الثلاثاء 26 مايو 2020 / 12:43

بوتين يواجه أصعب التحديات... ولكن منصبه آمن

كتب الصحافي جيمس رودجرز، في مجلة "فوربس"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه أصعب الأوقات نتيجة العديد من التحديات، ومنها تراجع شعبيته وتأجيل التصويت الحاسم على التغيير الدستوري، ورغم ذلك فإن السابق لأوانه توقع نهايته السياسية.

ربما يكون هناك استياء ولكن البلاد تواجه تحديات كافية مع انتشار وباء كورونا والمشاكل الاقتصادية المترتبة عليه، ولذلك لا يوجد طلب جماعي بتغيير في قمة السلطة

وكان من المفترض أن يشهد بوتين هذا الربيع سلسلة من الأحداث العامة تؤكد انتصاراته وقوته التي تفتخر بها روسيا، بيد أن انتشار جائحة كورونا، قلب الموازين رأسا على عقب.

تأجيل خطط بوتين الكبرى
ويُشير الصحافي إلى تأجيل التصويت الوطني، الذي كان مقرراً في 22 إبريل(نيسان) الماضي، حول التعديلات المقترحة للدستور الروسي، والتي تتيح لبوتين الترشح للرئاسة مرة أخرى والبقاء في السلطة حتى 2036.

وإلى ذلك، كانت هناك خطط كبرى للاحتفال بالذكرى الـ 75 لانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، واستبدل بشيء أكثر تواضعاً حتى مع تعهدات بوتين بإقامة العرض العسكري ما أن يسمح وباء كورونا بذلك.

وحسب الصحافي، تبدو نتائج استطلاعات الرأي حول التعديلات الدستورية مقلقة، إذ عارض 47% من الروس التغيرات المنتظرة، وأيدها 48%. وليست النتيجة مؤكدة في نهاية المطاف عند إجراء التصويت الذي تأجل إلى موعد غير محدد بعد.

ويرجح أن يسعى بوتين للسيطرة على الوضع، خاصةً أنه يتربع على قمة السياسة الروسية منذ عقدين من الزمن، وأنه غير معتاد على رؤية هذه الأرقام. ومن المتوقع أن يعلن بوتين قريباً موعد جديد للتصويت على التعديلات الدستورية.

تحديات اقتصادية
ويلفت الصحافي إلى التحديات الاقتصادية التي تلوح في الأفق، خاصة أن الاقتصاد الروسي لم يكن على ما يرام قبل انتشار جائحة كورونا، وكانت مستويات المعيشة تتراجع بالفعل منذ سنوات بسبب العقوبات الغربية بعد ضم شبه جزيرة القرم في 2014، وتراجع أسعار النفط.

وبسبب فيروس كورونا، من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الروسي 5% هذا العام، إلى جانب انخفاض دخل الأسر بـ3.8%، وذلك حسب أرقام نشرتها وزارة الاقتصاد الروسية أخيراً.

ويلفت المقال إلى أن شعبية بوتين باتت على المحك، وانخفضت نسبة تأييده بشكل ملحوظ ووصلت إلى 59% وفقاً لمسح أجراه مركز ليفادا، أدنى مستوى لبوتين منذ 20 عاماً، بعد أن كانت شعبيته تفوق 80%.

بوتين باق في السلطة

ورغم أن بوتين يواجه أصعب التحديات في الوقت الراهن، ما جعل خصومه يتوقعون سقوطه، إلا أن ثمة عوامل تصب في صالحه وتضمن بقاءه السياسي في السلطة في المستقبل المنظور، أولها أن ولايته الحالية تستمر إلى 2024، ما يعني أن لديه متسعاً من الوقت لتغيير الأمور.

أما العامل الثاني فيتمثل في غياب أي بديل واضح، إذ يرتكز النظام السياسي الذي أسسه بوتين عليه شخصياً، لذلك حتى مع تزايد الغضب العام، فإنه لا إشارة اليوم إلى إمكانية توجيه هذا الغضب لإحداث تغيير سياسي حقيقي.

ويخلص الصحافي قائلاً: "الحقيقة أن بوتين، الذي انتخب رئيساً أول مرة في مارس (آذار) 2000، لايزال يحظى بتأييد الغالبية العظمى من الروس. ربما يكون هناك استياء ولكن البلاد تواجه تحديات كافية مع انتشار وباء كورونا، والمشاكل الاقتصادية المترتبة عليه، ولذلك لا يوجد طلب جماعي لتغيير في قمة السلطة. ورغم أن الطريق أمام بوتين محفوف بالصعاب، كما هو حال العديد من قادة العالم، إلا أن مكانه على قمة السلطة الروسية لايزال آمنا حتى الآن".