الخميس 14 مايو 2020 / 14:56

طارق رمضان يستخدم "استراتيجية الرعب" لترهيب المدعيات عليه

رغم أن طارق رمضان، حفيد مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا، سيمثل أمام المحكمة في باريس في 24 يونيو (حزيران) المقبل بتهمة كشفه في كتابه هوية "كريستيل"، التي اتهمته باغتصابها في ليون عام 2009، إلا أنه يشن حملة على وسائل التواصل الاجتماعي يقدم فيها نفسه ضحية عندما يجد نفسه محاصراً قانونياً.

بمجرد أن يعترض الاستراتيجية القانونية عائقاً، يحرك على الفور استراتيجية الرأي. أي بمجرد أن يشعر انه محاصر قانونياً، يخرج منصة دعم ويقدم نفسه شهيداً

وتقول صحيفة "لوموند" الفرنسية إن رمضان نشط أثناء فترة الحجر التي فرضها فيروس كورونا، على وسائل التواصل الاجتماعي، مشاركاً متابعيه تغريدات عن السلام، والحب والثقة، وواصل أيضاً مشاركة المقالات في الدعوى القضائية التي يواجه فيها أربعة اتهامات بالاغتصاب.

وفي تغريدات أكثر هجومية، ندد حفيد البنا بـ"نساء مضلَّلات" و"تلاعبن بالعدالة". ويستحضر "العار القضائي" أو يعيد نشر رسائل تخدم ادعاءاته.

فمع 700 ألف متابع على تويتر و89 ألف، على قناته بيوتيوب ومليونين على حسابه على فيس بوك، يعيد طارق رمضان نشر تقارير موقعي Reveilcitoyenmedia.com،
و Affaireramadan.com  اللذين يستحيل معرفة من يقف وراءهما، وتكتب فيهما مقالات بأسماء مستعارة.

وتتضمن هذه المقالات دفاعاً قوياً عن رمضان وتشير إلى عناصر الملف القضائي، دون عناء إخفاء هوية المدعيات الراغبات في ذلك.

إنكار رمضان
وينكر رمضان أي عملية منسقة على الشبكات الاجتماعية، قائلاً: "ليس لدي استراتيجية رقمية فأنا أهتم بالحقيقة، لم يكن هناك احترام لسرية التحقيق في قضيتي، ونشرت بعض وسائل الإعلام معلومات مبتورة، وجزئية وغالباً ما كانت خاطئة"، لافتاً إلى "أني أعيد على الشبكات الاجتماعية نقل الحقائق والمقالات التي لا تنشرها وسائل الإعلام للأسف".

إهانات وتهديدات
وتقول الصحيفة الفرنسية إن المدافعين عن المشتكيات ينددون بعنف بالهجمات الرقمية التي تتعرض لها موكلاتهم.

وقال جوناس حداد، وهو وكيل هندا العياري التي قدمت شكوى ضد رمضان في أكتوبر (تشرين الأول) 2017: "أعمل في المحاماة منذ خمسة أعوام، وهذه هي القضية الأولى التي أشهد فيها مثل هذا الهجوم. كل يوم هناك إشارات على تويتر حول هذا الموضوع. لا يمر يوم دون إهانات وتهديدات".

وقال إنه قدم "عشرات الشكاوى" بعد إهانات أو تهديدات بالقتل، أو التحريض على الاغتصاب ضد موكلته.

استراتيجية الرعب
ويشجب إريك موران الذي يدافع عن "كريستيل" "استراتيجية الرعب" التي تهدف إلى الضغط على المشتكيات، وتخويف آخريات محتملات.

ويقول حداد: "في ما يتعلق بالمضايقات، نشهد شيئاً خارجاً عن المألوف. رمضان يستخدم استراتيجيتين ضمن استراتيجية واحدة. بمجرد أن يعترض الاستراتيجية القانونية عائقاً، يحرك على الفور استراتيجية الرأي. أي بمجرد أن يشعر انه محاصر قانونياً، يخرج منصة دعم ويقدم نفسه شهيداً".

معلومات عن كريستيل
وكشفت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية محاولة أتباع رمضان الحصول على معلومات شخصية عن إحدى ضحاياه بطريقة "غير مشروعة".

وأكدت سعي "وسيط لرمضان" في مارس(آذار) 2018 الحصول على معلومات عن "كريستيل" إحدى ضحايا طارق رمضان عبر الإنترنت المظلم Dark Web مع عميل في المخابرات الفرنسية يدعى "حورس".

وقالت إن أتباع رمضان استغلوا المعلومات الشخصية التي حصلوا عليها ووجهوا للضحية تهديدات وابتزازات للتراجع عن الاتهامات.

وتتهم كريستيل رمضان بالاعتداء عليها في فندق بمدينة ليون في 2009 قبل مؤتمر كان سيعقده رمضان في ذات المدينة الفرنسية، كما يواجه رمضان تهما جنائية بالاغتصاب من نساء أخريات في فرنسا، والولايات المتحدة، وسويسرا.