مسجد كولون المركزي أكبر مسجد تركي في أوروبا افتتحه إردوغان عام 2018 (أرشيف)
مسجد كولون المركزي أكبر مسجد تركي في أوروبا افتتحه إردوغان عام 2018 (أرشيف)
الخميس 2 يوليو 2020 / 11:49

"جواسيس أردوغان" يلاحقون معارضيه في ألمانيا

تتزايد أعداد اللاجئين الأتراك في ألمانيا بشكل كبير منذ محاولة الانقلاب عام 2016، وزادت أعداد طالبي اللجوء منذ ذلك الحين حتى العام الماضي أكثر من 36 ألف طلب، مقارنة بأقل من 2000 طلب لجوء في الأعوام التي سبقت، بحسب أرقام رسمية حصلت عليها صحيفة "الشرق الأوسط" من دائرة الهجرة واللاجئين التابعة للداخلية الألمانية.

وفيما تزداد أعداد طالبي اللجوء والمعارضين، تتكثف عمليات التجسس كذلك على هؤلاء المعارضين.

ويقدر الخبير الألماني في شؤون المخابرات التركية، إريك شميت إينبوم، في تصريحات لـ"الشرق الأوسط"، عدد العملاء الأتراك العاملين في ألمانيا، والذين تجندهم أنقرة، بنحو 8 آلاف عميل. ويعيش في ألمانيا نحو 4 ملايين تركي، عدد كبير منهم جاؤوا "عمالاً ضيوفاً" بعد الحرب العالمية الثانية، ومكثوا فيها.

ويقول الخبير الألماني إن "أنقرة صرّحت، عن 12 موظفاً في السفارات والقنصليات التركية في ألمانيا، أنهم ينتمون للمخابرات التركية، لكن عدد الجواسيس غير المصرح بهم أعلى بكثير".

ويقول شميت إينبوم إن "الأئمة الأتراك الذين يعيّنون مباشرة من أنقرة، يلعبون دور الوسيط بين المخبرين الأتراك في ألمانيا وحكومة الرئيس رجب طيب إردوغان في أنقرة".

ويروي لاجئون أتراك لـ"الشرق الأوسط" كيف يعيشون في ألمانيا التي لجأوا إليها بحثاً عن الأمان، وليس بعيداً جداً عن أعين المراقبين الذين هربوا منهم.

المساجد..مراكز تجسّس
وأظهر فيلم وثائقي عرضه التلفزيون الألماني (ZDF)، طرائق استخدام النظام التركي للمساجد، كأماكن تجسس على الناس، وكيفية قيام الأئمة الذين تعيّنهم الأجهزة الأمنية، بمهمة مخبرين، يترصدون من يمكن أن يكونوا معارضين لنظام الرئيس، رجب طيب أردوغان، وحزبه "العدالة والتنمية".

وفي الفيلم الذي يحمل عنوان "هكذا يتعرض منتقدو أردوغان للتجسس في ألمانيا"، جرى توثيق كيف أن مؤسسة " الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية (DİTİB)" الحكومية تعمل كذراع لجهاز المخابرات التركي (MİT) في بناء وإدارة المساجد التي وصل عددها أكثر من 900 مسجد في 16 ولاية في ألمانيا، بدعوى خدمة الجالية التركية الكبيرة في ألمانيا، لكنها تزرع بينهم المخبرين، وفي مقدمتهم إمام المسجد، وذلك من أجل ترصّد تصرفاتهم وولاءاتهم، وإبلاغها لأجهزة الأمن في أنقرة وإسطنبول التي تتولى بعد ذلك تعقب من يوشى بهم أنهم معارضة، أو مؤيدون لتنظيم فتح الله غولن، الذي كان اتُهم بقيادة المحاولة الانقلابية الفاشلة، العام 2016.