الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف (أرشيف)
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف (أرشيف)
الإثنين 4 مايو 2020 / 20:45

حكم الإمام الطيب

طالما كان الأزهر الشريف قبلة فكرية، ليس لأهل مصر فحسب، بل لكل المسلمين. ولأن أهل القبلة يؤمهم عالم به يقتدون، وإليه يرجعون، فقد كان للأزهر إمام. ولأن الأزهر أزهر، فإمامه الإمام الأكبر.

الروح الإيمانية والتجلي الصوفي الذي عرف به الإمام الطيب يظهر في مقولته الناصحة: "حين تغسلون أيديكم خوفاً من الكورونا أكملوا الوضوء خوفاً من الله"

شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب شخصية عالمية بامتياز، فرض بعلمه، وشخصيته، وتفتحه الفكري والمعرفي، نفسه ضمن الأئمة الكبار الذين تعاقبوا على مشيخة الأزهر وعددهم اثنان وأربعون إماماً، مثل المراغي، ومصطفى عبدالرازق، ومحمود شلتوت، وعبدالحليم محمود.

استعراض فكر الإمام الطيب، ومساهماته في ترسيخ فكر التسامح، وقيادته لمجلس حكماء المسلمين ليس بغيتي من هذا المقال، ولكني أكتب لأقول إني مفتون بالبرنامج الرمضاني الذي يقدم فيه فضيلته القول الحكيم والرؤى العميقة باللفظ البليغ والمعنى الرائق في علاجه لموضوع العصر وحديث الساعة.

انظر إليه وهو يقول: "كيف لله أن يكشف الغمة عن الأمة والذين يتمنون عودة المقاهي أكثر من الذين يتمنون عودة المساجد".

تتجلى البلاغة الأزهرية في المحسنات اللفظية والمعنوية لفكرة مستلة من واقع حياة الناس، فكرة قدمت بطريقة لا تمارى ولا تجارى.

كما انتشرت مقولة أخرى له، ويبدو أنها وقعت موقعاً حسناً في حياة الناس، وعبرت تعبيراً صادقاً عن حالة اجتماعية تتكرر في كل المجتمعات، تنطلق من تندر بعض قليلي الحكمة من الظرفاء والبسطاء، ولا أقول السفهاء، على واقع فرضته الإجراءات الاحترازية بالأمر بالجلوس في البيت، فيقول لهم: "أتمنى ممن يخاف أن يسمن من الجلوس في البيت أن يطعم من يخاف أن يجوع من الجلوس في البيت".

كما أن الروح الإيمانية والتجلي الصوفي الذي عرف به الإمام الطيب يظهر في مقولته الناصحة: "حين تغسلون أيديكم خوفاً من كورونا أكملوا الوضوء خوفاً من الله".

لطالما تبارى الدرعميون، نسبة إلى دار العلوم، مع الأزهريين في حقول البلاغة اللغوية، ولطالما ادعوا تميزهم في العلوم اللغوية تاركين للأزهريين العلوم الشرعية، لكن الإمام الطيب الحكيم والبليغ انتصر لمشيخة الأزهر فكراً، وحكمة، ولغة، وبلاغة.