الجمعة 31 يناير 2014 / 20:09

رسالة يحملها د.علي بن تميم من أبي العلاء المعري إلى القرضاوي

رسالة يحملها علي بن تميم من أبي العلاء المعري رحمه الله إلى يوسف القرضاوي

ألا فـي سـبيل المجـدِ مـا أنـا فاعلُ عفــافٌ وإقــدامٌ وحــزمٌ ونـائلُ
أعنـدي , وقـد مارسـتُ كـل خفيَّـة يُصــدَّقُ واشٍ أو يُخــيَّبُ ســائلُ
أقلُّ صدودي أنني لكَ مُبغضٌ وأيسرُ هجري أنني عنكَ راحلُ
إذا هبَّتْ النكباءُ بيني وبينكم فأهونُ شيءٍ ما تقولُ العواذلُ
تُعــدُّ ذنــوبي عنــد قـوم كثـيرة ولا ذنــبَ لـي إلا العُـلا والفضـائلُ
كأني إذا طـُلتُ الزمانَ وأهله رجعتُ وعندي للأنام طوائلُ
وقـد سـار ذِكـري في البلاد فمَنْ لهم بإخفـاءِ شـمس ضوؤهـا متكـاملُ
وإنــي وإن كــنتُ الأخـيرَ زمانـه لآت بمــا لــم تـّسْــتطعه الأوائـلُ
وأغدو ولو أن الصباحَ صوارمٌ و أسري ولو أن الظلامَ جحافلُ
لدى موطن يشتاقه كلُّ سيد ويقصر عن إدراكه المتناولُ
ولمـا رأيـتُ الجـهلَ فـي الناس فاشيا تجــاهلتُ حـتى ظـُـنَّ أنـيَّ جـاهلُ
فواعجبـا, كـم يـَـدَّعي الفضلَ ناقصٌ وواأسـفا , كـم يـُظهـرُ النقصَ فاضلُ
ينافسُ يومي فيَّ أمسي تـَشرُّفا وتحسد أسحاري عليَّ الأصائلُ
وطاولت الأرضُ السماءَ سفاهة وفاخرتْ الشُهـْبَ الحصى والجنادلُ