تعبيرية.(أرشيف)
تعبيرية.(أرشيف)
الجمعة 3 أبريل 2020 / 17:41

نصائح لحجر صحي آمن

طهّري منزلك من كل ما من شأنه إيقاظ الوحش الكامن في داخل "سي السيد" تجنّبي لمس "الشعور المتضخم بالإيجو" لدى الرجل

مللنا النصائح المعتادة التي رافقتنا منذ بداية أزمة انتشار فيروس "كورونا":
"اغسلوا أيديكم"
"تجنبوا لمس وجوهكم"
"الزموا بيوتكم وازدادوا سمنةً وانتفاخاً"

فأتحفتنا –مشكورةً- وزارة المرأة والأسرة والمجتمع في ماليزيا بحملةٍ توعويةٍ على شبكة الانترنت تتكون من سلسلةٍ من البوسترات الفكاهية اللطيفة ذات الروح المرحة، والتي تحمل نصائح فريدةً من نوعها لتنتفع بها النساء خلال فترة الحجر الصحي المنزلي.

تركّز الوزارة في حملتها التوعوية للنساء المتزوجات على تجنّب النقّ والإلحاح المزعج لتفادي الصدامات، كما توجههن في بوسترٍ آخرٍ بالابتعاد عن الأسلوب الساخر عند طلب المساعدة من الزوج في القيام بالأعمال المنزلية، مما من شأنه خلق المشاحنات.

أما بوسترٌ ثالثٌ، فأوصى النساء بوضع مساحيق التجميل على وجوههن في البيت، والحرص على حسن هندامهن، وجمال إطلالاتهن، طوال فترة الحجر الصحي المنزلي، والتي يعلم الله وحده كم ستطول.

أؤمن شخصياً بأننا نستطيع قول المزيد من خلال النكتة، وعبر أصوات القهقهات العالية، مما نستطيع قوله بنبرةٍ جافةٍ، وبوجهٍ مستقيم المعالم.

إننا نمزح –من خلال الكاريكاتيرات الفكاهية، ومقاطع الفيديو الساخرة، بل وحتى في التغريدات المليئة بالإيموجيز- حول ازدياد الجدالات والمناوشات الزوجية خلال فترة الحجر المنزلي، ونتكهّن ضاحكين بارتفاع معدلات الانفصال والطلاق.

ولكن ما نجبن عن الإشارة إليه صراحةً هي كارثة العنف الأسري، والتي ارتفعت حالاتها بالفعل  في دول كالصين وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ونيوزيلاندا وأستراليا والبرازيل على سبيل المثال لا الحصر– وفقاً لتقريرٍ لصحيفة "غارديان" البريطانية-.

فظروف الحجر الصحي المنزلي باتت تجبر الضحية على الجلوس قبالة معنفها طوال ساعات اليوم، وعلى الأغلب في مساحةٍ جغرافيةٍ ليست بالواسعة، دون أن يشغله سير حياته الروتيني عن تتبع زلاتها وأخطائها، أو يبعدها قضاءها للوقت خارج أسوار المنزل عن افتعاله المشاكل معها.

لماذا الدعوات أصلاً إلى النساء بـ "التصرّف بحذرٍ لتجنب الخلافات"، وبالمشي على قشور البيض –كما يقول التعبير الإنجليزي- خلال الفترة الحالية للحجر المنزلي، لو لم تكن هفواتهن وزلاتهن، أو إخفاقاتهن في الاعتناء بمظهرهن، كفيلة بأن تتسبب لهن بالتعنيف الجسدي والنفسي واللفظي؟

لماذا قد نحذّر أي امرأةٍ من عواقب إغضاب أو استفزاز رجل بالغ عاقل راشد –حتى ولو بتعليقٍ ساخرٍ عن قلة مساهماته في الأعمال المنزلية-، لو لم نكن نعترف بأن الأوضاع الحالية، بما تحمله من عطالةٍ وتراجعٍ اقتصاديٍ وتباعدٍ اجتماعيٍ وهلعٍ صحي، ستحوّل النساء إلى مصبٍ لمعاناة الرجال من القهر والاستياء، بل وربما حتى الملل؟

يبدو بأننا رفعنا راية قلة الحيلة من معالجة العنف الأسري، حتى باتت تعليمات تفاديه لا تختلف كثيراً عن التعليمات لتفادي كورونا:
طهّري منزلك من كل ما من شأنه إيقاظ الوحش الكامن في داخل "سي السيد"
تجنّبي لمس "الشعور المتضخم بالإيجو" لدى الرجل
ارتدي كمامة الوقاية من تعليقاتك وانتقاداتك غير المرغوب فيها كامرأة
وأخيراً، احرصي على أن يكون تأمينكِ الصحي سارياً في حال إدخالك قسم الطوارئ
والله ولي التوفيق.