الإرهابي الليبي عبدالحكيم بلحاج
الإرهابي الليبي عبدالحكيم بلحاج
الأحد 22 مارس 2020 / 18:29

هذا هو رجل أردوغان ووكيله بالخلافة العثمانية في ليبيا

24 - إعداد: عبدالناصر نهار

حذّر مركز "غلوبال ووتش أناليز" الفرنسي للدراسات الجيوسياسية، من أنّ حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا تعمل على عودة الإرهابي الليبي المعروف عبدالحكيم بلحاج إلى طرابلس ليكون قائد تركيا المُستقبلي في ليبيا.

بلحاج يُعتبر أبرز الشخصيات التي تحظى بتمويل قطري ودعم إعلامي من قناة الجزيرة وارتكب عدّة جرائم إرهابية في حق الشعب الليبي

وأشار المركز إلى أنّه من بين قادة الميليشيات كافة الذين يتنافسون على السلطة في طرابلس منذ سقوط القذافي، يُعتبر عبد الحكيم بلحاج الأكثر إثارة للجدل، والشخصية الأكثر تفضيلاً لدى الحكومة التركية ليكون ممثلاً لها في ليبيا.

وأبرزت مجلة "شاشة الرصد- سكرين ووتش" التحليلية المُختصّة الصادرة عن المركز باللغتين الإنجليزية والفرنسية، الدور الذي لعبه بلحاج في تنفيذ قرار الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بالتدخل العسكري في ليبيا، وذلك عبر وضع الجهادي الليبي أربع طائرات تملكها شركته للطيران الجوي "الأجنحة" تحت تصرف الحكومة التركية، حيث عمل بلحاج بدءاً من ديسمبر (كانون الأول) 2019 على نقل ما يزيد عن 6000 إرهابي ومُرتزق من سوريا إلى طرابلس عبر جسر جوي مباشر بين إسطنبول ومطار معيتيقة الذي ظلّ تحت السيطرة المُباشرة لرجاله.

ورأى محللون سياسيون في المركز الفرنسي للدراسات الجيوسياسية، أنّ عبدالحكيم بلحاج، ومن خلال قيامه بنقل مُرتزقة أردوغان من سوريا إلى ليبيا، لم يعمل على تحقيق خططه في إحياء الجهادية من جديد وحسب، بل إنّ الرئيس السابق للجماعة الإسلامية الليبية المُقاتلة، يرغب في أن يكون في صميم مشروع أردوغان الكبير الرامي لإحياء الخلافة العُثمانية، وأن يُنصّبه الرئيس التركي كقائد ووكيل للخلافة في ليبيا.

يُذكر أنّ بلحاج نفسه كان المسؤول الأول كذلك في 2012 و2013 عن نقل الإرهابيين وشحنات الأسلحة من داخل ليبيا الى الأراضي السورية.

وأفردت مجلة "سكرين ووتش" مساحة واسعة للحديث عن تاريخ بلحاج الإخواني والإرهابي، مُشيرة إلى أنّه انضم إلى صفوف الإرهابيين العرب في أفغانستان وعمره 22 عاماً، حيث أسس جماعة المقاتلين الإسلاميين الليبيين، التي قررت في نهاية الحرب المناهضة للسوفيات، العودة إلى ليبيا بهدف الإطاحة بديكتاتورية القذافي. لكن وبعد محاولة فاشلة لاغتيال القذافي العام 1994، تمكّن بلحاج من الفرار إلى السودان حيث اجتمع مع أسامة بن لادن، وتحالف مع تنظيم القاعدة.

وبعد اختفائه المُلفت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة، تمكّنت وكالة المخابرات المركزية الأميركية من اعتقال بلحاج في ماليزيا العام 2004، حيث سلّمته واشنطن سرّاً إلى نظام القذافي الذي احتجزه في سجن أبو سليم، مُنضمّاً بذلك إلى عدّة مئات من رفاقه السابقين في الجماعة الإسلامية الليبية المُقاتلة.

وكشفت المجلة الفرنسية أنّه، وفي عام 2009، قامت جماعة الإخوان المسلمين عبر قطر بوساطة للإفراج عنه، حيث تدخّل من أجل ذلك أيضاً جماعة الإخوان المسلمين الليبية والشيخ يوسف القرضاوي الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين وخطيبها في قناة الجزيرة القطرية.
لكنّ بلحاج، الذي أنكر الفكر الجهادي وأكد نبذه للعنف بهدف الإفراج عنه، حمل السلاح بعد ذلك بعامين وانضم إلى التمرّد المناهض للقذافي على رأس "لواء شهداء 17 فبراير"، ليستولي في أغسطس (آب) على العاصمة الليبية طرابلس ويُعلن نفسه قائداً لـِ "مجلس طرابلس العسكري"، ويتخذ من مطار معيتيقة العسكري مقرّاً، ليسود في طرابلس كأمير حرب بلا منازع.

على إثر ذلك، سرعان ما أظهر بلحاج شهية غير متوقعة لخوض ميدان الأعمال والاستثمار، حتى أنّه بعد عام واحد فقط ظهر اسمه في خريف عام 2012 على قائمة أغنى الليبيين في حقبة ما بعد القذافي، إذ تُقدّر ثروته بأكثر من 2 مليار دولار جاءت عبر سرقته الأموال العامة من النقد والذهب. وبعد ذلك بعام، أسس شركة طيرانه الأجنحة مُحتكراً الرحلات الجوية في العاصمة الليبية.

وبعد تقرير برلماني بريطاني كشف تورطه في تهريب المهاجرين في 2018، أصدر النظام القضائي الليبي مذكرة ضدّه بتهمة "ارتكاب جرائم حرب والهجوم على مُنشآت ليبية".

وفي أعقاب ذلك، هرب بلحاج، الذي يُعتبر أيضاً أبرز الشخصيات التي تحظى بتمويل قطري ودعم إعلامي من قناة الجزيرة، وارتكب عدّة جرائم إرهابية في حق الشعب الليبي، هرب إلى إسطنبول ليحظى بدعم وحماية الرئيس التركي، وليُدير من هناك شبكة ميليشيات إرهابية تابعة لحكومة الوفاق ذات الصلة الوثيقة بأردوغان.

يُذكر أنّ "غلوبال ووتش أناليز"، شبكة نخبوية ومركز دراسات فرنسي مُتخصّص بالتحليل الجيوستراتيجي والقضايا الأمنية والدبلوماسية، ومكافحة الإرهاب والتطرّف والعنصرية بكلّ أشكالها، والدفاع عن القيم العلمانية والعيش المشترك، ويُشارك في إدارته وأبحاثه نخبة من السياسيين والخبراء الفرنسيين والغربيين.