السبت 28 مارس 2020 / 20:26

رغم الوباء وإغلاق الحدود.. الإمارات رمز العطاء في مواجهة كورونا عالمياً

أغلقت المطارات، وعُلقت الرحلات، وحُظرت التجمعات.. إجراءات اتخذها العديد من دول العالم لمواجهة تفشي "عدو البشرية"، جائحة كورونا، إلا أن ذلك لم يقف عائقاً أمام دولة الإمارات وطن الإنسانية في تقديم العون والمساعدات للشعوب المتضررة من الفيروس التاجي، فهو نهج متأصل في دولة أرسى دعائمها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولا شيء يمكن أن يعترض طريقها في مد يد الخير ونجدة المستغيث.

ومنذ ظهور فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في مدينة ووهان الصينية أواخر العام 2019، سارعت الإمارات إلى إعلان تضامنها مع شعوب العالم في مواجهة تداعيات انتشار المرض وتقديم مختلف أشكال الدعم والمساعدة، والتي تجسد آخرها بتأكيد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، دعم الشعب السوري في هذه المحنة للتغلب على الوباء، وذلك خلال اتصال هاتفي أمس الجمعة مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي ثمن بدوره موقف الإمارات الإنساني.

مساعدات للصين
وإلى الصين مركز ظهور المرض، قدمت الإمارات دفعات متعددة من الإمدادات الطبية لاحتواء فيروس كورونا ومكافحة انتشاره، وسط إشادات دولية بالجهود الكبيرة التي تبذلها الإمارات في مواجهة المرض والمساعدات التي تقدمها للدول المتضررة، إلى جانب تصريح السفير الصيني لدى الدولة الذي اعتبر أن "هذه المساعدات أرسلت إشارات إيجابية للمجتمع الدولي مفادها أن الصين والإمارات تتعاونان للتغلب على الصعوبات في السراء والضراء".

إيران
ومن منطلق إيمانها بضرورة أن تسمو الدول فوق المسائل السياسية في هذه الظروف الاستثنائية وتغلب الجانب الإنساني في ظل التحدي المشترك، قدمت منظمة الصحة العالمية بدعم من الإمارات إمدادات ومعدات طبية لإيران في إطار جهودها لإحتواء فيروس كورونا المستجد، ونقلت طائرة تابعة للقوات الجوية الإماراتية 7.5 طن من الإمدادات من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي إلى طهران في 2 مارس (آذار) الجاري.

وبادرت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي بتغليف وشحن إمدادات تشمل مئات الآلاف من القفازات والأقنعة الجراحية والمواد ذات الصلة التي من شأنها مساعدة نحو 15 ألف شخص وعامل في مجال الرعاية الصحية في إيران، وتتضمن الشحنة أدوات تشخيص مختبري تستخدم في فحص آلاف الأشخاص وتدعم جهود السيطرة على الفيروس.

وبعد أسبوعين فقط في 16 مارس (آذار) الجاري، أرسلت الإمارات مرة أخرى طائرتي مساعدات تحملان إمدادات طبية ومعدات إغاثة أقلعتا من أبوظبي إلى إيران لدعمها في مواجهة الفيروس، وحملت أكثر من 32 طناً من الإمدادات بما في ذلك صناديق من القفازات والأقنعة الجراحية ومعدات الوقاية.





رعايا كوريا الجنوبية
وبناءً على طلب من حكومة كوريا الجنوبية وفي إطار جهودها الإنسانية المستمرة في الحد من آثار الفيروس، تكفلت الإمارات في 19 مارس (آذار) الجاري بإجلاء 80 مواطناً من رعايا كوريا الجنوبية من إيران بمن فيهم 6 أفراد من عائلاتهم الذين يحملون الجنسية الإيرانية.





مدينة الإمارات الإنسانية
وطاولت المساعدات الإنسانية الإماراتية أولئك الذين تقطعت بهم السبل للعودة إلى بلادهم في ظل ما تشهده كثير من الدول من إجراءات مثل تعليق لرحلات الطيران للحد من انتشار فيروس كورونا، ففي الرابع من مارس (آذار) الجاري وبتوجيهات القيادة، تكفلت الإمارات بإجلاء 215 من رعايا عدد دول عربية وأجنبية من مقاطعة هوباي الصينية بؤرة تفشي الوباء إلى العاصمة أبوظبي.

وقامت طائرة مجهزة ومزودة بخدمات طبية متكاملة بعملية الإجلاء، وشارك في العملية فريق الاستجابة الإنساني الذي تضمن فريقاً من المتطوعين شمل الطيارين والمضيفين والفريق الطبي والإداري والذين كانت مشاركتهم لتعزيز وإبراز الدور الانساني والتطوعي.

ونُقل رعايا الدول إلى مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي التي جهزت بكافة التجهيزات والمستلزمات الضرورية لإجراء الفحوص الطبية اللازمة لهم، للتأكد من سلامتهم ووضعهم تحت الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 14 يوماً، فضلاً عن توفير منظومة رعاية صحية متكاملة طوال فترة الحجر بما يتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية، وبدورها نسقت وزارة الخارجية مع سفارات الدول المعنية لتنظيم عملية الإجلاء ضمن جهود الإمارات المستمرة لتعزيز التعاون مع الحكومة الصينية من أجل احتواء انتشار الفيروس.





رسائل تؤكد التضامن
وفي تصريحات أخرى تؤكد تعاون وتضامن الإمارات مع العالم أجمع في التعامل مع فيروس كورونا، واستعدادها لمد يد العون لكل محتاج، أوضح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال مشاركته في قمة قادة مجموعة العشرين التي عقدت الخميس الماضي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أن "الإمارات كانت منذ بداية ظهور الأزمة حريصة على تأكيد تضامنها، والدعوة إلى تعزيز دور المؤسسات الدولية المعنية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة في هذا الشأن".

كما أشار ولي عهد أبوظبي إلى أن "الإمارات بتوجيهات رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تنسق الجهود في مواجهة انتشار الفيروس مع دول العالم، وتمد يد العون لكل محتاج إلى مساعدة"، وقال: "في هذا الاجتماع نؤكد تعاوننا الكامل مع مجموعة العشرين بهذا الشأن".

وفي سياق متصل، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الفترة الماضية، هاتفياً مع عدد من قادة العالم سبل تضافر الجهود وتعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدولية وجميع الجهات لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، وأكد خلالها مجدداً استعداد الإمارات لتقديم الدعم والمساهمة في مكافحة الفيروس.

وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اتصالات لبحث تداعيات وباء كورونا، مع كل من: الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس الكوري مون جاي إن، وبيل غيتس، ومدير عام منظمة الصحة العالميةالدكتور تيدروس أدهانوم، وملك إسبانيا فيليب السادس، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ورئيس مونتينيغرو ميلو جيوكانوفيتش، ورئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، ورئيس أرمينيا أرمين سركيسيان، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، وآخرهم اليوم السبت مع رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو، إلى جانب لقائه بمدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي في أبوظبي.



إشادات عالمية
وتقديراً لتلك الجهود الحثيثة، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن شكره وتقديره للإمارات والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على الدعم المتواصل للجهود العالمية الرامية للتصدي لفيروس كورونا.

ونشر غيبريسوس تغريدة على حسابه في موقع تويتر قال فيها: "شكراً دولة الإمارات العربية المتحدة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان على الدعم المتواصل للجهود العالمية للتصدي لفيروس كورونا المستجد".

ومن جهته، وجه الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، في خطاب مباشر له الأسبوع الماضي، الشكر إلى الإمارات بعد تلقي بلاده مساعدات طبية منها، واصفاً الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بـ"الصديق العظيم".