الأحد 5 يوليو 2020 / 14:47

جامعة محمد الخامس أبوظبي تناقش أحدث التطورات في ميدان ثنائية اللغة والدماغ البشري

ناقشت حلقة موسم جامعة محمد الخامس أبوظبي الثقافي والعلمي "مصايف العلماء"، موضوع ثنائية اللغة في الدماغ البشري، والتي قدمها الدكتور خليد السوسي المختص في مجال تعليم اللغات الأجنبية، والذي يعمل حالياً أستاذاً في الجامعة، وذلك يوم الأربعاء 1 يوليو (تموز) 2020.

واستهل الدكتور خليد السوسي وفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، محاضرته بالتأكيد على التطور الذي شهده ميدان البحث العلمي في فهم طرق معالجة اللغة في الدماغ البشري، خاصة عندما يتم تمثيل أكثر من لغة في الدماغ. مشيراً إلى أن ظهور المزيد من الأبحاث وتطور التقنيات الحديثة، قد كشف العديد من المبادئ في معالجة اللغة في الدماغ البشري.

الاختلافات بين أحادية اللغة وثنائية اللغة
وركز في حلقته على شرح العلاقة بين اللغة والدماغ وعلى نتائج الأبحاث في هذا المجال العلمي، مؤكداً وجود عمليات مختلفة بين المتكلمين بلغة واحدة وبين المتكلمين بأكثر من لغة، لافتاً إلى أن تعدد اللغات يحمي من التدهور العصبي الذي يحصل مع التقدم في العمر، فضلاً عن وجود اختلافات أخرى بين أحادي اللغة وثنائيي اللغة، من بينها: التنشيط المتزامن أو تثبيط/توقيف إحداهما في الوقت المناسب.

وأفاد الدكتور السوسي بأن الأبحاث تؤكد أن أنماط النمو لثنائيي اللغة ما قبل البلوغ تختلف عن تلك الخاصة بمتحدثي لغة واحدة. كما يؤدي التدريب المعرفي المكثف الذي يتعرض له ثنائيي اللغة في حياتهم ، وتواترهم وسرعتهم في التحول من لغة إلى أخرى ، إلى اختلافات في بنية ومبادئ معالجة المعلومات والتفكير بين أحادي اللغة وثنائيي اللغة.

فتح آفاق جديدة
وفي حديثه عن أهمية تعلم اللغات الجديدة، أوضح الدكتور السوسي أن الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة واحدة يملكون مهارات متميزة تمكنهم من تطوير قدراتهم العقلية، معللاً استنتاجاته بمجموعة من الأبحاث المعتمدة في المستوى المحلي والعالمي. منوهاً إلى أن طريقة تعلم اللغة والعمر الذي يتم فيه تعلم اللغة ومدى التشابه بين كل لغة والأخرى ومدى استخدام اللغة، كلها عوامل مؤثرة في قدرة المرء على اكتساب لغة ثانية، وإتقانها.

وحرص على ذكر نتائج أبحاث المتخصصين في اللسانيات العصبية والذين لديهم اهتمام بعلم الأعصاب اللغوي لإبراز المزايا المعرفية لثنائية اللغة التي لا ترتبط مباشرة بالقدرة على المعالجة اللغوية في الدماغ، بالإضافة إلى مناقشة تأثير العمر وإتقان اللغة على الأساس العصبي في الدماغ لثنائية اللغة. من الناحية اللغوية.

ثنائية اللغة بين المعروف والمجهول
وعلى الرغم من حقيقة أنه تم إجراء أبحاث كبيرة على ثنائية اللغة، أكد الدكتور السوسي أنه لم يتم اكتشاف أسسها العصبية بعد. مشيراً إلى أهمية التقدم العلمي الذي يشهده العالم في مجال التكنولوجيا وتزايد أعداد الباحثين المهتمين بثنائية اللغة، ودور هذه التطورات في تغيير النظرة إلى ثنائية اللغة والتعددية اللغوية.

وختم الدكتور حلقته باقتباس من علماء الأعصاب الذين يدرسون ثنائية اللغة قائلاً: "ربما، في تطور غير متوقع، قد تكشف دراسة ثنائيي اللغة عن إمكانات بيولوجية معالجة اللغة التي لم يتم تجنيدها بالكامل في اللغة الأحادية وتقودنا إلى المدى البيولوجي للأنسجة العصبية الكامنة وراء جميع اللغات البشرية. فالدماغ لا يبقي لغتين منفصلتين أو معزولتين. وتحتضن الأنسجة العصبية نفسها لغتين عندما يتم تعلمهما في وقت واحد أو في وقت مبكر من الحياة. ومع المزيد من العمر ، تنخفض الكفاءة العصبية إلا أنها تعوض بقدرات أخرى اكتسبها الشخص في حياته. فثنائيو اللغة لهم مزايا لا يمتلكها أحاديو اللغة ؛ فلديهم نظام تحكم تنفيذي يختلف عن غيره في لغة واحدة ؛ ولديهم قدرات دماغية محسنة تساعد على محاربة التنكس أو التدهورالعصبي. فيتم مثلاً تنشيط اللغات ومنعها في وقت واحد إذا لم تكن هناك حاجة إليها".