الأربعاء 4 مارس 2020 / 20:12

الفنانة اللبنانية هيام الحسنية: التشكيليون العرب صاروا بعيدين عن حضارتهم

قالت الفنانة التشكيلية اللبنانية، هيام الحسنية، إن الحركة التشكيلية العربية تعاني من مشكلات عدة، في مقدمتها "انجرار معظم الفنانين وراء مفاهيم ونظريات الغرب في الفن التشكيلي المعاصر".

ورأت الحسنية أن هذا الأمر يقف عائقاً أمام تطوير أفكارهم وفنونهم العربية، "وحال دون تمكنهم من مواجهة التحديات، وجعلهم غير قادرين على التعبير عن الأوضاع والقضايا الكبرى التي تمر بها الأمة العربية".

وأضافت الحسنية، على هامش مشاركتها في سمبوزيوم جامعة الأقصر الذى يقام معرضه حالياً بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، في صعيد مصر، إن "انجرار الفنانين العرب وراءالنظريات والمفاهيم الفنية الغربية تسبب في بُعدهم عن حضارتهم وإرثهم الثقافي العريق وعن الأصالة".

كما أشارت إلى أن ذلك يأتي يأتي في ظل "غياب النقد الفني البناء، وانعدام الدور الرقابي للنقابات التشكيلية العربية، وعشوائية اختيار الأعمال التشكيلية المشاركة بالمعارض والملتقيات الفنية".

وطالبت الحسنية المؤسسات والنقابات التشكيلية، بالعمل على تنظيم الحركة التشكيلية في البلدان العربية لمنع "حالة التدني التي يعانى منها المشهد التشكيلي العربي".

ورأت أن مستقبل الحركة التشكيلية العربية، مرهون بوعي الفنان العربي، "وعدم الانجرار وراء القشور والعودة إلى الأصالة والتراث"، وشددت على أن تاريخ الفنون التشكيلية العربية، غني بسير فنانين كان لهم أثر كبير في الحركة الفنية في العالم العربي والعالم، وعلى كافة الفنون، وبخاصة"الحروفيات".

وحول قبولها أو رفضها لتصنيف الفن التشكيلي ما بين نسوى وذكوري، قالت الحسنية، إن "الفن كان محصورا بالذكور، وكانت النساء موجودة في أعمال الفنانين". وظهرت الحركة النسوية في نهاية القرن التاسع عشر، كحركة مدافعة عن حقوق النساء ضد تسلط الذكور، ومنع المرأة من ممارسة حقوقها الاجتماعية وغيرها، ولم يسمح للفنانات بالمشاركة في العروض الفنية التي كانت حكراً على الرجال.

وأضافت:"وفي القرن العشرين، ثابرت المرأة على مطالبها وطورت أنشطتها في جميع المجالات، ومنها الفنية، كالرسم والنحت والموزاييك، وبات هناك فنانات رائدات ووصلنا إلى العالمية".

وعن الموضوعات التي تتناولها في أعمالها الفنية، قالت الحسنية: "الإنسان ابن بيئته يعبر عما يراه منذ الولادة بقلمه أو ريشته، أنتمي لبلد يتفرد بطبيعة جميلة، كل فصوله جميلة وكل فصل له ألق خاص وجمال أخاذ يتنقل من الربيع إلى الشتاء والصيف والخريف، ومن الطبيعي أن تنقل ريشتها تلك المناظر الخلابة في لبنان بألون مبهجة"، مؤكدة أن جميع أعمالها مستوحاة من الطبيعة.

وأشارت الحسنية إلى الواقع الصعب الذي يعيشه المشهد التشكيلي العربي، قائلة "ليس بمقدور الفنان العربي أن يعيش من نتاج فنه وهو يعيش معاناة كبيرة جراء غياب دعم الحكومات للفن والفنانين"، وشاركت أن الفنانة التشكيلية اللبنانية في العديد من المعارض والملتقيات التشكيلية في لبنان وبلدان عربية وأجنبية، بينها الولايات المتحدة وكندا ومصر وسلطنة عمان والإمارات، ونالت العديد من الجوائز ومظاهر التكريم، كان آخرها تكريمها في سمبوزيوم جامعة الأقصر المصرية.