عاطلون عن العمل يقدمون طلبات إعانة في أركنساس (أرشيف)
عاطلون عن العمل يقدمون طلبات إعانة في أركنساس (أرشيف)
الأربعاء 22 أبريل 2020 / 19:56

ظلال الوباء

تتصاعد في الولايات المتحدة الأمريكية طلبات إعانة البطالة بسبب فيروس كورونا. سجلت وزراة العمل 5.2 ملايين طلباً جديداً.

عشر سنوات من تراكم العمل، أزاحها فيروس كورونا في مدة لا تتجاوز 40 يوماً

تشير الأرقام إلى أن الاقتصاد الأول في العالم، خسر 22 مليون وظيفة منذ منتصف مارس (آذار) الماضي إلى الآن. فيما أرغمت تدابير مكافحة وباء كورونا، العديد من الشركات، والمحلات التجارية، والمطاعم على إغلاق أبوابها.

سينفق، في الغالب، كل فرد من الـ 22 مليون أمريكي، شيك الإعانة، بـ 1200 دولار، على الطعام. المساعدات الحكومية بطيئة في الوصول للعديد من الأمريكيين. توقفت مؤقتاً إدارة الأعمال الصغيرة عن قبول طلبات القروض بعد نفاد الحصة المالية لبرنامجها.

في ولاية ميشيغان وحدها، قدم مليون عامل، أي 21% من القوى العاملة في الولاية، طلبات إعانة بطالة.

وفي ولاية بنسيلفانيا ما يقرب من 20% من العمال العاطلين عن العمل. وفي ولاية أوهايو 15% فقدوا وظائفهم. أما في ولاية هاواي، التي تعتمد على السياحة، فبلغ عجز العمل فيها 22%.

فقدتْ الولايات المتحدة 22 مليون وظيفة، وهي حصيلة الوظائف التي اكتسبتها الدولة بين 2010 و 2020. عشر سنوات من تراكم العمل، أزاحها فيروس كورونا في مدة لا تتجاوز 40 يوماً.

تتعجل الإدراة الأمريكية التي يمثلها الرئيس الأمريكي الجمهوري، دونالد ترامب، إعادة فتح الاقتصاد، إلا أن مؤشر الإصابات، والوفيات، يرتفع كل يوم دون هوادة. الديمقراطيون يستنكرون عودة الاقتصاد، لمجرد مناكفة الرئيس الجمهوري، وليس لأنهم يتمتعون برحمة إنسانية، تفوق مثيلتها عند الجمهوريين.

الرئيس دونالد ترامب، بظهوره المكثف شبه اليومي، غيَّب المرشح الديمقراطي جو بايدن.

يصنع ترامب حملته الانتخابية ضد جو بايدن، وإن كانت الحملة لا تحمل بشكل مباشر، الكلمات المعتادة للحملات الانتخابية.

بمعنى آخر، إدارة أزمة فيروس كورونا يتوقف عليها، فوز دونالد ترامب بفترة رئاسية ثانية، أو أن ينتزعها منه جو بايدن الديمقراطي.

حتى في زمن الوباء، الحياة الأمريكية، وطبيعة المجتمع البراغماتي تُوظّف بشكل آلي، الإنسانيات لحساب السياسة.

أكد جون لينش، أستاذ الأمراض المعدية في جامعة واشنطن، وعضو مجلس جمعية الأمراض المعدية، أن نقص القدرة على اختبار الإصابة بالفيروس، ونقص الموظفين، لتعقب الذين يحتمل إصابتهم بالفيروس، يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية، قد لا تكون مستعدة، لإعادة فتح الاقتصاد، دون المخاطرة برد فعل سلبي.

كما أشار جون لينش الذي يعمل أيضاً مديراً طبياً مساعداً بمركز "هاربورفيو" في ولاية سياتل، أن قدرة المركز الطبي لا تتجاوز 5 آلاف إختبار إصابة يومياً، في حين نحن بحاجة لـ 10آلاف إختبار إصابة يومياً، أو 20 ألف إختبار إصابة يومياً. وتلك الاختبارات الوقائية يجب أن تكون متاحة للجميع، بصرف النظر عما إذا كان الأمريكي يملك تأميناً صحياً، أو لا يملك.

في ولايات مينيسوتا، وميشيغان، وفرجينيا، نظّم مئات من المتظاهرين وقفات احتجاجية ضد إغلاق الاقتصاد الأمريكي، رافضين البقاء في البيت.

سارع دونالد ترامب بتأييد، ودعم المتظاهرين، وطالب بتحرير الولايات الثلاث من أيدي الديمقراطيين الذين أخذوا على ترامب، أن قواعد التباعد الاجتماعي، لمكافحة فيروس كورونا، أقرها البيت الأبيض نفسه.

أيضاً تجمع ما يُقدر بحوالي 2500 أمريكي عند مبنى الكونغرس بولاية واشنطن، للاحتجاج على أمر الحاكم الديمقراطي جاي إنسلي، بالبقاء في البيت، للحد من انتشار فيروس كورونا.

ورغم مناشدة منظمي التجمع، وضع كمامات، لم يفعل الكثيرون ذلك. كما تجمع 400 متظاهر في ولاية نيوهامبشر، لرفض التباعد الاجتماعي.

توقع الخبراء انكماشاً للاقتصاد الأول في العالم، لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية. انخفاض قياسي في مبيعات التجزئة، وإنتاج المصانع، وبناء العقارات. إن حجم فقدان الوظائف لم تشهده أمريكا منذ الكساد العظيم في 1929.

خصصت الحكومة الأمريكية حزمة مالية تاريخية، بـ2.3 تريليون دولار، وقعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الشهر الماضي.

والحزمة المالية لم تكن كافية، ولهذا طالبت نانسي بيلوسي الديمقراطية، زعيمة الكونغرس، بحزمة مالية إضافية. ذكرت وكالة رويترز في تقرير، أن صندوق القروض المالية الصغيرة، استنفد حصته بالفعل.

المخصصات المالية للشركات الصغيرة، تُصرف في شكل قروض مُعفاة جزئياً، إذا ذهبتْ مباشرةً لرواتب الموظفين.

22 مليون طلب إعانة، قابل للزيادة في الأسابيع القليلة القادمة، بعد انهيار سوق العمل. تُعدل الحكومة الشروط المطلوبة من الأمريكيين، للحصول على إعانة البطالة، وهي شروط تتراوح بين التدقيق والمرونة، بحسب تدفق ملايين طلبات الإعانة.

تسريح الموظفين في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يقتصر على الصناعات الخدمية مثل الفنادق، والمطاعم، ومتاجر البيع بالتجزئة، والترفيه، وهي التي تحملت العبء الأكبر في اقتطاع الوظائف، بل امتد التسريح إلى مهن ذوي الياقات البيضاء، بمن فيهم المبرمجين، والقانونيين، وجزء كبير من العاملين في القطاع الصحي.

مدّ حاكم نيويورك أندرو كومو، فترة الإغلاق إلى 15 مايو (أيار) المقبل، لكنه اعترف بأن ولاية نيويورك، لا يمكنها البقاء في حالة إغلاق مدة أطول.

لا يعرف أحد في الولايات المتحدة الأمريكية، إذا جاء موعد فتح الاقتصاد، في منتصف الشهر المقبل، ولم تنحسر موجة تفشي الوباء.