أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (أرشيف)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (أرشيف)
الإثنين 24 فبراير 2020 / 10:41

قطر تبدأ موسم مقايضات المواقف بالمساعدات

بدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس الأحد، جولة عربية استهلها بالأردن في مساع لفك عزلة بلاده عن محيطها الخليجي والعربي الناتجة عن سياساتها المهدّدة للاستقرار والتي انجرّت عنها مقاطعة كلّ من السعودية والإمارات ومصر والبحرين لها.

وفشلت الدوحة في إنهاء تلك المقاطعة بعدم استجابتها لمطالب تلك الدول وعلى رأسها فك ارتباطها بالتنظيمات المتشدّدة والإرهابية ومن المقرر أن تشمل الزيارة بعد الأردن كلّاً من تونس والجزائر، بحسب تقرير نشرته صحيفة "العرب" اللندنية، اليوم الإثنين.

تبريرات
وقالت مصادر دبلوماسية عربية إنّ "من أهداف الشيخ تميم أن يشرح للقيادة الأردنية الأسباب التي دعت بلاده إلى استقبال مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد أخيراً في الدوحة.

وأكّدت أنّه سيؤكّد لعمّان استعداد قطر لتقديم مساعدات إلى حركة حماس في قطاع غزة لتحافظ الأخيرة على الهدنة مع إسرائيل.

وذكر دبلوماسي عربي أن أمير قطر سيحاول إقناع الأردن، الذي لديه مصلحة في قيام دولة فلسطينية، بأنّ الدوحة لا تشجع من خلال مساعدة حماس على تكريس انفصال غزة عن الضفة الغربية.

زيارة الشيخ تميم للأردن هي الثالثة منذ توليه مقاليد الحكم في بلاده خلفاً لوالده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني منتصف العام 2013، الأمر الذي يظهر تركيزاً قطرياً استثنائيا على الأردن المحسوبة على محور الاعتدال العربي بقيادة السعودية.

وبحسب مراقبين فإنّ لذلك التركيز يهدف إلى إضعاف علاقة عمّان بالرياض وباقي عواصم الخليج واستدراجها نحو المحور التركي القطري الداعم لجماعة الإخوان المسلمين أملاً في التمكين لهم في عدد من البلدان العربية مثل ليبيا وتونس وغيرهما.

مقايضات
ويستغل التحرك القطري الكثيف صوب الأردن الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن، عبر إغداق "وعود" الاستثمار والمساعدات المالية عليها.

وتأتي زيارة الشيخ تميم للأردن بعد أكثر من عامين على خفض التمثيل الدبلوماسي للمملكة مع الدوحة، عقب قطع الدول الأربع لعلاقتها مع قطر في يونيو(حزيران) 2017، وقرار عمّان آنذاك سحب ترخيص مكاتب قناة الجزيرة القطرية بسبب دورها المحرّض ضد المملكة والمنحاز بشكل كبير لإخوان قطر.

ويعتمد اقتصاد المملكة إلى حد كبير على المساعدات الخارجية وخصوصا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج.

وقد تأثر بشدة جراء النزاعين في العراق وسوريا وبات الدين العام يتجاوز الـ40 مليار دولار. وتؤوي المملكة نحو 650 ألف لاجئ سوري فروا من الحرب في بلدهم منذ مارس 2011، يضاف إليهم بحسب الحكومة الأردنية، نحو 700 ألف سوري دخلوا الأردن قبل اندلاع النزاع.
وتقول عمّان إن "الكلفة التي تتحملها نتيجة الأزمة السورية تجاوزت العشرة مليارات دولار".

وللمفارقة فإنّ الكثر من الأردنيين لا يتردّدون في اتهام قطر بالمسؤولية المباشرة عما آلت إليه الأوضاع في سوريا، وذلك بتعاونها مع تركيا على دعم المتشدّدين ما أدى إلى حرف الثورة عن مسارها وتحويل الوضع هناك إلى حرب عبثية طويلة الأمد.