رئيس مجلس الوزراء اللبناني حسان دياب (أرشيف)
رئيس مجلس الوزراء اللبناني حسان دياب (أرشيف)
الخميس 2 يوليو 2020 / 16:44

دياب: جهات محلية وخارجية تعمل على إدخال لبنان في صراعات المنطقة

أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني حسان دياب اليوم الخميس، أن جهات محلية وخارجية عملت وتعمل على إدخال لبنان في صراعات المنطقة، كاشفاً عن ممارسات دبلوماسية فيها خروقات كبيرة للأعراف الدولية.

ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" اليوم عن دياب قوله، خلال كلمة خلال جلسة مجلس الوزراء المنعقدة في السرايا الحكومية، "عندما شكلنا الحكومة، أطلقنا عليها اسم حكومة مواجهة التحديات، لأننا كنا نعلم أننا سنواجه تراكمات كبيرة وأزمات ضخمة".

وأضاف: "لم نكن خائفين من خوض هذه المعركة لإنقاذ البلد، وكنا نعلم أيضاً أن التضحيات ستكون كبيرة، وأننا سنخسر الكثير، مع ذلك، لم نتردد، وكنا مقتنعين أننا نقوم بمهمة إنقاذية وطنية للبلد والناس ومستقبل أولادنا".

وتابع: "ومن البداية، قلنا إننا سنبتعد عن السياسة، ليس لدينا أي طموح سياسي، لا رغبات انتخابية لدينا. ألغينا أنفسنا، وغرقنا بالعمل، من ورشة إلى ورشة، من أزمة إلى أزمة، سلسلة طويلة من المشاكل المتراكمة على مدى عشرات السنين، انفجرت بوجهنا دفعة واحدة مع أزمات مستجدة".

وقال: "اليوم، نحن في لحظة الاصطدام، لكن، وبكل أسف، خلال الأسابيع الماضية، وحتى اليوم، هناك جهات محلية وخارجية، عملت وتعمل حتى يكون الاصطدام مدويا، وتكون النتيجة حصول تحطم كبير، وخسائر ضخمة".

وأشار إلى أن هناك جهات في الداخل لا تهتم بمستقبل البلد، ولا يهمها إلا دفتر حسابات المصالح الشخصية المغلفة بحسابات سياسية وطائفية، موضحاً أن "هذه الجهات إما هي أدوات خارجية لإدخال لبنان في صراعات المنطقة وتحويله إلى ورقة تفاوض، أو هي تستدرج الخارج وتشجعه على الإمساك بالبلد للتفاوض عليه على طاولة المصالح الدولية والإقليمية".

وأضاف: "اخترنا مواجهة التحديات، وسنكمل بمواجهتها، نعلم جيدا أن هناك قراراً كبيراً بحصار البلد، هم يمنعون أي مساعدة عن لبنان، حصار سياسي، مالي لتجويع اللبنانيين، وفي الوقت نفسه، يدعون أنهم يريدون مساعدة الشعب اللبناني".

ولفت إلى أنهم "يطالبون بالإصلاح، وفي المقابل يمنحون حماية للفساد ويقدمون حصانة للفاسدين ويمنعون حصولنا على ملفات مالية لاستعادة الأموال المنهوبة".

ولفت إلى أنهم يلعبون لعبة رفع سعر الدولار الأمريكي، والمضاربة على الليرة اللبنانية، ويحاولون تعطيل إجراءات الحكومة لمعالجة ارتفاع سعر الدولار، مشيراً إلى أن "لعبة الدولار أصبحت مكشوفة ومفضوحة، يطالبوننا بإجراءات مالية، ويهربون الأموال إلى الخارج ويمنعون التحويلات إلى البلد، ويعطلون فتح الاعتمادات للفيول والمازوت والدواء والطحين، ليقطعوا الكهرباء عن اللبنانيين ويجوعونهم ويتركونهم يموتون من دون أدوية. وفوق ذلك، يتحدثون عن حرصهم على لبنان ومساعدة الشعب اللبناني".

وقال: "سكتنا كثيراً عن ممارسات دبلوماسية فيها خروقات كبيرة للأعراف الدولية، والدبلوماسية، حرصاً على علاقات الأخوة والانتماء والهوية والصداقات، لكن هذا السلوك تجاوز كل مألوف بالعلاقات الأخوية أو الدبلوماسية".

واضاف أن "الأخطر من ذلك، بعض الممارسات أصبحت فاقعة في التدخل بشؤون لبنان، وحصلت اجتماعات سرية وعلنية، ورسائل بالحبر السري ورسائل بالشيفرة ورسائل بالـ"واتس آب"، ومخططات، وأمر عمليات بقطع الطرقات وافتعال المشاكل".

وأكد دياب أنه سيكون هناك رد واضح وصريح وشفاف وتحديد للمسؤوليات، لن نلجأ إلى أي رد انفعالي، هذا البلد بلدنا، وهذا الشعب شعبنا، نحن حرصاء على علاقات الأخوة والصداقة، لكن بالتأكيد، لدينا خيارات عديدة، وأوراق كثيرة نكتب عليها رسائلنا، وليس بالشيفرة. رسائلنا نكتبها بحبر واضح وبلغة مبسطة وصريحة".

وشدد على عدم القبول بأن يكون البلد والشعب اللبناني صندوق بريد داخلي لمصالح ومفاوضات وتصفية حسابات خارجية، قائلاً: "لن نقبل بمحاصرة اللبنانيين وتجويعهم، أما بالنسبة لقطع الطرقات، ليس بالضرورة الجائعون الفعليون هم من يقطعون الطرقات، قطع الطرقات هو ضد الناس، وليس ضد الحكومة".

ولفت إلى أن قطع الطرقات يزيد الضغط على الناس، ويزيد من عذاباتهم، وحرق الدواليب لن يحرق الحكومة، قطع الطرقات سياسي بامتياز، وهو بقرار صادر عن غرفة عمليات مفضوحة الهوية والإدارة ، مؤكداً أن "الوضع صعب جداً والأزمة الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية، كبيرة جداً لذلك تعمل الحكومة على فك الارتباط بين سعر الدولار وبين كلفة المعيشة، ونحن في المرحلة الأخيرة من إنجاز هذه المهمة".

وأكد أن "الحكومة ليست معطلة، ولن يمنعها قطع الطرقات من تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة للبنانيين"، قائلاً: "مستمرون بدفع المساعدات المالية للعائلات شهرياً، ونرفع عدد العائلات المستفيدة تدريجياً، مستمرون بخطة دعم الصناعة، والزراعة، والمدارس الرسمية والخاصة، سنواجه محاولة تجويع اللبنانيين بتدابير وإجراءات متدرجة في كل المجالات".