إيرانية أمام معلقات دعائية لمرشحين للانتخابات في طهران (أرشيف)
إيرانية أمام معلقات دعائية لمرشحين للانتخابات في طهران (أرشيف)
الجمعة 21 فبراير 2020 / 12:11

انتخابات بلا منافسة ولا حماسة في إيران اليوم

تشهد إيران اليوم انتخابات برلمانية، تعتقد ناتاشا توراق، مراسلة قناة "سي إن بي سي" الأمريكية، أن المحافظين سيحققون فوزاً كاسحاً فيها.

ستكون هذه الانتخابات البرلمانية الأقل تنافسية في إيران منذ عام 2004، عندما استبعد جميع الإصلاحيين ونواب تلك الفترة

ويتنافس 7148 مرشحاً وافق مجلس صيانة الدستور، السلطة الدينية والقضائية غير المنتخبة، على طلباتهم، على 290 مقعداً  في البرلمان الإيراني.

وحسب توراق، ينوي معظم الشباب الإيرانيين، خاصةً في العاصمة طهران، البقاء في بيوتهم ومقاطعة  مراكز الاقتراع، ما يخفض المشاركة إلى أدنى نسبة منذ أعوام.

وبالفعل قال مهدي، التاجر في العشرينات من العمر بطهران: "لن أنتخب، ولن يصوت أي من أصدقائي. لن يتغير شيء، انتخبنا أم لم ننتخب".

وأضاف مشيراً إلى الطبقة الحاكمة "قرروا كل شيء في البلاد، دون اعتبار للبرلمان. حتى وجود البرلمان يعتبر مهزلة. ونحن نعارض تلك النخبة الحاكمة بالامتناع عن المشاركة في الانتخابات".

استبعاد
ويشير نشطاء إيرانيون وخبراء في الشأن الإيراني لغياب المنافسة. فقد استبعد مجلس صيانة الدستور 7296 مرشحاً من أصل 15أصل طلبوا الترشح لعضوية البرلمان. ومن المعروف أن مجلس صيانة الدستور مكون من 12 خبيراً في الشريعة والدستور، ويعين معظمهم المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يتمتع بسلطة كبيرة في السياسات الإيرانية.

وفي هذا الإطار، قالت باربارا سلافين، مديرة مستقبل المبادرة الإيرانية لدى مجلس الأطلسي: "ستكون هذه الانتخابات البرلمانية الأقل تنافسية منذ 2004، عندما استبعد جميع الإصلاحيين ونواب تلك الفترة. وإذا كرر التاريخ نفسه، سينتخب أيضاً رئيس متشدد في 2021".

ويشرف مجلس صيانة الدستور على الانتخابات، ويقرر من الذي يترشح، وله سلطة نقض تشريعات البرلمان، ما يجعله أكثر تأثيراً من البرلمان المنتخب.

حظر الإصلاحيين
ومنع المجلس نواباً إصلاحيين يشغلون حالياً 80 مقعداً برلمانياً من الترشح ثانية. وتعليقاً على هذه الظاهرة، قال آراش عزيزي، المؤرخ والمحلل الإيراني في تقرير نشر منذ أسبوع: "باستثناء أول انتخابات برلمانية بعد الثورة في 1980، لم يُسمح بترشح إلا عدد صغير من السياسيين لبرلمان الجمهورية الإسلامية. ولكن هذه المرة مضى مجلس صيانة الدستور أبعد من ذلك بكثير، واستبعد فعلياً الفريق الإصلاحي في النظام، من المجال السياسي".

ونتيجة لذلك، دعا إيرانيون داخل البلاد وخارجها، ومنهم الناشطة المعتقلة نرجس محمدي، والوزير السابق مصطفى تاج زاده، إلى مقاطعة الانتخابات. وفي الوقت نفسه، يحض خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني الناخبين على التوجه إلى صناديق الاقتراع.

وقال المرشد، الثلاثاء إن "المشاركة في الانتخاب ختم مصادقة على سياسات النظام، وسيساهم في إرساء الأمن". وقال روحاني للناخبين: "أرجوكم لا تكونوا سلبيين".

تساؤلات
وقالت سنام وكيل، نائبة رئيس برنامج الشرق الأوسط لدى مؤسسة تشاتام هاوس البحثية: "يشكك عدد من الإيرانيين في جدوى الانتخابات، خاصة إذا لم تؤد النتيجة فعلياً لتغييرات سياسية تساعد إيرانيين عاديين. إنها مجرد عملية لإضفاء الشرعية على النظام، وأشبه بحملة علاقات عامة عوض أن يكون لها أثر سياسي". وأضافت "بالامتناع عن التصويت ربما يبرزون موقفاً وكأنهم انتخبوا بالفعل. إنها معارضة في حد ذاتها".