أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (أرشيف)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (أرشيف)
الجمعة 5 يونيو 2020 / 22:58

بعد 3 أعوام من مقاطعة قطر.. إرهاب يتصاعد واقتصاد ينزف

تدخل اليوم المقاطعة العربية للنظام القطري، عامها الرابع، بسبب إصرار نظام الدوحة على دعم الإرهاب، وتعريض أمن ومصالح دول المنطقة إلى الخطر.

ويتزامن مرور العام الثالث، هذه الأيام مع مضاعفة فيروس كورونا، حجم المشاكل الداخلية والخارجية التي تواجه قطر، وتصاعد الأزمات التي تحاصر النظام داخلياً وخارجياً، في ظل  سخط شعبي متنامٍ بسبب انتهاكاته المستمرة لحقوق المواطنين والمقيمين.

هجوم حاد
وبالتزامن مع مرور ثلاثة أعوام، تعرضت تقارير عربية وخليجية، إلى دور قناة الجزيرة في خدمة أجندة النظام، الداعمة للإرهاب، ونشر الفتنة والاضطرابات في المنطقة.

وتحت عنوان "لماذا تستمر مقاطعة النظام القطري منذ 3 سنوات؟"، قالت صحيفة أخبار الخليج البحرينية: "لم يكن قرار المقاطعة وليد المرحلة الراهنة، وإنما جاء نتيجة حتمية لتاريخ طويل من المؤامرات والتدخلات القطرية التي استهدفت زعزعة أمن البحرين واستقرارها، ونشر الفوضى والتخريب ومحاولة قلب نظام الحكم الشرعي في البلاد".

وأضافت "3 أعوام مضت على المقاطعة العربية لقطر، ولا تزال الأسئلة مطروحة، متى يعود النظام القطري إلى جادة الصواب، ويتخلى عن سياسته المعادية لأمن الشعوب الخليجية والعربية الشقيقة؟ وهل آن الأوان في ظل ما يواجهه العالم من أزمة إنسانية جراء تفشي جائحة فيروس كورونا لأن يعيد النظر في نهجه العدواني، ويتوقف عن تدخلاته المسيئة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وغيرها من دول المنطقة؟!".

انتقاد وسخرية
وتزامناً مع الحدث، أثارت تغريدة لرئيس وزراء قطر الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، انتقاداً واضحاً وسخرية النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

وهاجم الشيخ حمد دول المقاطعة قائلاً "اتركوا قطر"، وأضاف "أؤكد لهم أنه صحيح كما تقولون، أن الحل في إحدى عواصمكم، لأن الأزمة بدأت هناك وليس في الدوحة"، في إشارة إلى عبارة "الحل في الرياض".

وقال أحد المغردين "خرج خطابة الخليج من جديد يخطب وينظر عن المقاطعة متناسياً أنها نتيجة أعماله الخبيثة ومكره السيء، ولكن الأجمل في هذا الخطاب معرفته أين الحل!".

وعلق آخر قائلاً "من حق جارك أن يقاطعك بعد صبر طويل على مؤامراتك، ألا تستحي بأن تتحدث عن المكر السيء والجميع استمع لتسجيلاتك مع القذافي وأنت اعترفت بها".


فيما أكد مغرد "بعد 3 سنوات من مقاطعة قطر، لا أحد يعلم متى تنتهي ربما 5 أعوام أو 10، القرار بيد الدوحة وقبولها تنفيذ المطالب". 

يوم قطر الأسود
ومن جهتها، أكدت صحيفة الوطن تحت عنوان "يوم قطر الأسود"، أن غدر الدوحة هو عقود ما زالت متواصلة من نشر الفوضى والإرهاب في أرجاء المعمورة وانخراطها الهائل في معاداة جيرانها في الخليج والعالم العربي.

وأشارت إلى أن البعد الزمني لهذه المقاطعة عبر عناوين عريضة منها المصالحة، تدخل نفقاً مظلماً بسبب تعنت الدوحة، فالأزمة تدخل عامها الرابع على وقع خسائر فادحة لقطر والدوحة تجهض المباحثات رغم حاجتها الشديدة لإنهاء المقاطعة، كما أن موقف قطر يتناقض بين "المظلومية" و"مزاعم الانتصار الوهمي".

وذكَرت الصحيفة بانتهاكات قطر لحقوق الإنسان على كافة الأصعدة، والتي تتنوع ما بين سحب الجنسية من القطريين، لاسيما المعارضين للنظام، وأبناء القبائل الذين يناهضون سياسة قطر الإرهابية، إضافة إلى طالبي اللجوء وعديمي الجنسية والنساء الذين ظلوا عرضة للإساءة رغم القوانين واللوائح الجديدة التي تهدف إلى حماية الحقوق بشكل أفضل.

وامتد الأمر أيضاً إلى العمالة الوافدة، التي تصر قطر على انتهاك القوانين واللوائح المنظمة لتلك العمالة، وما كشفته أزمة كورونا، من انتهاكات لحقوق هذه العمالة وطريقة التعامل معها، مستعرضة التقارير الدولية التي سلطت أضواء على هذه الانتهاكات السافرة.

الخروج عن الصف العربي
وبعد مرور 3 أعوام على مقاطعة الدول الأربعة لقطر، فتحت إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية الملف، مؤكدة أن الدوحة "خرجت عن الصف العربي باللجوء إلى تركيا".

وتحت عنوان "الوضع الراهن.. بعد 3 أعوام من مقاطعة قطر"، أشارت الإذاعة الفرنسية في تقرير، إلى أنّ الدوحة حاولت استرضاء دول مجلس التعاون الخليجي بتنظيم مباريات كأس الخليج في قطر ولكنها فشلت.

ونقلت الإذاعة الفرنسية عن مراقبين يتوقعون رضوخ قطر لمطالب دول المقاطعة قبل نهاية العام، لاسيما بعد أزمة فيروس كورونا المستجد التي أثرت على الإمارة صحياً واقتصادياً.

وأضافت الإذاعة "بعد ثلاثة أعوام، لا تزال قطر معزولة في مجلس التعاون الخليجي، بسبب تعنتها ورفض المطالب، ولجوئها إلى تركيا، عراب دعم تنظيم الإخوان المصنف في الكثير من الدول كتنظيم إرهابي، رغم أنّ أهم مطالب دول المقاطعة التخلي عن دعم التنظيمات المتطرفة".

ونقلت الإذاعة عن الباحث في شؤون منطقة الخليج، نبيل نويرة، أن "قطر بدل العودة إلى الصف العربي لجأت إلى حلفاء آخرين في المنطقة مثل تركيا"، مشيراً إلى أن هذا الموقف جعل الإمارة أقل ميلاً للتفاوض لإنهاء الأزمة، ومتعنتة في الامتثال للطلبات الـ 13 التي قدمتها دول رباعي مكافحة الإرهاب والتي تشمل أيضاً إغلاق قناة الجزيرة القطرية.

تأثيرات على الاقتصاد
ونتيجة للمقاطعة العربية وتبعاتها المالية والنقدية، ارتفع الدين الخارجي المستحق على الدوحة إلى مستوى قياسي غير مسبوق في نهاية 2019، بنمو متسارع مقارنة مع 2018 و2017، مع توجهها إلى الاقتراض بأدواته المختلفة، ليصل إجمالي الدين العام الخارجي  القطري في نهاية العام الماضي 196.04 مليار ريال (53.88 مليار دولار أمريكي).

وكثفت البنوك القطرية في السنوات الثلاث الماضية، وتيرة الاقتراض الخارجي باللجوء إلى أسواق الدين المختلفة، لتوفير السيولة بالنقد الأجنبي، في وقت شهدت فيه المصارف تذبذباً في وفرة السيولة بعد نزوح الأموال.

كما توالت الضربات على مفاصل الاقتصاد القطري خاصةً الطيران، والعقارات، فلم يعد القطاع العقاري في قطر مصدراً للاستثمار وتحقيق العوائد، بعد انهيار حاد في الطلب على المنشآت في وقت يشكل فيه المعروض فائضاً كبيراً عن الحاجة الفعلية للسكان والمستثمرين، وفق تقارير.

وجاء في تقرير حديث لجهاز قطر للاستثمار، أن التراجع في طلب رخص البناء الجديدة مثلاً تراجع  24% في أبريل(نيسان) الماضي، مقارنةً مع مارس(أذار) الماضي.

وفي قطاع الطيران، سرّحت الخطوط القطرية المئات من موظفيها، وتعتزم تقليص أسطول طائراتها بالربع، وفق ما كشفت وكالة "رويترز" للأنباء، مشيرة إلى مستقبل غامض لعمليات الشركة ما بعد الجائحة.

وأوضحت الوكالة أنّ الخطوط القطرية أوقفت جزءاً من أسطول طائراتها وأعادت طائرات أخرى إلى المؤجرين وخفضت رحلاتها، وطلبت من شركات تصنيع الطائرات تأجيل تسليم طائرات طلبتها منها سابقاً، وفق ما ذكر رئيس الشركة أكبر الباكر في تصريح صحفي.

وعلى صعيد العمال، نقلت وسائل إعلام عربية عن مصادر في قطر، أن القطاع الخاص القطري يواجه صعوبات تدفعه للتخلي عن العمالة الوافدة، خاصة العربية منها، والاستعاضة عنها بعمالة من شرق آسيا، لانخفاض رواتبها.

ويتوقع مراقبون أن تكون الأيام المقبلة أكبر شاهد على التراجع الاقتصادي في قطر، في ظل استمرار المقاطعة من جهة، وتمسك الدوحة بخياراتها التي أثبتت إفلاسها.