عنصر من النازيين الجدد يرتدي قميصاً بشعارات نازية (أرشيف)
عنصر من النازيين الجدد يرتدي قميصاً بشعارات نازية (أرشيف)
الخميس 20 فبراير 2020 / 13:18

هجوم هاناو.. بعد التطرف الإسلامي الإرهاب اليميني والنازي يهدد ألمانيا

في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، تعرضت مدينة هاناو قرب فرانكفورت وسط ألمانيا، إلى هجوم مسلح مروع، خلف 9 قتلى على الأقل، بعد أن فتح رجل النار على رواد مقهيين للنارجيلة في المدينة.

وقالت السلطات الألمانية إنها عثرت على المنفذ المحتمل جثة هامدة في منزله في هاناو، فيما وجدت قوات التدخل الخاصة جثة أخرى في شقته وقالت الشرطة إنها تُحقق في هويتيهما. 


هوية الجاني
وعثر المحققون أيضاً على سيارة المشتبه به التي كانت تحتوي على ذخائر ومجلات. ووفق وسائل إعلام محلية، فإن المشتبه به الألماني يحمل رخصة صيد، فيما ذكرت صحيفة بيلد أن بين القتلى بينهم سيدة وأنهم من أصول كردية.

وبعد إطلاق النار شنت الشرطة حملة مطاردة واسعة، ونشرت تعزيزات أمنية كبرى في المدينة البالغ عدد سكّانها حوالى 90 ألف نسمة.


تكهنات
وربطت عدة تقارير صحافية هجوم هاناو الذي استهدف مقهى "ميدنايت" وبعدها بدقائق مقهى "أرينا" على بعد 20 كيلومتراً من فرانكفورت، بالمنظمة الإرهابية اليمنية، التي قبضت السلطات يوم الجمعة الماضي على عدد من أعضائها، خاصة بعد أن تبين أن منفذ الهجوم ألماني الجنسية.

وتكهنت تقارير أخرى بأن الهجوم المزدوج، ثأر من تركيا، بسبب التطورات الراهنة في سوريا، إلا أن تقارير أخرى قالت إن الهجوم، جريمة كراهية ارتكبها ألماني يميني متطرف.


ففي أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، حاول متطرف مدجج بالسلاح، دخول كنيس في هالي قبل أن يقتل اثنين من المارة.

وفي الشهر الماضي، داهمت الشرطة منازل أعضاء في منظمة تعرف باسم Neo Nazi Group Combat 18، وصادرت أسلحة ومعدات عسكرية، وأدوات أخرى نازية.

التطرف الإسلامي
شهدت ألمانيا في السنوات الأخيرة عدداً من الهجمات الإرهابية كان لتنظيم داعش النصيب الأكبر منها، أسفر أحدها عن مقتل 12 شخصاً في قلب برلين في ديسمبر(كانون الأول) 2016.

ولم تتوقف الشرطة عن المداهمات التي تستهدف المتطرفين الإسلاميين والسلفيين، واحتجزت 11 شخصاً في مارس (آذار) الماضي في حملة مداهمات طالت مدناً عدة في وسط البلاد، وبدأت التحقيق معهم للاشتباه في تخطيطهم لهجوم بسيارة وبنادق لقتل أكبر عدد ممكن من "الكفار"، على حد قولهم، حسب النيابة في فرانكفورت.


وتقدر السلطات الأمنية عدد السلفيين المتشددين في ألمانيا بنحو 6500 ويستغل هؤلاء المساجد لجذب الشبان، ونشر التطرف بين المسلمين مثل مسجد النور في برلين، الذي أغلقته السلطات الأمنية، حيث كان يعتبر معقلاً لسلفيين متشددين حسب هيئة حماية الدستور.

التطرف اليميني
ورغم خطورة التطرف الإسلامي في أوروبا وتحديداً في ألمانيا، إلا أن السلطات تعتبر منذ سنوات قليلة أنه ليس الخطر الذي يُهدد البلاد، ومواطنيها، بسبب تنامي التهديد الإرهابي من اليمين المتطرف، خاصةً بعد اغتيال عضو في حزب المستشارة أنجيلا ميركل كان مؤيداً للمهاجرين في يونيو(حزيران) الماضي.

ويشهد التطرف الأبيض الألماني، تنامياً سريعاً في ألمانيا، ويوم الجمعة الماضي، قبضت السلطات على 12 عضواً في جماعة يمينية متطرفة تأسست في سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك في إطار تحقيق واسع النطاق لمكافحة الإرهاب، بشبهة التخطيط لشن هجمات واسعة النطاق على مساجد في البلاد.


وقالت السلطات إن المنظمة "كانت تخطط لتنفيذ هجمات تستهدف سياسيين وطالبي لجوء ومسلمين، وخلق حالة حرب أهلية في ألمانيا".

وتأتي هذه الاعتقالات في الوقت الذي تواجه فيه ألمانيا زيادة في العنف واختراق متطرفين يمينيين ونازيين لأجهزتها الأمنية والعسكرية أيضاً، وأعلنت المخابرات العسكرية الألمانية، في الشهر الماضي، الاشتباه في انتماء 550 ضابطاً وجندياً في الجيش لتنظيمات اليمين المتطرف، بينهم عناصر من القوات الخاصة.

تهديد جديد
وبعد التركيز على مخاطر المتطرفين الإسلاميين والجماعات الأجنبية، يعيد المسؤولون الألمان ضبط استراتيجيتهم لمكافحة الإرهاب، بهم لمواجهة التهديدات الداخلية، وقالت وزيرة العدل كريستين لامبريشت في تصريح سابق: "يجب أن نكون يقظين بشكل خاص وأن نتصرف بحزم ضد هذا التهديد، إنه تهديد إرهابي يميني متطرف يميني ومقلق في بلادنا".


وأعلنت السلطات الألمانية في الصيف الماضي، أن عضواً في النازيين الجدد العنيفين أطلق الرصاص على سياسي محلي في هيس، وسط ألمانيا، بسبب دفاعه عن سياسة استقبال اللاجئين في ألمانيا. ويعتقد أن هذا هو أول اغتيال سياسي يميني منذ الحقبة النازية.

وفي الوقت نفسه تقريباً، تعرض عدد من ضباط الشرطة في فرانكفورت للتحقيق للاشتباه في مشاركتهم في مجموعات الدردشة المتطرفة، واعتقل ضابط من شرطة فرانكفورت بتهمة تهديد محام يمثل ضحايا المتطرفين اليمينيين المتطرفين.

تكاثر النازيين الجدد
ولا يستبعد الإعلام والمراقبون في ألمانيا، أن يكون الهجوم جريمة كراهية ضد الأجانب، بعد أن سجلت السلطات الألمانية 8605 جريمة متطرفة يمينية في النصف الأول من 2019، وفق أرقام وزارة الداخلية.

ومقارنةً مع النصف الأول من 2018، ارتفعت هذه الجرائم، بـ 900 جريمة يمينية متطرفة حسب ما ذكرت الوزارة رداً على تحقيق برلماني، رغم أن عدد جرائم العنف بشكل عام بقي على حاله تقريباً، ما يدل على أن أعداد النازين الجدد في تكاثر مستمر.


ووفقاً لتقديرات وزارة الداخلية، يبلغ عدد المنتمين لتنظيمات اليمين المتطرف في ألمانيا مجتمعة، 25 ألف شخص، وقررت السلطات الألمانية العام الماضي تشديد إجراءات حيازة تراخيص السلاح في البلاد لمنع وصول الأسلحة إلى أيدي هؤلاء النشطاء.