الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ.(أرشيف)
الجمعة 13 مارس 2020 / 15:08

أمريكا والصين حولتا فيروس كورونا إلى لعبة جيوسياسية

24- زياد الأشقر

رأى الكاتبان كولوم لينش وروبي غرامرأن أن واشنطن وبكين حولتا مسألة انتشار فيروس كورونا إلى لعبة جيوسياسية.

يبدو التناقض بين المقاربتين الأمريكية والصينية، مذهل، إذ تركز الصين في الوقت الحاضر على التعاون الدولي، وهو ما يختلف تماماً عن سياسة البيت الأبيض-الذي استخدم الأزمة بشكل أساسي لتوجيه اللوم إلى بكين

وكتبا في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه في محاولة لاستعادة سمعتها عالمياً، زعمت الصين بأنها احتوت إلى حد كبير انتشار الفيروس في المناطق التي تفشى فيها الوباء، وتعهدت تقديم 20 مليون دولار لمساعدة منظمة الصحة العالمية على تحسين أنظمة الصحة العامة في الدول الفقيرة، وفق ما كتب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة زهانغ جون في رسالة إلى الدول الأعضاء.

لاعب دولي
ولفتا إلى أن الرسالة-التي تم إرسالها في وقت يسجل الفيروس انتشاراً واسعاً في الولايات المتحدة وأوروبا- تثبت كيف تحاول الصين أن تظهر نفسها كلاعبٍ دولي في الكفاح ضد الفيروس الذي من المحتمل أن يكون متأصلاً في أراضيها والذي أعلنته منظمة الصحة العالمية الأربعاء وباء عالمياً.

وبدأ أن الرسالة التي حصلت المجلة على نسخة منها، جاءت في سياق تفنيد الانتقادات المتزايدة الصادرة من الولايات المتحدة ودول أخرى، حول كيفية تعاطي الصين أول الأمر مع تفشي الفيروس الذي انتشر بسرعة. وتباهى المندوب الصيني في رسالته بأن انتشار الفيروس أمكن من احتوائه بشكل أساسي في هوبي، وعاصمتها ووهان، وأبدى استعداد بلاده لتعزيز تعاونها مع بقية الأسرة الدولية لنكافح الوباء بشكل مشترك.

التنافس الديبلوماسي
ولفت الكاتبان إلى أن السباق بين العاملين في القطاع الصحي لوقف انتشار الفيروس يقع في خلفية التنافس الديبلوماسي بين الولايات المتحدة والصين، اللتين تسعيان إلى استخدام المأساة كي تربحان نفوذاً عالمياً. وفي الوقت الحاضر، يبدو التناقض بين المقاربتين الأمريكية والصينية، مذهلاً، إذ تركز الصين في الوقت الحاضر على التعاون الدولي، وهو ما يختلف تماماً عن سياسة البيت الأبيض-الذي استخدم الأزمة بشكل أساسي لتوجيه اللوم إلى بكين وسخر معظم طاقاته نحو إجراءات للحماية من الفيروس.

وإلى ذلك، كان البيت الأبيض أقفل قبل عامين مكتبه الخاص بالاستعدادات لمكافحة الأوبئة، واقترح مؤخراً إجراء تخفيضات حادة في المساهمة المالية لمنظمة الصحة العالمية.

تفويض لإنفاق

والشهر الماضي، طلب البيت الأبيض تفويضاً لإنفاق 2.5 مليار دولار- بما فيها 1.5 مليار دولار كنفقات جديدة- لمكافحة الفيروس، لكن من دون تقديم أي مساهمة من هذا المبلغ لمنظمة الصحة العالمية التي تتخذ من جنيف مقراً لها أو لبرامج عالمية أخرى تعمل على تنسيق الرد الدولي على الوباء.

وخلال مؤتمر صحافي هذا الأسبوع، لم يأتِ رئيس فريق مواجهة الفيروس نائب الرئيس مايك بنس، على ذكر الحاجة إلى التعاون الدولي بالشراكة مع دول أخرى ومع مؤسسات دولية.

ونقل الكاتبان عن أحد المساعدين الديمقراطيين في الكونغرس: "لا أرى أي استراتيجية أمريكية فعالة عالمياً لمكافحة كورونا..هذه الإدارة لا تقيم وزناً للمؤسسات المتعددة".

وبالنسبة إلى المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، فإن رد الفعل الصيني الأولي البطيء والسري على الفيروس يتناسب مع سردية يروجون لها منذ سنوات: لا يمكن الوثوق بالصين كزعيمة للعالم- من قيادة المؤسسات الدولية، أو شركة هواوي للاتصالات التي تبني شبكات من الجيل الخامس في أوروبا، وفي المساعدات التي تقدمها للدول النامية.

وفي انعكاس لشعاره "أمريكا أولاً"، قال ترامب في الأيام الأولى لتفشي المرض، إنه قد يكون من الأفضل للولايات المتحدة ألا يسافر الأمريكيون إلى الخارج. وأضاف "سيبقى الأمريكيون في بلادهم ولا يذهبون لإنفاق أموال في بلدان أخرى. وربما لهذا السبب فإن أعداد الوظائف جيدة جداً".