، وبرامج الذكاء الاصطناعي وغيرها.

وتسعى دولة الإمارات وبشكل حثيث ومستمر إلى تعزيز قدراتها في مجال التنمية المستدامة المدعومة بالإبداع والابتكار، وترسيخ أسس البيئة المثلى لتخريج أجيال جديدة من المواهب اللازمة لرفد سوق العمل باحتياجاته المتزايدة من العقول القادرة على الإبداع، ومواكبة التطلعات الطموحة لمستقبل التنمية الاقتصادية في الدولة.

الاستراتيجية الوطنية للابتكار
وفي تتبع لمسيرة الابتكار في الدولة، يبرز عام 2014 وبالتحديد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) منه كنقطة تحول رئيسية حيث أطلق نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، "الاستراتيجية الوطنية للابتكار"، والتي تهدف لجعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم حتى عام 2021.

30 مبادرة
وتضمنت الاستراتيجية في حينها 30 مبادرة وطنية للتنفيذ خلال 3 سنوات كمرحلة أولى تشمل مجموعة من التشريعات الجديدة، ودعم حاضنات الابتكار، وبناء القدرات الوطنية المتخصصة ومجموعة محفزات للقطاع الخاص، وبناء الشراكات العالمية البحثية، وتغيير منظومة العمل الحكومي نحو مزيد من الابتكار، وتحفيز الابتكار في 7 قطاعات وطنية رئيسية هي الطاقة المتجددة، والنقل، والصحة، والتعليم، والتكنولوجيا، والمياه، والفضاء.

عام الابتكار
وترجمة لحرص القيادة الرشيدة على تعزيز الابتكار، أقر مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي، في قلعة الفجيرة إعلان عام 2015 عاماً للابتكار في الدولة، وأصدر المجلس توجيهاته لجميع الجهات الاتحادية بتكثيف الجهود وتعزيز التنسيق، والبدء بمراجعة السياسات الحكومية العامة، بهدف خلق بيئة محفزة للابتكار تصل بدولة الإمارات للمراكز الأولى عالمياً في هذا المجال.

أسبوع إماراتي للابتكار
وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أغسطس (آب) 2015 عن تخصيص أسبوع إماراتي للابتكار في شهر نوفمبر (تشرين الأول) يبدأ بتاريخ 22 وحتى 28، داعياً كل الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية للمشاركة، وفتح الباب للجمهور لاقتراح فعاليات الأسبوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لترسيخ الأسبوع كأهم وجهة للابتكار والمبتكرين في المنطقة.

وشكل أسبوع الابتكار منصة للجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والشركات الرائدة في القطاع الخاص والجامعات والمؤسسات التعليمية لتنظيم فعالياتها، وعرض أبرز ما توصلت إليه وطبقته من ابتكارات في سياق جهود نشر ثقافة الابتكار.

وفي 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 انطلقت فعاليات النسخة الثانية لأسبوع الابتكار بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية ومختلف فئات المجتمع، بهدف تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار، وبناء القدرات ونشر ثقافة الابتكار على مستوى الدولة، وتحفيز الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد على تبني مفهوم الابتكار كأسلوب عمل للتطور المستدام، وإطلاق وتنفيذ مبادرات وأفكار مبتكرة نوعية تخدم المجتمع وتساهم في وضع بصمة في نهضة البلاد، وتكريس الابتكار أسلوب حياة يومية للأفراد وممارسة فعلية لإدارة الشؤون والمهام اليومية.

شهر الابتكار
وبعد نجاح أسبوع الإمارات للابتكار على مدار سنتين في 2015 و2016 تم الإعلان عن امتداد الأسبوع ليكون شهراً كاملاً خلال شهر فبراير 2018 ليصبح حدثاً وطنياً يحتفي بالابتكار في جميع أنحاء دولة الإمارات، ويهدف إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار وبناء القدرات، ونشر ثقافة الابتكار في الدولة، وتحفيز الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد على تبني ممارسات الابتكار، إلى جانب إطلاق وتنفيذ مبادرات وأفكار مبتكرة نوعية.

يذكر أن فعاليات شهر الابتكار هذا العام ستتوزع على 7 محطات رئيسية في إمارات الدولة، تبدأ في العاصمة أبوظبي في الفترة من 1 -7 فبراير (شباط) المقبل، وفي إمارات الشارقة وعجمان وأم القيوين خلال الفترة من 8 – 14 فبراير، في حين ستشهد كل من رأس الخيمة والفجيرة فعاليات شهر الابتكار خلال الفترة من 15 إلى 21 فبراير، وستكون ختام الفعاليات في دبي من 22 – 29 من الشهر ذاته، ويشمل شهر الابتكار مسابقات وجوائز وعروضاً ومؤتمرات ومبادرات وحوارات وهاكاثون ومختبرات.