أسرة إماراتية.(أرشيف)
أسرة إماراتية.(أرشيف)
الأحد 9 فبراير 2020 / 19:46

الأسرة العربية والذكاء المجتمعي

أسست سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لنهج في التغيير ينطلق من نظرية علمية ويستند على محورية الأسرة كحجر أساس في نهضة المجتمع

سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الشيوخ، وأم الأمارات، وأم الأسرة. هذه حقيقة لا مراء فيها. ومن يزور منطقة المشرف في العاصمة أبوظبي ويدخل حديقة أم الإمارات، فسوف يجد أن ثمة بناء يبنى للوطن والأمة والإنسانية. إنه بناء الأسرة.

ينطلق هذا الأسبوع ملتقى أبوظبي الأسري الثاني تحت شعار: "الأسرة والذكاء المجتمعي"، ملامساً فكراً متميزاً ونظرية علمية وتجارب مجتمعية في صناعة المجتمع الواعي هو الذكاء المجتمعي.

الذكاء المجتمعي ليس مجرد عبارة تفرق بين احتفالية وأخرى، بل هو نهج تعمل عليه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك من خلال مجموعة جوائز للتميز والذكاء المجتمعي، توزع سنوياً، وتتوجه للأسرة والأفراد من كافة الفئات المجتمعية والعمرية، بدءاً بالطفولة الحالمة، ومروراً بالشباب المبدع، والأسرة المنتجة، والزوج الواعي، والزوجة الرائدة، وكافة أفراد المجتمع ومؤسساته التي تقدم أو تدعم المشاريع الأسرية والمجتمعية. ويتميز هذا البرنامج بتركيزه على الذكاء المجتمعي الذي يمكن تعريفه بأنه القدرة على التفاعل مع قضايا المجتمع وتحدياته، وتحويلها الى فرص للتطور والتغيير نحو مستقبل أفضل، والاستجابة لجميع المتغيرات المؤثرة في البيئة المجتمعية عبر الاستثمار الخلاق لجميع الإمكانات المتاحة لابتكار علاجات وحلول مجتمعية فعالة تسهم في الارتقاء بجودة حياة المجتمعات ورفاهيتها.

يعرف رواد هذا المصطلح الذكاء الاجتماعي أنه "القدرة على الفهم والتعامل مع الرجال والنساء والصبيان والبنات، والتصرف بحكمة في العلاقات الإنسانية". وذلك وفقاً لثورنديكي. وفي نظرية غاردنر في الذكاء المتعدد التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنظرية العقل نجد الذكاء الاجتماعي أحد أهم مكونات نجاح الشخصية.

إن ما تحتاجه مجتمعاتنا العربية للنهوض والدخول في مرحلة التنوير هو الذكاء الاجتماعي لأن قدرة الشخص على فهم بيئته والتصرف بشكل ملائم لسلوك ناجح اجتماعياً تضاعف من إنتاجية المجتمعات العربية، وتجعلها تركز في إجراءات النجاح بدلاً من غوغائيات الثورة، وعشوائيات التصنيف، وعنتريات التطرف.

إن تحليل سبب الهادر البشري من العرب في ثورات الربيع العربي يثبت أنه كان نتاج غباء اجتماعي، وإن كانت النوايا حسنة، كما أنه كان نتاجاً تراكمياً من تربية الانعزال والتقوقع على المذهب أو الطائفة أو الدين، ولذا فقد أسست سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لنهج في التغيير ينطلق من نظرية علمية ويستند على محورية الأسرة كحجر أساس في نهضة المجتمع. ولذا فإن الرهان ناجح ناجح لا محالة.