الثلاثاء 25 فبراير 2020 / 14:21

ما تداعيات وضع إيران على اللائحة السوداء لـ"فاتف"؟

بعد أشهر من المواقف المتخبطة، انتهت في 21 فبراير (شباط) الحالي المهلة التي أعطتها مجموعة العمل المالي (فاتف) لإيران كي توقع على إجراءات مكافحة تبييض الأموال. وكانت فاتف قد مددت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي المهلة النهائية كي تتبنى إيران إجراءات مكافحة تمويل الإرهاب واتفاقات باليرمو.

لدى الحكومة الإيرانية سجل بارز في النشاطات الإرهابية التي لا تنحصر في الشرق الأوسط بل تمتد حول العالم

وأشار موقع "إيران نيوز أبدايت" إلى أن المسؤولين الإيرانيين اتخذوا القرار الحقيقي بمواصلة دعم الإرهاب. أضاف الموقع أن التحدي الإيراني أثبت كم هو مهم بالنسبة إلى الملالي التدخل في شؤون الدول المجاورة وتمويل وكلائهم الإرهابيين وتغذية النزاعات الإثنية والدينية في الشرق الأوسط. في الواقع إن سياساتهم حيوية جداً لحكمهم إلى درجة أنهم يفضلون تحمل المزيد من العزلة والضغوط الاقتصادية عوضاً عن التخلي عن سياساتهم العدوانية المكلفة في المنطقة.

أهمية التوقيت

خلال تلك الفترة، حاول داعمو إيران الدوليون الذين استفادوا كثيراً من عدم شفافية الاقتصاد الإيراني تمديد الموعد النهائي. لكن روسيا والصين وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أدركت أخيراً أن آيات الله اتخذوا قرارهم الاستراتيجي في تحدي معايير مجموعة العمل المالي. وبشكل مثير للاهتمام، تمت إعادة تصنيف إيران على اللائحة السوداء خلال رئاسة الصين لمجموعة العمل الأمر الذي يهر خيبة أمل حلفاء إيران حول أي تنازلات إضافية في هذا الإطار.

مخاطر عالية
ذكر الموقع أن مجموعة العمل هي هيئة حكومية دولية تقنية تأسست لحماية النظام المالي العالمي. تطلب هذه المنظمة غير الربحية من الدول تأسيس تعاملاتها المالية بناء على إجراءات مماثلة على أمل إنجاز نظام مصرفي شفاف. تحض مجموعة العمل المالي على مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال كأساسين لحماية النظام المالي العالمي من المخاطر. بعبارة أخرى، إن الاعتراض على معايير المجموعة مرادف لدعم الدولة للإرهاب. ومن جهة ثانية، إن فشل إيران المتعمد في احترام معايير مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، يعني أن التعامل مع أي بنك أو شركة تأمين أو أي مؤسسات مالية إيرانية أخرى، أكانت خاضعة أم غير خاضعة للعقوبات، لن يتم من دون مخاطر أو أكلاف عالية.

مزيد من الغرق
في هكذا ظروف، يفترض أن تغرق إيران أكثر في المزيد من الأزمات الاقتصادية. نقلت وكالة العمل الإيرانية للأنباء عن رئيس لجنة السياحة في غرفة التجارة الإيرانية سهراب شرفي قوله في 22 فبراير "بالنظر إلى العقوبات النفطية الإيرانية وتقلص عائدات النفط في البلاد، تحتاج الدولة إلى المواد الخام والتحويلات المالية لشؤون الاستيراد والتصدير. لو أمكن أن يكون لدينا تحويل محدود للأموال مع عدة بنوك أجنبية صغيرة، فالآن، ومع فك هذه البنوك تواصلها مع (إيران) بالتوازي مع وضع البلاد على اللائحة السوداء لفاتف... سيؤدي قرار فاتف إلى تقليص قيمة العملة الوطنية وارتفاع سعر الدولار، اليورو، الجنيه الاسترليني، وعملات أجنبيّة أخرى".

إرهاب إيران إقليمي.. وعالمي
لدى الحكومة الإيرانية سجل بارز في النشاطات الإرهابية التي لا تنحصر في الشرق الأوسط بل تمتد حول العالم. سنة 2018، أصدر مجلس الأمن تقريراً أضاء على دور إيران في تعزيز سلطة زعيم القاعدة أيمن الظواهري.

وفي 2012، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية مراراً أن إيران سمحت للقاعدة بتشغيل خط عبر أراضيها لنقل الأموال والمقاتلين إلى جنوب آسيا وسوريا. وخلال السنوات الأخيرة، كشف مسؤولون أمنيون أوروبيون وأمريكيون دور الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات الإيرانية في عدد من المخططات الإرهابية في الغرب.

واعتقلت القوى الأمنية الألمانية الديبلوماسي الإيراني البارز أسدالله أسدي في يونيو (حزيران) 2018 لتسليمه متفجرات إلى عملاء إرهابيين في بلجيكا من أجل تفجير تجمع إيراني معارض. في ديسمبر (كانون الأول)، طردت الحكومة الألبانية السفير الإيراني ونائبه بسبب دورهما في التخطيط لعملية إرهابية مشابهة ضد مجاهدي خلق.

تداعيات

حتى بالنسبة إلى حلفاء إيران مثل روسيا والصين والعراق وآخرين، لم يعد بإمكانهم غض الطرف عن مغامراتية آيات الله التي تشكل الخطر الأساسي على السلام والأمن في المنطقة. في هذا الإطار، أعلنت سفارة العراق في إيران خلال يناير (كانون الثاني) الماضي أن بغداد حظرت تصدير عدد من المنتجات الزراعية إلى إيران. وسبق للعراق أن حظر في ديسمبر استيراد عدد من المنتجات الزراعية الإيرانية تحت ذريعة الاكتفاء الذاتي.

يظهر التدهور الاقتصادي ومسار العلاقات العراقية-الإيرانية خصوصاً بعد تظاهرات العراقيين ضد تدخل الملالي في شؤونهم والآن تصنيف مجموعة العمل المالي إيران على اللائحة السوداء، أن طهران باتت تخسر نفوذها الخارجي بحسب خاتمة تقرير "إيران أبدايت نيوز".