الخبير الأمني والمحلل السياسي العراقي الراحل هشام الهاشمي (أرشيف)
الخبير الأمني والمحلل السياسي العراقي الراحل هشام الهاشمي (أرشيف)
الثلاثاء 7 يوليو 2020 / 16:25

الهروب إلى الأمام.. ميليشيات إيران في العراق تعود للاغتيالات

بدأت موجة اغتيالات في العراق، بالصحافي هشام الهاشمي، ومن الصعب إيقافها إلا بقرار من طهران أو بصدام داخلي، يأخذ الصراع إلى منحى آخر.

وتمددت طهران في بلاد الرافدين عبر شبكة ضخمة من التابعين للميليشيات ومؤسساتها، متحولين إلى قبضة تقتل وتلاحق وتهدد، وصولاً إلى الانتشار والتظاهر العسكري أمام رجال القانون.

ولكن الاغتيالات والتهديدات والانتشار العسكري لا تعني أن "اقتصاد" الميليشيات العراقية بخير، ومنذ تدهور اقتصاد النظام الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية، بدأت الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق تبحث عن مصادر جديدة للتمويل، وتؤكد مصادر من بغداد أن الميليشيات تعاني ضائقة مالية، وتبحث الآن عن طرق جديدة لضمان استمرارها مالياً.

وتملك الميليشيات العراقية المتنفذة، وأهمها كتائب حزب الله في العراق، وعصائب أهل الحق، وميليشيات النجباء، أصولاً اقتصادية وتسيطر على نشاطات تجارية أكثرها مشبوهة وخارجة عن القانون. كما تفرض الميليشيات الإتاوات على الملاهي الليلية، ودور القمار، ومحال بيع المشروبات الكحولية، في العاصمة بغداد.

وتشير التقارير إلى تهريب الميليشيات بضائع ومسلحين عبر الحدود العراقية السورية، إضافة إلى تهريب البشر، خاصةً عائلات عناصر تنظيم داعش من مخيمات سوريا إلى العراق، دون جوازات سفر مقابل مبالغ مالية.

كما تحصل المصارف المتعاونة مع إيران وفقاً لاقتصاديين عراقيين على تفضيلات في مزاد العملة العراقي، ما يعني أرباحا يومية بملايين الدولارات، إضافةً إلى تسهيلات للاستيراد، وفرض القيود على الصناعة والزراعة الوطنية المنافسة للمستورد الإيراني، وتحرص الميليشيات على بقاء الوضع كما هو عليه.

وتستثمر طهران أيضاً في الميليشيات التي توفر لها تأثيراً كبيراً على القرار في العراق، ولضمان مصالحها الاقتصادية التي تعتبر الرئة التي تتنفس منها إيران خلال العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، إذ تحرص الميليشيات على ضمان سيطرة المنتجات الإيرانية على السوق العراقية.

وتمتد سيطرة الميليشيات أيضاً على قنوات فضائية، وإذاعات وجرائد، وجيوشٍ إلكترونية، بالإضافة إلى أذرعها المسلحة العلنية والسرية، وعشرات المقرات داخل وخارج العراق.

مصادر في بغداد تتخوف من تحول سلطة الميليشيات إلى دافع لعمليات إجرامية كبيرة كما في السنوات الماضية، لحماية مشاريعها التي تعتمد عليها مثل الأنشطة غير الشرعية، مثل التهريب وفرض الحماية، وهي أنشطة مرهونة بوضع اقتصادي جيد في الداخل، ومن السخرية أن الميليشيات ساعدت بشكل كبير في تخريب اقتصادي البلاد، وهي تدفع الثمن الآن، ولكن الثمن الأكبر يدفعه العراقيون.

هذا الواقع دفع المصادر للتحذير من هروب الميليشيات المدعومة من طهران إلى الأمام، عبر التخريب أكثر والاغتيالات التي ستطال صحافيين، وسياسيين، وعسكريين.