السبت 4 يوليو 2020 / 22:42

مهندس سوري يستثمر وقته في العزل بتشكيل مجسمات فنية من مواد البناء

24 - إعداد:نسرين عليوي

استغل مهندس معماري سوري فترة العزل المنزلي بسبب كورونا، في العمل على تجربته الفنية التي لطالما كان يتمنى أن يجد الوقت المناسب لممارستها منذ سنين طويلة.

وبعيداً عن الأخبار المثيرة للقلق حول تفشي كورونا حول العالم، فضّل المهندس إياد فوزات الجودة الابتعاد عن الضغوط النفسية من خلال ممارسة هوايته المفضلة وهي تشكيل مجسمات من مواد البناء.

واستغل إياد ركناً فارغاً في منزله لتحويله إلى مشغل لتشكيل أعماله الفنية، ليصبح بالنسبة له بمثابة بوابة تحمله إلى عالمه الخاص، حيث يمضي يومياً ساعات طويلة في تجسيد أفكاره عبر منحوتات فنية يعبر من خلالها عن مواقفه ونظرته للحياة بأسلوب مبتكر.

ولكل عمل رسالة وهدف وتصميم هندسي معين، حيث يوظف إياد دراسته الأكاديمية للمزج بين العلم والفن، مستخدماَ خامات وأدوات بسيطة من وحي مهنته ومن مواقع البناء كالاسمنت والأسلاك المعدنية وقطع الرخام والخشب لإنجاز تكويناته وشخصياته بأسلوب تعبيري تجريدي صريح لحياة الإنسان اليومية.

يستوحي أفكاره من التأمل في تفاصيل الحياة اليومية وصراع الانسان الدائم للبقاء، ومن بقايا التفاصيل العالقة في ذاكرته وحياته الخاصة.

ومن بين أعماله "عجلة الوقت"، حيث تجسد 24 شخصاً في تعبيرٍ عن فكرة البقاء والركض المتواصل والصراع الدائم الذي نعيشه دون توقف على مدار ساعات اليوم.

أما مادة العمل، فيختارها بما يتناسب مع الفكرة، حيث يصمم أفكاره في البداية من خلال رسومات بالقلم الرصاص ثم يحولها إلى منحوتات فنية، تركز غالباً على تشكيل جسد الانسان في حالته الحركية والنفسية اليومية بشكل يتوافق مع طبيعة المادة المستخدمة.

فحين يريد التعبير عن الصلابة في المعنى كعمل "رحيل" يستخدم مادة الاسمنت. أما لإعطاء الإيحاء الدوراني الحركي المتواصل فيستخدم الاسلاك المعدنية مثل لوحة "رقص الدراويش".

وتمكن خلال هذه الفترة من إنجاز مجموعة من المنحوتات نشر صورها عبر صفحته الشخصية على إنستغرام، وقد لاقت إعجاباً كبيراً من قبل أصدقائه ومتابعيه الذين شجعوه على الاستمرار في ثقل موهبته الفنية وعدم التوقف بعد عودته إلى وظيفته في المكتب.

وقال إياد في حديث لـ 24: "لم أكن أتوقع أن هذا النوع من الفن سيحظى بالإهتمام، فكان الأمر بالنسبة لي فرصة جيدة لتحقيق جزء من الحلم و لتطوير تجربتي الفنية وإنجاز المزيد من الأعمال".