شاطئ في تركيا.(أرشيف)
شاطئ في تركيا.(أرشيف)
الجمعة 28 فبراير 2020 / 12:06

كورونا المتمدّد غرباً.. يهدّد السياحة في تركيا

أدى تفشي فيروس كورونا في إيران، جارة تركيا، لإثارة مخاوف على السياحة والاقتصاد التركي، والذي خرج لتوه من أزمة عملته التي تراجعت إلى حد كبير أمام العملات الرئيسية.

قالت رابطة الفنادق التركية إن الحجوزات بدأت تقل، وظهرت بوادر تباطؤ في فبراير مع مؤشرات لمزيد من الانخفاض في مارس

وكتب مارك بيتلي، محرر لدى موقع أحوال نيوز التركي، أن تركيا التي لم تعلن بعد عن أية إصابة بفيروس كورونا، بحاجة ماسة إلى عائدات سياحية للحصول على نقد أجنبي تحتاج إليه، ولتهدئة مخاوف مستثمرين حيال الاقتصاد عموماً. وانخفضت الليرة، الأسبوع الجاري، إلى أدنى مستوياتها منذ مايو(أيار) الماضي، ويعود ذلك جزئياً للأثر المحتمل للفيروس على قطاع السياحة واستقرار الاقتصاد.

توقعات سيئة
وحسب اتحاد أصحاب الفنادق التركية، تشير حجوزات مبكرة للفترة بين نوفمبر ويناير(تشرين الثاني وكانون الثاني)، لاحتمال أن تحقق تركيا 40 مليار دولار من القطاع السياحي في العام الحالي. وتشير أرقام رسمية إلى زيادة بمعدل 16% عن المعدل السنوي من خلال من زاروا تركيا في يناير(كانون الثاني) ووصل عددهم إلى 1,79 مليون شخص. ولكن تبدو التوقعات سيئة بسبب مخاوف من أن تصبح تركيا أحدث بؤرة للفيروس.

تباطؤ
ورغم وجود أنطاليا، مركز السياحة في جنوب تركيا، على بعد 1850 كيلومتراً عن طهران، قالت رابطة الفنادق التركية إن الحجوزات بدأت تقل، وظهرت بوادر تباطؤ في فبراير(شباط) مع مؤشرات لمزيد من الانخفاض في مارس(آذار).

وحسب كاتب المقال، اجتذبت تركيا قرابة 52 مليون سائح في العام الماضي، وحققت مكاسب بلغت 34,5 مليار دولار. وقد أدت تلك الزيادة في الإيرادات عن 2018 لمساعدة الاقتصاد للوقوف ثانية على قدميه بعد اندلاع أزمة العملة في صيف 2018. وتقول الحكومة إنها تتوقع نمواً اقتصادياً بنسبة 5% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، وهو يماثل الرقم الذي سجل في الربع الأخير من 2019.

ووفقاً للكاتب، قد يؤدي تراجع الإيرادات السياحية لزيادة الضغط السياسي على المصرف المركزي لمواصلة سلسلة من خفض أسعار الفائدة، والتي خفضت سعر الإقراض القياسي إلى 10,75٪ في فبراير (شباط)، فيما وصل إلى قرابة 24٪ في يوليو(تموز).

أثر سلبي
ويخشى مستثمرون من أن يؤدي مزيد من التخفيضات في معدلات الفائدة - وفق ما يدعو إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهدف تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 5%للعام الجاري – لزعزعة استقرار الليرة التركية، وارتفاع شديد للتضخم. ويتوقع أن يكون لأي انتشار واسع النطاق لفيروس كورونا أثر سلبي على الاقتصاد ويثير غضب أردوغان الذي يزداد تسلطاً، وهو الذي طرد حاكم المصرف المركزي في يوليو(تموز)، لإصراره على مزيد من التيسير النقدي.

ويلفت الكاتب لاستمرار تخوف الأتراك بشأن استقرار الليرة منذ هبوط قيمتها بنسبة 28% في 2018. وكان من أسباب ذلك أزمة سياسية مع الولايات المتحدة ومخاوف من نشاط اقتصادي مفرط. ثم هبطت قيمة الليرة بنسبة 11٪ إضافية في 2019. وفي العام الجاري تراجعت قيمة الليرة لأكثر من 3% مقابل الدولار.

إلى ذلك، أغلقت تركيا يوم الأحد حدودها مع إيران، وأوقفت معظم الرحلات القادمة كإجراء احترازي لمنع احتمال انتشار فيروس كورونا. ووصل إجمالي عدد الزوار الإيرانيين إلى تركيا 2,1 مليون سائح في العام الماضي. ويسافر عدد كبير من الإيرانيين في نهاية مارس (آذار) احتفالاً بالعام الجديد.

إقفال تام
وفيما لم يشكل السياح الإيرانيون أكثر من 4% من العدد الإجمالي الذين زاروا تركيا في العام الماضي، لم يضع بعد عدد كبير من السياح الألمان والروس- يشكلون غالبية السياح في تركيا- جداول عطلاتهم. وأثار إقفال تام لشمال إيطاليا مخاوف بشأن انتشار الفيروس من شرق أوروبا، مما رفع نسبة الحجوزات إلى مناطق مثل مايوركا وإسبانيا.

وإلى ذلك، برزت بالفعل مخاوف من توترات سياسية مع روسيا بسبب القتال عبر الحدود في محافظة إدلب السورية، مما سيجعل قلة من الروس يفكرون بزيارة تركيا في العام الجاري. وزار تركيا في 2019 سبعة ملايين روسي، وأربعة ملايين ألماني.

ويذكر أنه بعد إسقاط الأتراك لمقاتلة روسية فوق الحدود مع سوريا، في 2016، تراجع عدد الروس الذين زاروا تركيا في تلك السنة لأقل من مليون سائح.