الخميس 30 أبريل 2020 / 16:24

جاستن عماش ابن مهاجر مغمور يُسبب صداعاً لترامب وبايدن...فمن هو؟

عندما أعلن النائب الأمريكي جاستن عماش، الجمهوري الذي صار مستقلاً، لجنة لاستكشاف حظوظه الانتخابية، سبب صداعاً للحزبين الجمهوري والديمقراطي.

يبدي بعض المؤيدين لترامب مخاوف من أن يميل بعض الناخبين الذين لا يحبون الرئيس ولكنهم يكرهون الديمقراطيين، إلى دعم مرشح حزب ثالث وحرمان الرئيس أصواتاً يعتقدون أنها من حقه

ومثل عماش الدائرة الثالثة بميتشيغن في مجلس النواب منذ 2011، بعدما ترشح عن "حركة حزب الشاي" الجمهورية اليمينية. وأعيد انتخابه خمس مرات حتى انسحب من الحزب الجمهوري في يوليو(تموز) 2019، بعدما صوت لصالح محاكمة الرئيس دونالد ترامب وطالب بعزله من منصبه، ثم انضم للحزب الليبريتاري قبل أيام.

وقبل يومين، أعلن تشكيل لجنة لبحث ترشحه للانتخابات الرئاسية على بطاقة هذا الحزب.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن القوى المعارضة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اليسار واليمين، تبدي قلقاً من أن يساهم ترشح عماش في انتزاع أصوات قد تذهب عادة للمرشح الديمقراطي جو بايدن.

وكذلك، يبدي بعض المؤيدين لترامب مخاوف من أن يميل بعض الناخبين الذين لا يحبون الرئيس ولكنهم يكرهون الديمقراطيين، إلى دعم مرشح حزب ثالث، وحرمان الرئيس من أصوات يعتقدون أنها من حقه.

رفض للحزبين
وتأمل الكاتبة ليز مائير، وهي منظمة حملات انتخابية في مقالها، أن يتيح الحزب الليبريتاري لعدد متزايد من الأمريكيين من تسجيل سخطهم على الحزبين الرئيسيين في البلاد وأجنداتهما السياسية.

وتلفت الكاتبة إلى أن عماش الذي انتخب في 2010 إبان موجة "حزب الشاي" كان دائماً ليبريتارياً أكثر منه محافظاً أو جمهورياً. ولكن الحزب الجمهوري في 2010 كان أكثر ملاءمة لأمريكيين من ذوي التفكير الليبريتاري، خلافاً لنسخة ترامب.

ومع ذلك، تلفت إلى أن "الكثيرين منا لا يزالون غاضبين من الإنفاق الهائل الذي انطلق قبل أزمة كورونا بفترة طويلة، إلى جانب الروتين وزيادة الازدراء من السلطة التنفيذية لحكم القانون والمبادئ الدستورية الأساسية مثل فصل السلطات والضوابط والتوازنات".

وتذكر باستياء الكثيرين من سياسة ترامب في التجارة والهجرة، لافتة إلى أن المهتمين بالشؤون الخارجية يرون الرئيس ماضياً في سياسات التدخل الأمريكية.

تحدّ
من هذا المنطلق، رأت أنه كان متوقعاً ومنطقياً تماماً ألا يكتفي عماش بمغادرة الحزب، ونظراً إلى تصويته على مساءلة ترامب وغضبه الواضح والمستمر من الإدارة والتوجهات الأخيرة للحزب، من البديهي أن يسعى إلى تحد مع حزب ثالث، في طريقة للتعبير عن استيائه.

نتائج سابقة
ومن المؤكد أن الحزب الليبريتاري سيكون على بطاقات الاقتراع للولايات الخمسين كما في  2016. ويومها حصل مرشح الحزب المحافظ السابق لنيومكسيكو غاري جونسون على % من الأصوات في الاقتراع الرئاسي، و9.3% من الأصوات في ولايته الأم، و5.2% في  في كولورادو، و4 % في أريزونا، علماً أن الحزبين يسعيان إلى استقطاب أصوات هذه الولايات.

صداع
لذا تقول الكاتبة، إذا حصل عماش على ترشيح الحزب، فإنه سيشكل صداعاً لكلا الحزبين.
ومع ذلك يخشى الليبريتاريون المعارضون لترامب أن يؤثر هذا الصداع سلباً على بايدن أكثر من ترامب.

فمع أن بايدن لا يناسب مواقفهم في سلسة من السياسيات، يعتبرون أنه ذو ميول استبدادية أقل، وقد يمثل نوعاً مقبولاً من الحياة السياسية الطبيعية.

من هو؟
وعماش، وهو ابن عطا الله عماش المهاجر الفلسطيني من مدينة بيت لحم الذي وصل أمريكا في 1956، تزوج عطا الله من سيدة سورية تدعى ميمي في 1974 وعقد قرانهما في دمشق، وبعد سنوات وتحديداً في 1980 رزقا بجاستن.

نشأ جاستن في ولاية ميتشيغان، وتخرج في جامعتها الشهيرة بشهادة عليا في الحقوق وعمل بعض الوقت محامياً في شركة أسسها والده قبل أن يغير اتجاهه للعمل السياسي.

بدأ مساره المهني بالانضمام للحزب الجمهوري المنسجم  مع قناعاته الدينية والاجتماعية سواء في ما يتعلق بالإجهاض، أو بحق حمل السلاح، أو زواج المثليين.

ولم يعتمد عماش على أصوله الفلسطينية، في رحلته السياسية أو يبرزها، إلا أنه غالباً ما يتباهى بأصوله الفلسطينية والسورية.

وفي العام الماضي، صحح تغريدة لعضو الكونغرس إلهان عمر التي غردت بأن النائب رشيدة طليب تعد "أول أمريكية فلسطينية تصل لمنصب نائب بالكونغرس"، فرد قائلاً إنه يسبق رشيدة لأنه "هو أول أمريكي فلسطيني يصل إلى الكونغرس".
 
الصراع العربي الإسرائيلي
ولا تُعرف لعماش مواقف واضحة من الصراع العربي الإسرائيلي، إلا أن نشأته السياسية وتقربه من رون بول،عضو الكونغرس السابق المعروف بمواقفه الحادة من إسرائيل، تدفع البعض للاعتقاد بأنه يناصر الحقوق الفلسطينية، لكنه لا يعبر عن ذلك صراحة بسبب الحسابات الانتخابية.