الثلاثاء 7 أبريل 2020 / 12:24

وسائل جديدة لتتبع الإصابات بكورونا عبر غوغل

يومياً، يستخدم الملايين حول العالم موقع غوغل لتسجيل معلومات حول أعراضهم الصحية، لذا يرى سيث سيتفينس دافيدوفيتز، مؤلف كتاب "الكل يكذب: بيانات كبيرة، بيانات جديدة وما يمكن لشبكة الإنترنت أن تكشفه"، أننا نستطيع الاستفادة من عمليات البحث على الشبكة العنكبوتية للمساعدة في الكشف عن تفشّ غير معروف لوباء كوفيد- 19، وخاصة في مناطق من العالم تفتقر إلى بنية اختبار قوية.

ما إن تكتب عبارة "لا أستطيع أن أشم" على موقع غوغل، حتى يتضح أن تلك العبارة تسجل في الإكوادور معدلاً يزيد عن عشرة أضعاف عنه في موقع غوغل بإسبانيا

وأورد دافيدوفيتز، في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز"، مثالاً بشأن معلومات محتملة تظهر بوضوح ضمن بيانات غوغل، مثل عمليات بحث عن أشخاص سجلوا عبارة "فقدت حاسة الشم". وهناك اليوم دليل قوي على أن فقدان حاسة الشم يمثل أحد عوارض كوفيد-19، مع بعض التقديرات تشير إلى أن ما بين 60 و30٪ من المصابين بالمرض يعانون ذلك.

والأسبوع الماضي في الولايات المتحدة، كانت عمليات بحث عن عبارة "لا أستطيع أن أشم" الأعلى في نيويورك ونيو جيرسي ولويزيانا وميتشيغان – أربع ولايات سجلت أعلى الإصابات بكوفيد- 19. وفي الواقع، تطابقت تلك البيانات تماماً مع عمليات بحث تعلقت بفقدان حاسة الشم خلال هذه الفترة، مع معدلات انتشار المرض على مستوى تلك الولايات.

تتبع أعراض
ووجد فاسيليوس لامبوس، خبير كمبيوتر في كلية لندن، وباحثون آخرون أن مجموعة من الأبحاث المرتبطة بأعراض الوباء – مثل فقدان حاسة الشم فضلاً عن الحمى وضيق التنفس- قادت لتتبع تفشي الفيروس حول العالم.

وبسبب ارتباط تلك العمليات البحثية بمعدلات انتشار المرض في بعض مناطق من العالم تتوفر فيها أجهزة اختبار جيدة، نستطيع الاستفادة من تلك العمليات لإيجاد مناطق فيها عدد كبير من الإصابات غير المسجلة، على الأرجح.

وكمثال على ذلك يشير الكاتب إلى الإكوادور، التي تفيد بيانات رسمية أنها على رغم تسجيلها أعلى معدلات الإصابة بكوفيد-19 في أمريكا اللاتينية، فإن الإصابات فيها تقل عن الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيران ومعظم دول أوروبا.

وفي الوقت نفسه، يجري سكان الإكوادور بحثاً يتعلق بفقدان حاسة الشم أكثر من أية دولة أخرى في العالم. وما إن تكتب عبارة "لا أستطيع أن أشم" على موقع غوغل، حتى يتضح أن تلك العبارة تسجل في الإكوادور معدلاً يزيد عن عشرة أضعاف عنه في موقع غوغل بإسبانيا، رغم أن التقارير الرسمية في الإكوادور حول الإصابات بكوفيد- 19 تقل بأكثر من عشرة أضعاف عنه في إسبانيا. كما يبحث سكان الإكوادور عن مسببات الحمى والقشعريرة والإسهال.

معلومات هامة
يعني ذلك حسب الكاتب، أن بيانات البحث تدل على احتمال أن تكون الإكوادور بؤرة لكوفيد-19 بمعدلات أعلى مما تعطيه البيانات الرسمية. وقد يساعد ذلك في تفسير فيديوهات تم تبادلها مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول جثث مكدسة في شارع داخل مدينة غواغويل، ميناء في الإكوادور.

ويرى الكاتب أنه بقدر أهمية تلك المعلومات المأخوذة من بيانات بحث حول انتشار كوفيد-19، يجدر الانتباه بشدة عند وضع نماذج تستند إلى هذه البيانات، مع التعلم من محاولات سابقة لاستخدامها من أجل قياس مدى الانتشار الجغرافي لأمراض مختلفة.

أساليب جديدة

ووفقاً للكاتب، ابتكر باحثون أساليب جديدة لتحسين نموذج انتشار المرض بالاستناد إلى غوغل، ولإحياء مشروع تتبع الإنفلونزا. ووجدوا ضرورة التركيز على أنماط البحث التي يحتمل أن تتعلق بتقارير حول أعراض المرض عوض أن تكون عمليات بحث مرتبطة بتقارير إخبارية.
وتستخدم تلك الوسائل حالياً من قبل باحثين يدرسون كيف يمكن تتبع كوفيد -19 من خلال عمليات بحث عن المرض. ومن أهم عناصر تلك العمليات، البحث عن سبب فقدان حاسة الشم.