الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الأربعاء 26 فبراير 2020 / 15:02

الديمقراطيون يتشاجرون وترامب يوسّع قاعدته الشعبية

رأى الكاتب السياسي في مجلة "أمريكان سبكتايتور" ديفيد كاترون أنه في مقابل احتمال تحول الانتخابات التمهيدية الديموقراطية إلى حرب أهلية داخلية، يوسع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاعدة الجمهورية عبر الوصول إلى مروحة واسعة من الأمريكيين الذي لا يصوتون إلا نادراً.

فيما يتشاجر الديمقراطيون بين بعضهم ويذمون الرئيس، يهيئ ترامب نفسه للفوز بالمجمع الانتخابي وبالتصويت الشعبي معاً في الانتخابات المقبلة

بحسب استطلاع رأي حديث لمؤسسة نايت، تشكل هذه الفئة أكثر من 40% من جمهور الناخبين. يرسل مدير حملة ترامب الحالية براد بارسكايل جيشاً صغيراً من المتطوعين إلى كل تجمع انتخابي للرئيس الأمريكي من أجل تحديد الحاضرين الذين قد ينتمون إلى هذا الخزان الكبير من الداعمين المحتملين وتحويلهم إلى ناخبين جمهوريين في انتخابات 2020.

الأرقام مشجعة للجمهوريين

تابع كاترون أنه بعد كل تجمع انتخابي لترامب، ينشر بارسكايل نسبة الحضور الذي لم يصوت سنة 2016. على سبيل المثال، بعد تجمع لاس فيغاس يوم الجمعة الماضي، أن 32% من المؤهلين للتصويت لم يقترعوا في الانتخابات الماضية. وقبل يوم واحد، غرد بارسكايل أن 19% من الذين حضروا إلى تجمع كولورادو سبرينغز لم يصوتوا في انتخابات 2016. ويوم الأربعاء الماضي، أشار إلى أن 26% ممن حضروا إلى تجمع فينيكس لم يشاركوا في الانتخابات الماضية.

وذكر تقرير لوكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية كيف امتنعت آشلي أرينتز من جاكسونفيل، كارولاينا الشمالية، عن الاقتراع سنة 2016 وكيف أنها لم تتسجّل حتى للتصويت. لكنها وقفت يوم الاثنين ضمن طابور طويل وفي حرارة بلغت 32 درجة مئوية لحضور تجمع دونالد ترامب في فايتفيل، حيث سجلت اسمها سريعاً للاقتراع.

الظرف الأسوأ للديمقراطيين

يجد كاترون بشكل شبه مؤكد أن لهذه المؤشرات تأثير ملحوظ في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. أطلق بارسكايل مبادرته في وقت يخسر الديمقراطيون أفضلية التسجيل لديهم والتي تمتعوا بها تاريخياً. وفقاً لاستطلاع رأي حديث لمؤسسة غالوب، يعرّف 30% من الأمريكيين أنفسهم على أنهم جمهوريون، في مقابل تعريف 27% لأنفسهم كديمقراطيين. ويعرّف 48% من المستقلين أنفسهم كأشخاص يميلون إلى الحزب الجمهوريّ في مقابل 44% لدى المستقلين الذين يميلون إلى الحزب الديمقراطي. بوجود سباق انتخابات تمهيدية متشظية بازدياد، لم يكن بالإمكان لبرنامج بارسكال أن يأتي في ظرف أسوأ بالنسبة إلى الديمقراطيين.

ماذا عن الولايات المرجحة؟
من المرجح بحسب الكاتب أن يكون كثير من هؤلاء الناخبين الذين يظهرون بشكل غير منتظم في تجمعات ترامب الانتخابية ممن ينطبق عليهم قول ريغان الشهير عن مغادرته الحزب: "لم أترك الحزب الديمقراطي، الحزب الديموقراطي تركني." إن ظهور هؤلاء في تجمعات ترامب وانتظارهم لساعات طويلة يقترح أنهم باتوا مهيئين لكي تتم استمالتهم نحو الحزب الجمهوري. وجد استطلاع مؤسسة نايت أنه إذا كان بالإمكان إقناعهم بالتصويت في 2020 فسيميلون للاقتراع لصالح ترامب في عدد من الولايات المرجحة مثل أريزونا وفلوريدا وبنسيلفانيا وفيرجينيا ونيو هامبشير.

أرض خصبة
تظهر هذه الفئة من الناخبين اهتماماً ضئيلاً جداً بعدد من المسائل التي يصب جميع الديموقراطيين تركيزاً هائلاً عليها في خطاباتهم الانتخابية ومقترحاتهم السياسية. أصبح ذلك بديهياً بشكل ساطع حين تم إعطاؤهم لائحة وسئلوا عن القضية الأهم التي تواجه الولايات المتحدة اليوم، فاختار 5% التغير المناخي وبالكاد 7% العنصرية والعلاقات بين مختلف الأعراق و 8% تقييد حمل السلاح. بعبارة أخرى، إنّ هذا الجزء الساكن من الناخبين هو أرض خصبة لحملة إعادة انتخاب ترامب إذا واصل بارسكايل وفريقه التواصل معهم بقوة.

رهان ساندرز
لا ينفي الكاتب وجود ناخبين ديمقراطيين في هذه الفئة. لكن يصعب بالنسبة إليه رؤية كيفية استفادة أقدم حزب سياسي من هذه الفرصة وسط معركة أهلية داخلية يعلن فيها "الديمقراطيون الاشتراكيون" الحرب على قيادة الحزب ويتحدى "المعتدلون" نتائج كل سباق انتخابي تمهيدي. يقول بيرني ساندرز إنه سيشكل جيشاً من الناخبين الشبان لهزيمة ترامب. لكن محاربي العدالة الاجتماعية الذين سيحشدهم ساندرز هم أقل اطلاعاً على الأخبار من الذين يمتنعون عادة عن التصويت وفقاً لاستطلاع مؤسسة نايت. لن يكون هؤلاء الأشخاص موجودين في الانتخابات العامة – وقد لا يعرفون حتى متى وكيف يقترعون – إلا إذا كانوا محط تركيز حملة انتخابية مدارة وممولة بشكل جيد ومحنكة من ناحية استخدام التكنولوجيا ولا تعيقها الحرب الحزبية الداخلية.

ترامب يستعد
في دورة 2020 الانتخابية، لا تقترب من هذا التوصيف إلا حملة ترامب الانتخابية واللجنة الجمهورية الوطنية. لديهما دعم جمهوري شبه شامل وهما تحصلان على تجنيد يومي من صفوف الأشخاص الذين تخلى عنهم الديموقراطيون سنة 2008. وختم كاترون بالإشارة إلى أنه فيما يتشاجر الديمقراطيون بين بعضهم ويذمون الرئيس، يهيئ ترامب نفسه للفوز بالمجمع الانتخابي وبالتصويت الشعبي معاً في الانتخابات المقبلة.