جنود من الجيش السوري (أرشيف)
جنود من الجيش السوري (أرشيف)
الإثنين 17 فبراير 2020 / 10:34

القوات السورية توسع سيطرتها على حلب قبل محادثات بين تركيا وروسيا

ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية، أن قوات الحكومة أحرزت تقدماً كبيراً الأحد، في محافظة حلب بشمال غرب البلاد وانتزعت معظم أنحائها من قبضة المعارضة، قبل يوم من جولة جديدة من المحادثات بين تركيا وروسيا، حول التصعيد في هذه المنطقة.

وأثرت مكاسب الحكومة السورية في المنطقة على التعاون الهش بين أنقرة وموسكو اللتين تدعمان طرفين مختلفين في الحرب الدائرة في سوريا منذ ما يقرب من 9  أعوام ولكنهما تتعاونان للتوصل لحل سياسي.

وثار غضب أنقرة بعد أن أودت الهجمات السورية في منطقة إدلب بحياة 13 جندياً تركياً في أسبوعين.

وتدعم تركيا المعارضة السورية التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

ودعت تركيا روسيا إلى وقف الهجمات مهددةً باستخدام القوة العسكرية لدفع القوات السورية للتقهقر إذا لم تنسحب من إدلب بحلول نهاية الشهر الجاري.

وقال ناشطون، إن "الطيران الحربي الروسي شن ضربات جوية كثيفة على محافظة حلب، يوم الأحد، وأن القصف شمل مدناً منها عندان التي سيطرت عليها لاحقاً القوات السورية المدعومة من فصائل تدعمها إيران".

وقالت مصادر من المعارضة المسلحة إن "مقاتليها انسحبوا من المنطقة وأن ذلك شمل عندان وحريتان".

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن "قوات الحكومة السورية نجحت في يوم واحد في استعادة منطقة عجزت على مدى 8 أعوام في استعادة قرية واحدة فيها".

وأضاف أن القوات تتقدم بسرعة كبيرة في هذه المنطقة، وأن الفصائل انسحبت من معظمها.

وقال المرصد إن "قوات الحكومة السورية سيطرت على 13 مدينة وقرية بالمنطقة".

ويأتي تقدم القوات السورية بعد أن نجحت في طرد مسلحي المعارضة من طريق إم5 السريع الرئيسي الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق، ما أعاد فتح أسرع طريق بين أكبر مدينتين سوريتين للمرة الأولى منذ سنوات، في إنجاز استراتيجي كبير.

وشن مسلحو المعارضة المدعومون من تركيا في الأثناء عملية في إدلب لاستعادة المناطق من قبضة قوات الحكومة السورية.

وذكرت وكالة الأنباء التركية الرسمية، الأحد، أن قافلة تعزيزات نُشرت في إدلب على متن 100 مركبة تنقل جنوداً، ودبابات، ومركبات عسكرية.

وأرسلت تركيا حتى الآن آلاف الجنود، ومئات الأرتال المحملة بالعتاد العسكري، لتعزيز مواقع المراقبة التي أقيمت في إدلب بموجب اتفاق لخفض التصعيد أبرمته مع روسيا في 2018.

وأظهرت صور من المنطقة العديد من المنازل مكسوة بالأعلام التركية وعرضت لقطات سكاناً وهم يرددون هتافات أثناء مرور القوافل.

وفجر انتحاري من هيئة تحرير الشام نفسه في هجوم على مواقع روسية في قرية كفر حلب، حسب ما ذكرت وكالة "إباء" الإخبارية التابعة للجماعة.

المحادثات التركية الروسية
وبينما تواصل قوات الحكومة السورية تقدمها لاستعادة إدلب آخر معقل كبير للمعارضة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأحد، إنه "أبلغ نظيره الروسي بضرورة وقف الهجمات في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا فوراً والتوصل لوقف دائم لإطلاق النار".

وقال جاويش أوغلو للصحافيين في ألمانيا بعد مؤتمر ميونيخ للأمن: "أبلغنا روسيا يوم السبت.. بأن الهجوم في إدلب يجب أن يتوقف وأنه يجب على الفور التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار"، مضيفاً أن مسؤولين من تركيا وروسيا سيناقشون هذه المسألة في موسكو، اليوم الإثنين.

وقال جاويش أوغلو إنه التقى أيضاً مع نواب أمريكيين في المؤتمر وأضاف أن على واشنطن العمل على تحسين العلاقات مع تركيا، ليس فقط بسبب التوتر بين تركيا وروسيا.

وقال: "أخبرناهم بأننا نتوقع منهجاً مخلصاً من الولايات المتحدة"، وذلك بعد أيام من زيارة إلى أنقرة لكبير مبعوثي الولايات المتحدة حول سوريا لإجراء محادثات حول إدلب والتعاون في سوريا.

وقال البيت الأبيض في بيان، يوم الأحد إن "الرئيس دونالد ترامب اتصل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتعبير عن قلقه من العنف في إدلب ولتقديم الشكر له على جهود تركيا لمنع كارثة إنسانية".

وأضاف البيت الأبيض أن ترامب أوضح لأردوغان رغبة واشنطن في رؤية نهاية لدعم روسيا للأسد والوصول إلى حل سياسي للصراع.

وقال البيان إن "ترامب أكد مجدداً أن استمرار التدخل الأجنبي في ليبيا لن يقود إلا إلى مزيد من التدهور".

وقال أردوغان، إن "الجيش التركي سيدفع القوات السورية للتقهقر إذا لم تنسحب من إدلب بحلول نهاية الشهر الجاري".

وبدا أنه يقدم موعد المهلة التي حددها بعد أن قال إن تركيا "ستتعامل معه" قبل نهاية الشهر، إذا لم يحصل الانسحاب.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، من جهتها، عن الأسد في لقاء مع رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، أن "الشعب السوري مصمم على تحرير كامل الأراضي السورية من الإرهاب".