سيدة لبنانية بجورا ثلاجتها الفارغة إلا من الماء (أ ف ب)
سيدة لبنانية بجورا ثلاجتها الفارغة إلا من الماء (أ ف ب)
الأربعاء 1 يوليو 2020 / 21:42

لبنان على حافة الشلل... واللبنانيون ينتظرون الانفجار الكبير

يُسابق اللبنانيون ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، للتزود بالمواد الغذائية والاستهلاكية الضرورية، تفادياً لمزيد من الغلاء بسبب العملة الخضراء التي واصلت الفتك بهم على مدار الساعة صعوداً، وسط تلويح مُخيف من مختلف القطاعات بالتوقف عن العمل، أو رفع الأسعار مُجدداً.

وتؤكد مصادر لبنانية، أن المشهد في صيدا بدا غير مألوف أمام تهافت المواطنين على المحال التجارية والسوبرماركت لشراء المواد الغذائية والاستهلاكية، وتحديداً، الطحين، والسكر، واز والزيت، والبطاطا، والملح، والمعلّبات، حيث أبلغ عدد من أصحابها أنهم اتخذوا قراراً بالتوقّف عن ملئها مُجدداً، في ظل سعر صرف الدولار، وصولاً الى الإقفال حتى إشعار آخر، وهدوء عاصفة الدولار، وفقاً لما ذكر موقع "نداء الوطن" اليوم الأربعاء.

وقالت المصادر، إن هذا المشهد في صيدا تزامن مع موجة إقفال جديدة، طالت للمرة الأولى معامل ومحلّات لم تتوقف عن العمل حتى في أيام الحرب والأحداث الأمنية، ومنها معمل الصابون العربي في سينيق، الذي كان يُشكّل رمزاً لصناعة المدينة، ناهيك عن محلات مُتفرقة لبيع اللحوم، والمواد الغذائية، والألبسة، والأحذية، توزعت بين المدينة ومُحيطها وقرى المنطقة، في وقت باتت اللحوم تقتصر على الطبقات الميسورة، بعدما فاق سعر الكيلو الواحد الـ50 األف ليرة لبنانية، والدجاج على الطبقات المستورة، بعدما لامس سعر الكيلو الواحد 10 آلاف ليرة لبنانية، مع ارتفاع ملحوظ في طعام الفقراء من فول، وحمص، ومناقيش، وفلافل، وبقيت الخضار وحدها بسعر مقبول، وسط مخاوف من ارتفاع في سعر البطاطا، وحلّقت أسعار الفواكه على اختلافها عالياً، دون رادع.

إقبال وغلاء
وقال اللبناني ابراهيم بسيوني: "هرعت إلى السوبرماركت لشراء بعض الاحتياجات الضرورية وفوجئت بأن أصنافاً كثيرة غير موجودة، الرفوف فارغة، أو شبه خالية، مع ارتفاع لافت في الأسعار ارتباطاً بسعر صرف الدولار، لقد تحولت الـ100 ألف ليرة حالياً الى ما يشبه 10 آلاف سابقاً، لم يعد بمقدور الفقراء العيش بكفاف، وأتوقّع انفجاراً اجتماعياً قريباً". وتساءل: "أين الحكومة في التصدي لهذه الجائحة التي تفوق خطراً فيروس "كورونا"؟ لا نريد أقوالاً بل أفعالاً".

بينما قالت اللبنانية إسراء جرادي، وهي تهم بمغادرة محل لبيع الفول، إن "الفقر المُدقع بات يُطوّق الناس على مختلف طبقاتهم مع اختفاء الطبقة الوسطى سابقاً"، قبل أن تتنهد بحسرة وتُضيف "ليس بمقدورنا شراء احتياجات مُسبقاً كما يفعل الكثيرون، نعيش كل يوم بيومه، وزوجي الذي يعمل على سيارة أجرة بالكاد يُؤمن ثمن الطعام"، مُشيرةً إلى أن الغلاء، وارتفاع الأسعار، والخوف من المستقبل المجهول، بات حديث الناس الوحيد في جلساتهم الخاصة والعائلية والعامة، البلد ينهار ولا أحد يسعى لإنقاذه جدياً".

البنزين والمازوت
وبعد أزمة الأدوية، لاحت أزمة مازوت جديدة بعدما أقفلت محطات التوزيع في صيدا في انتظار تزويدها بالكمّيات المطلوبة.

وجالت قوة من الأمن العام على المحطات للتأكّد من التزامها بالأسعار، والكميات، فتبين أن هناك شحاً كبيراً في مادة المازوت نتيجة عدم تسلم غالبية اصحاب المحطات من منشآت الزهراني، إضافة إلى شح في البنزين.

ورفعت بعض المحطّات الخراطيم فيما أقفلت أخرى بعد نفاد الكميات منها، أو قررت تعبئة 20 ليتراً فقط لتسهيل انتقال الناس. وأبلغ أصحاب المحطات أنهم تلقوا وعوداً بتزويدهم بالمادتين بعد إفراغ باخرة لحمولتها في منشآت الزهراني اليوم.

تسوية اتفاق
وامتداداً، ومع التقنين القاسي بالتيار الكهربائي وشح المياه، توصلت بلدية صيدا إلى توافق مع أصحاب المولدات الكهربائية يلتزمون بموجبه بعدم القطع أو التقنين، وباعتماد تعرفة تُراعي ظروف الطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود، وذلك بعد متابعة حثيثة من محافظ الجنوب منصور ضو ورئيس البلدية المهندس محمد السعودي مع أصحاب المولّدات الكهربائية".

و"في خُلاصة المشهد، لا يُخفي كثيرون من أبناء المدينة مخاوفهم من انفجار اجتماعي قريب، بعد تضافر أسباب كثيرة لذلك، ومنها ارتفاع سعر الدولار، والغلاء، وزيادة نسبة البطالة مع استمرار إقفال المزيد من المؤسسات والمحال التجارية وصرف الموظفين، ناهيك عن الفقر المُدقع الذي دفع بالبعض إلى بدء عرض بضاعته ليُبادلها بمواد غذائية لسد قوت اليوم.