الخميس 18 يونيو 2020 / 01:26

فنانون في السنغال ينجزون جدارية لدعم السود في دكار

وضع عشرات الفنانين لمستهم الأخيرة على لوحة جدارية ضخمة في قلب دكار، دعماً لحقوق السود رافضين صورة الضحية الذي تجسدها حركة "بلاك لايفز ماتر".

وأصبح بإمكان سكان دكار الآن رؤية وجوها ضخمة لناشطين أو شخصيات بارزة من السود على جدار اسمنتي يبلغ طوله 80 مترا.

وعلى هذا الحائط، رسم وجه مالكوم إكس مع نظرة صارمة، والرياضيين الأمريكيين تومي سميث، وجون كارلوس يرفعان قبضتيهما، والمؤرخ السنغالي الشيخ أنتا ديوب، والناشطة الأمريكية لإلغاء العبودية هارييت توبمان.

ونفّذ فنانون من "راديكل بوم شوت"، رسماً لأحد المباني المحترقة خلال التظاهرات التي هزت مينيابوليس والولايات المتحدة، بعد وفاة الأمريكي الأسود الذي قتل أثناء توقيفه على يد شرطي أبيض.

لكن هذه اللوحة الجدارية هي جزء من ديناميكية أخرى أكثر هجومية، كما أوضح أحد الفنانين من "راديكل بوم شوت" سيرينيه منصور فال المعروف بمادزو، والذي يملك 16 عملاً على جدران في دكار ومدن سنغالية أخرى.

وهذه المجموعة الفنية وهي واحدة من المجموعات الرئيسية التي ساهمت في تحويل دكار إلى متحف لفنون الشارع في الهواء الطلق، كانت تفكر قبل فترة في تغطية الجدارية القديمة التي ترمز إلى العيش معا والتي كان لونها يبهت بفعل عامل الوقت.

وأوضح مادزو أن وفاة جورج فلويد سرّعت الأحداث، وفي السنغال، لم يؤد مقتله إلى أي تحركات كبيرة.

وتابع "لا داعي لقول فلتكن لحياتنا قيمة، بمعنى اسم حركة بلاك لايفز ماتر" مشيراً إلى أن ما تريده المجموعة هو "توعية الناس بالنضالات المشتركة والتأكد من أنه عندما يكون هناك أسود  في شوارع نيويورك، يدرك أن وراءه شعباً بكامله".

يرتدي مادزو قميصاً بشعار "بلاك بانثر" الذي يرمز إلى حركة التحرير الأميركية الإفريقية الثورية في 1966، وهي رسمة تبرز جيداً بين الوجوه والشخصيات الممثلة على هذا الجدار الإسمنتي، ويريد أن يرى في هذه الجدارية "العمل التأسيسي" لحركة "بلاك بانثر" في غرب إفريقيا.

وهذا العمل هو عبارة عن "بلاك باور" قوة السود بدل "بلاك لايفز ماتر" كما قال أغونكا، وهو واحد من الفنانين الذين تقاسموا مهمة إنجاز الجدارية على الجدار الإسمنتي في ظل الحرارة المرتفعة، ودخان عوادم السيارات.

وأكونغا، واسمه الحقيقي شريف طاهر إسماعيل ديوب، تولى مسؤولية تنفيذ صورة كيمي سيبا الناشط المثير للجدل والكاتب الإفريقي الفرنسي البينيني، ومثل مادزو، تأثر أكونغا بوفاة جورج فلويد، لكنه يقول "حياته لا تساوي أكثر من جميع الذين ماتوا قبله".