الخميس 27 فبراير 2020 / 23:19

فيلم نيجيري هجرة الأفارقة إلى أوروبا في مهرجان برلين

رغم احتمال تراجع تركيز وسائل الإعلام في أوروبا على أزمة اللاجئين، لا يزال هناك كثيرون في إفريقيا، على استعداد للمجازفة برحلات محفوفة بالمخاطر عادة، سعياً لحياة أفضل في الغرب.

ويظهر الفيلم النيجيري "ايموفي" "هذه رغبتي"، الذي تدور أحداثه في لاغوس، للمخرجين النيجيريين آري إسيري وتشوكو إسيري، الفقر المدقع الذي يدفع إلى التفكير في الهرب إلى أوروبا.

وقال تشوكو إيسيري، الذي كتب سيناريو الفيلم، الذي عرض لأول مرة في الدورة الحالية لمهرجان برلين السينمائي، وهي الدورة السبعين: "لاغوس، إنها تدفعك إلى الخارج"، وقال إن "المأساة هي سبب رغبة الناس في الرحيل.. إنهم يعيشون حياة محفوفة بالمخاطر".

ويشار إلى أن الهجرة موضوع تتناوله الكثير من الأفلام في مهرجان برلين السينمائي هذا العام، سواءً عبر الأيام الأولى للمستوطنين في الولايات المتحدة، كما هو موضح في فيلم "فيرست كاو" البقرة الأولى لكيلي ريتشارد، أو في قصة المخرج الأفغاني الألماني برهان قرباني عن حياة اللاجئين في ألمانيا الحديثة في "برلين ألكسندربلاتز".

ولكن "ايموفي" يُظهر أيضاً العقبات الضخمة والتكاليف الباهظة لمحاولة البعض في نيجيريا للقيام برحلة للهجرة بصورة قانونية، ما يؤدي بالكثيرين إلى المخاطرة، وانطلاقهم إلى أوروبا بقوارب ضعيفة، تبحر في مياه غادرة.

ويعود تاريخ السينما النيجيرية إلى أواخر القرن التاسع عشر، إلا أنها انطلقت بقوة في ستينيات القرن الماضي، بعد استقلال نيجيريا عن بريطانيا، ما ساعدها على الظهور قوة رائدة في سوق السينما الأفريقية وبين الأفريقيين في المهجر.

وبحلول منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة، كانت نيجيريا تنتج عدداً من الأفلام أكثر من الولايات المتحدة، وكانت ثاني أكبر دولة منتجة للأفلام بعد الهند، ما منح صناعة السينما هناك لقب "نوليوود".

ولكن أري وتشوكو يعتبران نفسيهما جزءًاً من جيل جديد من المخرجين النيجيريين المستقلين، الذين يأملون سد الفجوة في المشهد السينمائي في البلاد، والذي يميل إلى الاتجاه السائد.

وقال الأخوان التوأم، إنهما يرغبان في أن يُظهرا في "ايموفي"، ضغوط الحياة التي تشهدها مدن مثل لاغوس المكتظة، ليتمكن الناس من فهم دوافع الفرار.

وبالنسبة للأخوين، فإن التفكك المستمر للحياة في المدن الأفريقية الضخمة مثل لاغوس، يُرمز إليه بالمولد الكهربائي الذي يحاول بطل الفيلم، "موفي"، إصلاحه باستمرار، والتجاهل الذي يبديه رئيسه في العمل لمطالبه بتوفير قطع الغيار.

وقال آري: "لا مفر من الانقسام الاجتماعي الضخم" في لاغوس، وأوضح أن "الفجوة ليست كبيرة جغرافيا، ولكنها كبيرة من الناحية المالية"، مشيراً إلى التفاوت في الثروة داخل الأحياء، والذي يظهر أيضاً موضوعاً في أول فيلم للأخوان إسيري.

وأوضح الأخوان أن البطالة الهائلة في نيجيريا، وضعف البنية التحتية، يعنيان أن الناس يحاولون تحويل كل شيء إلى تجارة، أملاً في الهجرة، إلا أن تأشيرة الخروج لا تزال بعيدة المنال.

ومع ذلك، فإن الموسيقى التي اختارها آري وتشوكو لفيلم "ايموفي"، تقدم قدراً من الأمل في أن تكون هناك أوقات أفضل في المستقبل، وجاءت إحدى الأغاني بعنوان "هابي سيرفايفال" بالتوفيق في بقائك على قيد الحياة.

جدير بالذكر أن الأفلام الأفريقية حازت على نصيب الأسد في حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام، الذي شهد أعلى عدد من اشتراك الافلام من أفريقيا، وقدمت القارة السمراء نجوماً من أمثال الحسناء تشارليز ثيرون من جنوب أفريقيا، ولوبيتا نيونغو، الممثلة الكينية التي فازت بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة، عن دورها في فيلم" 12 عاما من العبودية" في 2013

وانطلق مهرجان برلين السينمائي في 20 فبراير (شباط) الجاري، ومن المقرر أن يستمر إلى 1 مارس (آذار) المقبل.