مزراع في حقل أمريكي (أرشيف)
مزراع في حقل أمريكي (أرشيف)
الأربعاء 1 أبريل 2020 / 14:38

كورونا يهدد المزراعيين في أمريكا

يواجه العمال المزارعون في الولايات المتحدة الذين يعيشون في مهاجع ويعملون بالقرب من بعضهم البعض، بلا أقنعة واقية لتأمين الغذاء للبلاد، خطر الإصابة بفيروس كورونا لكنهم لا يملكون خياراً آخر سوى العمل للحصول على أجر.

ويعمل حوالي 2.4 مليون رجل وامرأة في حقول زراعية في الولايات المتحدة، أين يعيش ثلاثة أرباع السكان حالياً في عزل صحي، لكن عملهم أساسي على غرار الممرضات ورجال الشرطة والإطفاء وموظفي محلات بيع المواد الغذائية.

وتؤكد المنظمات غير الحكومية التي تهتم بمصيرهم أنه "عمل قاس وشروط معيشية قاسية"، ونصف العمال الزراعيين في البلاد أجانب، في وضع غير قانوني، قدموا في أغلب الأحيان من أمريكا اللاتينية، ويمضون ساعات في جمع الخضار، والفاكهة في البرد، أو تحت شمس حارقة وأملهم الوحيد هو الحصول على راتب.

ويعيش بعضهم في مجمعات يمكن أن تضم عدداً قد يصل إلى مئتي عامل في شروط صحية بائسة، بينما يقيم آخرون في شقق تكتظ بثلاث، أو أربع عائلات، ويتنقلون عادة في حافلات مزدحمة بالركاب، وكلها عوامل تساهم في انتشار سريع للفيروس.

ويجعل غياب الضمان الاجتماعي الحصول على عناية صحية أكثر صعوبة للذين لا يملكون تصاريح إقامة قانونية.

وتحذر النقابات والجمعيات من أوضاع هؤلاء العمال المعرضين لخطر الإصابة بكورونا، والذين يجهلون وسائل انتقال العدوى، وطرق الوقاية منه، ويفتقرون لمعدات للوقاية.

وأشار إيريك نيكولسون نائب رئيس "عمال المزارع المتحدين في أمريكا"، أكبر نقابة للعمال الزراعيين في الولايات المتحدة، إلى أنهم "يذهبون للعمل في أغلب الأحيان وهم مصابون بالحمى والسعال وأي من الأعراض الأخرى لكورونا".

وقال إن "واقعهم اليومي يتلخص في أنهم إذا لم يعملوا فلن يدفع لهم أجر، وإذا لم يحصلوا على أجر فهم لا يملكون أي وسيلة أخرى لإعالة عائلاتهم ودفع إيجار مساكنهم".

وماذا سيحدث إذا قضى الوباء على العمال الزراعيين؟، قال ديفيد ستيل مدير معهد ألبحاث الزراعية في جامعة بومونا: "إذا وضعوا في حافلة وكان أحدهم مصاباً، فسُيقضى على اليد العاملة".

وأضاف "إذا تغيب 10 أو 20 أو 30% من العمال، فسيؤدي ذلك إلى مشكلة هائلة في التموين بالمواد الغذائية"، ولا تجرؤ كاليفورنيا التي تعد مزرعة الولايات المتحدة وتشكل فيها الزراعة حوالي 5% من إجمالي الناتج الداخلي، أكبر بثلاث مرات من النسبة في فرنسا، حتى على التفكير في هذا الاحتمال.

وقال ستيف لايل المتحدث باسم وزارة الزراعة في كاليفورنيا، إن "العمال الزراعيين مكون حيوي للإمدادات الغذائية في الولاية"، وأضاف أن "أرباب العمل يدركون ذلك جيداً"، موضحاً أن "منتجي قطاعات الصناعات الغذائية عززوا إجراءات السلامة منذ بداية الأزمة الصحية، وفرضوا قواعد للتباعد الاجتماعي في الحقول، وعلى خطوط الإنتاج".

وكيف بعض أصحاب المزارع في كاليفورنيا، إجراءاتهم للحد من خطر العدوى، كما فعلت إيلين بروكاو في بساتينها في منطقة فنتورا، التي قالت لصحيفة محلية: "هدفنا هو ضمان سلامة موظفينا ليتمكنوا من مواصلة العمل، إلا إذا كانوا مرضى أو كان عليهم البقاء في بيوتهم لرعاية الأطفال أو مريض".

لكن أرباب العمل ليسوا على الدرجة نفسها من الحذر، وكما قال منتسبون لنقابة "عمال المزارع المتحدين في أمريكا" لم يتلق معظمهم لا معلومات ولا توجيهات عن الفيروس، وقال أحدهم لقناة يونيفيجن التلفزيونية، إنه يعتقد "أننا الأكثر ضعفاً وأننا منسيون".