صحف (24)
صحف (24)
الإثنين 24 فبراير 2020 / 12:03

صحف عربية: خريطة "تركيا الأردوغانية" تضم ليبيا وسوريا

24 - معتز أحمد إبراهيم

تظهر جلياً رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في رسم خريطة جديدة لبلده، وهي الرغبة التي أعلن عنها أخيراً، حيث ضم بمقتضى هذه الخطة كلاً من سوريا وليبيا إلى حدود دولته.

ووفقاً لصحف عربية صادرة، اليوم الإثنين، تسببت التدخلات التركية في الشأن السوري إلى تعقيد الأزمة السياسية بالبلاد، مع رغبتها في تدمير أي أفق للحل السياسي للأزمة، رغم هزائم الفصائل المسلحة الموالية لتركيا المتواصلة أمام تقدم قوات الجيش السوري في إدلب.

الخارطة الأردوغانية
رصدت صحيفة "العرب" اللندنية رسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لخارطة جديدة لبلاده، وهي الخارطة التي ضم إليها كلاً من سوريا وليبيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف الرئيسي من وراء ذلك اعتبار أردوغان كلتا الدولتين أجزاء تاريخية من الدولة العثمانية.

ووصف الكاتب الإيطالي ماركو أنسالدو، المختص في الشؤون التركية أردوغان بالسلطان الجديد الذي لم يرث من الدولة العثمانية حتى رؤيتها أو جلَدَها، بل هو اليوم فوق بركان في الشرق الأوسط.

وقال أنسالدو: "الغطرسة والانتهاك الممنهج للقوانين الدولية لا علاقة لهما بالعدالة واحترام قواعد اللعبة الدبلوماسية. وقد بات سيد البوسفور، الذي يملأ الدنيا صياحاً في كل منتدى دولي، محط أنظار الجميع، لكنهم ينظرون إليه بشق الأنفس".

مسارات الحل
وقال الكاتب الصحفي جمال الكشكي في مقال له بصحيفة "البيان" الإماراتية إن "أفق الحل السياسي للأزمة الليبية يضيق يوماً بعد أخر"، مشيراً إلى تعقد هذه الأزمة بصورة واضحة.

وأضاف: "الشواهد الأخيرة، وتقاطعات أنقرة، وحساباتها في الداخل والخارج سيما التي تتعلق بالخلافات التركية بداية من روسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، تؤكد أن أردوغان يحاول الهروب من هذه المشكلات التي تحاصره بالسيطرة على أوراق الأزمة الليبية".

وأضاف الكاتب أن هذا يأتي سعياً إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية التي هو في أمس الحاجة إليها، وخاصة بعد انهيار الليرة التركية من ناحية، وتراجع الاستثمارات، وارتفاع معدل التضخم، والبطالة من ناحية أخرى.

وعن رؤيته للحل في ليبيا قال: إنها "يجب ان تعتمد على الالتزام بمخرجات كل المؤتمرات التفاوضية بدءاً من موسكو وبرلين وصولاً إلى قرار مجلس الأمن، وتفكيك الميليشيات والجماعات الإرهابية، وإخراجها من الغرب الليبي، والعمل على توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، ووقف مذكرتي التفاهم بين السراج وأردوغان بخصوص ترسيم الحدود البحرية، وتقديم المساعدات العسكرية التركية إلى الميليشيات، وتطبيق صارم للقرارات الدولية بشأن حظر إرسال أسلحة إلى المرتزقة والإرهابيين في الغرب الليبي، وتجديد شرعية المؤسسات الليبية وفي مقدمتها المجلس الرئاسي الليبي بحيث يكون مُعبراً عن كل مكونات المجتمع الليبي".

إدلب ضحية
وإزاء تطورات الوضع في سوريا قال الكاتب والمحلل السياسي سام منسى في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" تحت عنوان "إدلب ضحية انعدام السياسة" أنه يمكن القول ونحن على مشارف السنة العاشرة من الحرب السورية، أن النجاح الروسي قدم للرئيس السوري زخماً ليستمر في المشهد ويبقى في الصورة".

وأشار الكاتب إلى أن أهم ملامح السياسة التركية إزاء الأزمة السورية تتمثل في الفجوة الكبيرة بين الخطاب الحاد على المستويات كافة والأفعال على الأرض! حيث من الملاحظ أن حدة تهديدات تركيا لنظام الأسد ووتيرتها المتصاعدة لم تنقطع أو تهمد يوماً، لكنها عجزت على أرض الواقع من تحقيق أي من توعداتها.

وقال الكاتب إن "مأساة الشعب السوري أنه ضحية انعدام السياسة بكل معانيها من الأطراف كافة، لا سيما الأمريكي والروسي، أما خلافات من وصفهم بـ"حلفاء" الثورة وخلافات الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في إدلب السورية كانت أكثر قسوة وإيلاماً من عنف النظام وحلفائه.

مسؤولية تركيا
وحملت عضو اللجنة "الدستورية المصغرة" عن وفد المجتمع المدني ميس كريدي النظام التركي المسؤولية عن تعطيل اجتماعات "المصغرة"، بسبب التصعيد العسكري الذي يقوم به أردوغان في سوريا.

واعتبرت كريدي في تصريحات خاصة لصحيفة "الوطن" السورية أن فرنسا وأمريكا تتحملان أيضاً مسؤولية في ذلك، معربة عن اعتقادها أن "كل تلك الأطراف ماعدا الدولة السورية لها مصلحة بتعطيل عمل اللجنة".

وقالت كريدي للصحيفة أنه "لا جديد" على مسألة استئناف عقد اجتماعات "اللجنة المصغرة" المتوقفة منذ 29 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي.

واعتبرت كريدي، أن السبب في تعطيل اجتماعات "المصغرة" هو التصعيد العسكري من النظام التركي في إدلب، وانقلاب تركيا على اتفاق "سوتشي" الخاص بمنطقة خفض التصعيد بإدلب المبرم مع روسيا وتفاهمات أستانا.

وأضافت: "لقد تمت تلك التفاهمات بوقتها لتكون إشارات للضغط على الولايات المتحدة، وقام (أردوغان) بنقل مجموعات من مرتزقته من سوريا إلى ليبيا، ليعلن وجه المواجهة الحقيقية مع مصر والخليج بعد أن فشلت في سوريا وللأسف استوعب المحيط العربي هذا الدرس متأخراً، وكان سببها مبهماً حتى توضحت علاقة الرئيس المصري السابق الإخواني محمد مرسي في مصر مع تركيا.